دعوة الزفاف

5.6K 382 371
                                    


(44)

تذكير: في الفصل السابق رأينا ما حدث مع عائلة آن كذلك أرسلت لها رسالة تطلعها فيها عن الأخبار و تدعوها لزفافها محذرة إياها أنها بعده ستسافر للقارة المجاورة.

.
.

|الكاتبة|

انتظرَته يومها على نيران صبر ليست بهادئة، لقد جلست كالمجانين تضم الرسالة و جيوب عيناها احمرت تماما لكثرة البكاء. كانت كلما قالت لنفسها أنها لن تذرف دموعا بعد الآن، خانت القول و بكت أكثر.

هي فقط شعرت بالوحدة، و الخوف من جهة.

خافت أن يكون لا زال غاضبا.

و تدفع هي ثمن هذا.

حل المساء يومها بصعوبة، حينها فقط دخلت خادمة لتنظر لها آن باستغراب و تتوتر هي للحظة من احمرار وجها.

"ع-عذرا للمقاطعة سيدتي لكن.."

قالت الخادمة ثم توقفت، لتسبقها آن قائلة: هل حضر؟! هل عاد الملك ليام؟!

فهي بالفعل أوصتها سابقا أن تخبرها فور حضوره، لتومئ لها و تسألها آن ثانية: هل أخبرته أني أود محادثته؟!

صمتت و لم ترد عليها لثانية، في حين أوطأت رأسها بالثانية الثالثة حتى نظرت لها و أجابتها بشفاه مقوسة: لقد فعلت سيدتي، لكنه رفض أن يقابلك لأن لديه عملا مهمًا.

احتدت ملامح آن لوهلة، ثم وقفت بسمات غاضبة بعض الشيء لتقول: و هو لم ينهي نفس العمل المهم طوال الٱسبوعان؟!

اكتفت الخادمة بالصمت، لتقوم آن برمي حقيبتها فوق السرير بقوة قالت: انتظريني هنا للحظة.

ثم اتجهت ناحية الحمام، غسلت وجهها و حاولت أن تنزع آثار البكاء منه لكنها لم تستطع، قامت بربط شعرها للخلف دون رفعه و خرجت.

سارت ناحية الباب و قالت: لنذهب.

صدمت الخادمة و حاولت منعها قائلة: مهلاً!! سيدتي يمنع عليك الخروج من الغرفة إلى أين تذهبين؟!

لكنها لم تنصت لها و فتحت الباب.

كان هو قد عاد منذ قليل فقط، دخل لغرفته و جلس دقيقتين ثم تذكر أمرها. نظر للنافذة و قد قرر للحظة أن يخفف عليها قليلا، ربما فعلا زاد الشيء عن حده.

خرج من غرفته و سار متجها لخاصتها، لكنه سمع صوتها من بعيد و ضجيجًا مضافا له. لم يفهم الأمر بداية فأسرع بخطاه حتى لمحها و هي على وشك دخول شجار مع الحراس و الخدم.

قالت: قلت لك ٱريد رؤية الحاكم.

و كادت تنطق مرة ٱخرى لكنها سمعت صوته: مالذي تفعلينه؟!

نظرت له بجدية، و نظرات حادة حتى تكلمت: أود محادثتك بأمر مهم للغاية.

لاح بعينيها إصرارًا كبير إستطاع أن يلحظه، فنظر للخدم و قال: دعوها.

رواية || الزهرة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن