كرة حجرية

5.9K 434 714
                                    


(47)

تذكير: تحدثت آن مع كل من بابروسات و إليكسيل، كذلك الزهرة. علمنا أن والدها هو نفسه كاتب كتاب لوداريوس، و أن الشخص الذي أحبته إنداك -الورد الأسود- ميت و قبره موجود بأسفل دموع الحيتان.

.
.

ظلوا ينظرون لي بعيون مندهشة، و أنا أنتظر رد فعلهم. علمت أن قولي هذا لن يجلب سوى المشاكل، لكن مع هذا.

اللعنة عليهم جميعا.

"أنا لن ٱغير رأيي بهذا الأمر، لذلك أرجو من سادتكم احترامه"

تكلمت بثقة، ثم نظرت لليام فوجدته حد عينيه. فورا غيرت نظري للأرض و قبضت على ثوبي. هو وحده من يخيفني، و لا أعلم لما. أغمضت عيناي بتوتر بادٍ على وجهي و قد قلت لنفسي،

هيا آن أنت على قدرها، لأجل الزهرة تشجعي.

ثم فتحتهما ثانية، فوجدت المدعوة فايوليت قالت بصوت عال قليلا: و من تعتقدين نفسك حتى ترفضي؟! يبدو أن الغرور قد وصلك بالفعل.

لم أرد عليها و ظللت صامتة، لم أود أن ٱعاندها.

فأضافت حين وجدت الفرصة: ستفعلين ذلك رغمًا عنك، لن أخرج من هنا إلا بعد أن نسيطر على الزهرة.

قلت بانفعال: نسيطر؟! ألم تقولي منذ قليل تسيطري أم أنك غيرتي رأيك فجأة؟!

صمتتْ لٱضيف ألوحُ بعيناي حولهم: بل أخبروني، هل هذا لأجلي أم لأجلكم؟!

حل السكون و أنا أنتظر جوابهم ليقول إدوارد بحاجبان مقطبان: كل ما يهم للآن أنه يجب أن تتم السيطرة على الوحش الذي بداخلك.

ارتعدت. فقد طرأ ببالي فورًا أطفال مدينتي، و هم أسفل بيتنا، ينادون علي بتلك الكلمة ليستفزوني و ٱطل لهم من النافذة.

حتى يقذفوني ببعضٍ من حلواهم.

كتف يداه و قال: أنت لا تعلمين ماذا قد تفعل إذا سيطرت عليك.

ضغطت على يدي ثم نظرت له بوحشية و صرخت: أنا لست وحشًا!!

ارتعب، جميعهم. فقد حدقت به بحقد داكن للغاية ثم قلت: و الزهرة أيضا ليست وحشًا.
أضقت عيناي،
" أنتم الوحوش!!"
أكملت.

لم ٱبعد عيناي عنه حتى شعرت بأحدهم يمسك ذراعي التفت، فلمحت قلقًا على بلور حينها توترت إذ انتبهت لفعلتي.

أضقت عيناي بحزن و قد قوست شفاهي، شبكت كلتا يداي ثم أعدت رأسي للأمام. نظرت للأسفل و قلت: أنا..
صمتت لحظات،
"أعتذر لانفعالي"
أكملت مغلقة عيناي في ندم.

لم يرد أحد حتى تكلم روبرت: لا عليك جلالتك.

رفعت عيناي له، رمقته لحظات. ثم ابتسمت بحزن كشكرٍ له لتفهمه، و لكونه الوحيد الذي ألقى لي بالاً.

رواية || الزهرة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن