(39)تذكير: الفصل السابق علمنا أن العجوز ذو اللحية الحمراء هو والد النساء الأربعة و هو من قتل الثلاثة. علمنا أضا أن أفرين ريدان و ران قد قتلن شخصا آخر و هي المرأة الرابعة كما قالت الصوت -سيدةُ ران- و اخبروها -الصوت الضمير و الكيان- أن تبحث عن وصية معينة بمساعدة عروس البحيرة و التي ستساعدها على معرفة من المرأة الرابعة.
اسفة للتأخير.
.
.ظللت أبكي بصدره لم ٱحس بشيء سوى أن عيناي أصبحتا تؤلمانني و أن قميصه أصبح بركة حزني، لكنه كان حقًا صبورا فلم يشتكي لا من بشاعة صوتي و لا من شهقاتي لم يتذمر و لو بحرف واحد ظل فقط يضمني بقوة.
لا أعلم ماذا قصد بذلك لكن كان أشبه بكلام دون كلمات، على أنه هنا، أنه متشبث بي للنهاية.
بعد ساعات لا أعلم أتجاوزت الاثنين أم لا، شعرت بتعبٍ شديد و صداع يجتر رأسي فرُحت أصمت شيئا فشيئا و آخذ نفسا بأنفي، لاحظ هو ذلك و لم يستغرق الأمر ثانيتين بعد هدوئي حتى أصبح يسمع صوت نفسي الهادئ دلالةً على نومي ثانية.
|الكاتبة|
أحس بذلك و أنها قد غفت بصدره، فأخذ نظرة خاطفة عليها ليجد أنها بالفعل غاست، وجهها أحمر جدا و جيوب عينيها منتفخة بشكل كبير، لاحظ كثرة الضمادات التي تغزو ملامحها أسفل عينها، بذقنها، و حتى واحدة تلف رأسها بعد تلك السقطة.
لم يكن وجهها وحده من غزته الضمادات، فيدها اليمنى لفت بكاملها برباطات و اليسرى توسطت ذراعها بعض منها و بكتفها أيضا. أشفق على حالها ففي حين تلاعبت الضربات بجسدها لم يحصل هو سوى على لكمة ذهب أثرها و لم يحس بها.
تحرك من مكانه و قام بوضع رأسها على الوسادة حتى استلقت ليغطيها بعدها، نظر لها لحظاتٍ و هي نائمة رموشها لا تزال تلمع حتى و هي تبكي تبدو جميلة ربما هذا ما قاله لنفسه بعد أن ابتسم بلطف، ثم وقف بعدها.
قام باطفاء كل الأنوار و الإضاءة و اتجه لحيث الأريكة التي تتوسط الغرفة استلقى هناك و قد قرر أن يريح عيناه للحظة، ندمه الشديد لتركها أتعبه طوال الخمس أيام الماضية، لقد مر سابقا بأيام صعبة، لكن الماضية كانت أصعبها.
أغلق عينيه و أطلق معهما تنهيدة خفيفة حتى قام بالإلتفاف و نام على جانبه الأيمن حيث تقابل وجهه مع خاصتها، حدق بها لحظات و ضرب بعينيه عدة مرات، تراوحت رؤيته بين ظلام شديد و ملامح بريئة حتى طغت الٱولى -و بعد جهد جهيد- على رؤيته، لينام هو الآخر.
هي لم تستطع النوم، لم يغمض لها جفن إلا و أعاقته الكوابيس، جحيم مصور، عن لطخات دماء، أصابع إتهام و صراخ يطلب النجاة، كانت تعاني حتى بأحلامها.
شهقت مرة ٱخرى، تجاوزت المرة الثامنة، لكنها لم تصرخ حمدًا للرب، لأنها كانت بالفعل قد لفت قطعة قماش حول فمها قامت بانزالها للأسفل و اعتدلت في جلستها.
أنت تقرأ
رواية || الزهرة الزرقاء
Fantasyعن فتاة، نصف بشرية و نصف زهرة زرقاء. و عن الزهرة، التي تحيا بجسدها باحثةً عن حياة. -الحقوق محفوظة ©® -كل شيء خيال من صنعي و فكري لا علاقة له بالواقع أو الحقيقة بما تقرأ. -السرقة النسخ الطبع التقليد الاقتباس و أي شيء يمس المحتوى سينتهي بتبليغ.