..[3]..

46.2K 3.6K 1.3K
                                    

{الوقت لا يبرُح مكانه ما إن تلتقي أعيُننا}
{لا أدري كم كنت يائساً لأودّ العيش في إحدى أحلامك بدل حياتك بأسرها}
{ليس هنالك شيءٌ قبيح بالكامل دون أن يملك جانباً جميلاً}
{لأن الواقع لا يحتملُ خيالنا، كنّا نحلمُ كثيراً}

_____

الفصل الثالث بعنوان
[فشلٌ ناجح]




استيقظت من سباتي العميق دون أن أذكر إن كنت قد حلمت بشيء أم لا، فقد كانت المرة الأولى لي في الوقوع نائمة بسلام -منذ وقت طويل- كطفل رضيع بين أحضان والدته، لا يعرف متى و كيف حدث له هذا. خرجت من الغرفة لدورة المياه ثم إلى المطبخ لإرواء عطشي، و عندما وجدت أن الجميع ما زالوا نائمين وجدتها فرصة لأقرأ يوماً آخر من المفكرة.

غريبة تلك المشاعر الغير مفهومة و التي قادتني لالتقطها فور دخولي للغرفة؛ مُقلبةً الصفحات حتى وصلت لآخر كلمة تذكرتها في الأمس ثم بادئة في قراءتها بصوتٍ هامس.

[ توجهت نحو البوابة لأجد صديقتي ماريا تقف هناك منتظرة وصولي، و التي كان بادياً عليها أنها لم تُفلح في جلستها الأولى. رغبتُ بسؤالها عما حصل لكن انتظرت بما أنها ستخبر الطبيب ألين بذلك عند وصولنا، فما إن فعلنا؛ طرقنا الباب ثلاثاً قبل أن ندلف للداخل –بعد سماحه لنا- حيث وجدناه جالساً على مقعده و بيده مجموعة من الأوراق التي يبدو منغمساً بها. في البداية، ظننت أن المدير المسؤول عنا سيكون كبيراً في السن، لكن توقعي قد خابَ تماماً كونه كان عكس ما توقعته عند رؤيتي له في هذا الصباح، فهو بدى صغيراً جداً عمَّا طرأ في مُخيّلَتي!

حمحمة خرجتْ من حنجرتي عندما اقتربنا منه لِيخلعَ نظارته و يضعها جانباً، رافعاً عينيه البُنيتين ناحيتنا ثم شابكاً يديه بعد أن أسند مرفقيه على مكتبه و مُبتسماً بِلطف لنا.  طلب منّا الجلوس على الأريكة التي توجد أمام مكتبه الضخم ليهمّ في التحدث معتذراً "آسف لأَنِّ جلستكما الأولى كانت قصيرة لحدٍ ما لكن عليّ إخباركما بما نسيت أن أقوله، فهاذين المريضَيْن لا يحبّان الإزعاج لفترة طويلة و عليكم أخذ هذا في الحسبان في الجلسات القادمة. و ما أقصده بالإزعاج هو الأسئلة التي تندفع وراء بعضها. فقد تشعران أنّهما مسترسلان لكنهما ما يلبثان أن ينقلبا فجأة و نفقد السيطرة عليهما، لذا تحدثا لمدة قصيرة ثم خذوا راحة لبضعِ دقائق قبل المعاودة للتحدث معهم".

إعتذاره، نصحه و تفسيره جعلني أشك أنه يتحدث عن مريضٍ آخر و ليس إلياس الذي حادثته قبل قليل، ليتبع ذلك سؤالٌ منعني من أن أنجرف مع أفكاري.

"إذاً كيف كانت جلستكِ آنسة بروكس مع مريضكِ إلياس؟".

أخذتُ نفساً مع رفعي لكتفي قبل أن أشرع في الحديث قائلة "لقد كانت جيدة جداً. انطباعي الأول أنه شخص يسهل التحدث معه لذا كنت أتسائل لما ملفه فارغ عندما نظرنا إليه، لكن بعد ما قلته الآن بدأت شكوكي في أني لم أقابل شخصيته الحقيقية بعد".

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن