{ لأي درجة كنتُ غبية عندما فسّرتُ برودك بِالجَرحْ ، فقد كان مطعوماً للوقاء من مَرَضِ الأيام }
{ نَحْنُ لا نعرف تفسير الأمر إلا بعد سقوط الفأس بالرأس }
{ أرغبُ بالرقص معك في كل مكان و كأنّ لا أحد سوانا بالجوار }
{ إبكي على كل ثانية كان بإمكانك معانقتي بها و لم تفعل }
_____الفصل الثاني و الثلاثون بعنوان
[ شخصٌ من الماضي ! ][ وجنتي اليُسرى تُلامس الحائط البارد راسلةً قشعريرة في جسدي ، أطرافي ليست باردة بل مُتجمِّدة من الخوف لكن لا يجدُرُ بي أن أُشعره بذلك ، طَرَفُ المِشْرَط أَشعُرُ به يُوخِزُني ، و هو الذي يمنعني من اتخاذ أي خطوة أو حركة ؛ فقد يؤذني كما أشار قبل لحظات .
" منْ أنتْ ؟ " بلعتُ ريقي قبل أن أستجمع شجاعتي في النبرة الخَارِجَة منّي ، جاعلةً حُنْجُرتَه تهتز من الضحك الخافت و هامساً بعدها " و إن أخْبَرتُك ؛ أنتِ لن تعرفي " لم أكُن أتوقع من البداية أن يُجيبني ، لقد سألتُه حتى أُضَيِّعَ المزيد من الوقت لعلّ أحداً يأتي و يُخلّصني منه ، تمنيتُ سِرّاً أن يعود ألين مهما كان سَبَبُه ، و المشكلة أن الأغلب مشغول في حادثة سقوط رفِّ المكتبة لذا من المستحيل أن يأتي طبيب لِيزورني فجأة .
" لم أسألْكَ لِتُخبرني باسمكَ بل من أنتَ لِتطلبَ منّي إعطائكَ الملف ؟ " لم أدعْ الخوفَ يُسيطر على كَيَاني لأنّي ما زِلتُ على أمل أن يأتي أحدٌ ما لِيُخلِّصَنِي ، و قد حاولتُ تشفير صوته في رأسي ما إن أجاب ؛ لكن موجاته لم تتردد على مسامعي مُطلقاً " بالنسبة لي إنه ذاتُ السؤال " .
أرجعَ خُصلة وراءَ أُذني اليُمني بِـيده التي تَحمِلُ مِشرطاً بعدما ضغطَ يدي المُلتوية نحو الحائطِ أكثر " لا تَظُّنِّي أَنِّي لم أكشف لِعبَتكِ في إضاعةِ الوقت ، لِتُسهِّلي الأمرَ على كِلينا و أعطني إياه فوراً " نبرته هذه المرّةَ كانت حادّة و مُظلمة ، مع ذلك لم أستطع منْعَ لِساني من التّحدُّث " إذاً هل سقوطُ رفِّ المكتبة كانَ بِسببكم ؟ " سُخريتي قد وصلته و خاصّة عندما قلتُ ' بِسببكم ' و كأنّي أُخبره أَنِّي اكتشفتُ لِعبتهم هذه ، غضبهُ قد بدى في إحكامِ قبضتهِ على يدي الملتَوِية و رَجْفَتِ يدهِ الضَّاغِطةِ على المِشْرَط .
ما إن شعرتُ بإرتخاءِ عضلاتهِ قليلاً عندما حاولَ تمالُكَ نفسِهِ ، حاولتُ دفعَ جسدي للخلف بِـقوّة و جرّاء فعلتي ؛ جُرِحَ عُنُقي من المِشْرَط و مع ذلك الألم الذي شعرتُ به ؛ قمتُ بِـ دَعسِ مُقدِمةِ قدمهِ بِكعبِ حذائي الصغير ، و عند إلتفاتي لِمُقابلته لم أعرف كيفَ استطاعَ إمساكَ ذراعيّ بِـكِلتا يَدَيّهِ و تثبيتي على الحائط ، استغليتُ الموقفْ لِرُؤْيةِ تعابيرهِ لكن عيناهُ فقط ما استطعتُ رؤيتها ، و بدى أنه سيفقد صبرهُ حتماً " لا تودّين سوى اتخاذ الطريق الأصعب ، المرّةَ القادمة سيكون الجُرح أعمق من هذا " و قَبْلَ أن أنطُقَ بِـشيء أبعدَ إحدى يديهِ عنّي و أدخَلَها في جَيبِ معطفي مُخْرِجاً هاتفي ؛ بِـسُرعك لم أستطعْ مُجاراتها ، سَحَبنِي من ذراعي و دَفَعَنِي باتجاه الخزينة و مُؤشراً بالمشرطِ نحوي " إذهبي و أفتحي الخزينة قبل أن يسوء الأمر أكثر " .
أنت تقرأ
وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية
Mystery / Thriller-أحياناً... قد تكون الأخطاء التي تؤذينا و تؤذي غيرنا ليس لكوننا لم نتكلم، بل لأننا لم نصمت في الوقت الذي يجب أن نسمع فيه نبضات قلوبنا عوضاً عن صدى كلماتنا. -لذا أرجوك يا من تَسْمَعُنِي، لا تحكُم عليَّ من عِنْواني، فقد ضِقتُ ذرعاً بِحُكمِ البشرِ على...