وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية

..[10]..

{دائماً ما يخطرُ في ذهني، لما أنت عن دون البشر؟}
{في أسطر حياتي يراكَ الآخرون هامشاً و أراك أنا رواية}
{يقف الأمر عليك، فأعشق تلك الصفات الأنانية لِتُصبح جزءاً منّي}
{هل أخبروك أن في ابتسامتك إشراق شمس الحياة؟}
_____

الفصل العاشر بعنوان
[كتابٌ مفتوح]

طُرِق الباب مراراً، و ظننت للحظات أنه جزءٌ من حلمي حتى ادركت أن باب غرفة سارة هو من يُدقّ.

رفعتُ جسدي العلوي و فركتُ عينيّ مطولاً، و التثاؤب لم يشأ مفارقة فاهي، لِأنهض ناحية الباب عندما أوشك الشخص على أن يخلعه، لِأتسائل عن السبب في غلق باب غرفتها؟
فتحتُ الباب لِأجدها والدة سارة و يبدو عليها التوتر من حركة عينيها و يديها.

"صباح الخير سيدة ستيوارت" تحدثت بنبرة منخفضة، و مقلتاي ما زالتا نصفا مغلقتين، لِترد بنبرة قلقة قبل أن  تدلف للداخل لِتوقظ سارة، و قد شككت أن هنالك شيء ما حدث.

ما إن استيقظت سارة حاولت والدتها سحبها خارجاً، و اعتذرت أنها تحتاج قليلاً من الوقت معها، لِأومئ برأسي بابتسامة، و ما إن خرجتا و أغلقا الباب خلفهما، بدأ عقلي بوضع الكثير من الاحتمالات عمّا حدث.

هززتُ رأسي حتى أخرج تلك الأفكار، ففي النهاية سَتُخبرني سارة بما حدث بالتفصيل. لا يجب أن أُتعب نفسي في وضع الفرضيات، فيكفيني الإرهاق الذهني التي ولّدته المُفكرة.

عدت للسرير و أخرجتُ المفكرة متجاهلة بأنني بحاجة لِـدورة المياه، على الأقل سأقرأ بضع صفحات قبل أن تنتهي السيدة ستيورات من محادثه سارة.

يا ترى ما نوع الكتاب الذي طلبه إلياس؟

هذا السؤال بقى يدور في رأسي حتى في خلال نومي، لذا قلبتُ صفحاته بسرعة لِأصل حيثُ توقفت، و أشرُع بالقراءة بسرعة.

["ما الذي تقصده بهذا؟" تسائلت باستنكار و تعابير وجهي دلت على إنزعاجي. رفعتُ الورقة بالقرب من كَتِفي و يدي تهتز مع كل حرف خرج من فمي.

"ألا تستطيعين القراءة؟ مكتوب أَنِّي أريد مفكرتك الشخصية. لأنكِ تبدين لي من الأشخاص الذي يدوّنون كل شيء يحدث معهم، و كما أخبرتكِ سالفاً أنني أرغب في معرفتك أكثر" أجاب و كأن الأمر طبيعي جداً، و هذا ما جعلني أتنرفز كُليّاً.

"هذا ليس سبباً لِتطلب منّي إعطائك مفكرتي، إنه من الأشياء الخصوصية التي لا يجب أن تتجاوزها" رددت بنبرة غير مُصدقة، لِأُمسك بيده و أضع الورقة فيها، و قد أردتُ الذهاب بعد هذا، لكنه استوقفني باقتباسٍ آخر من رواية الجحيم.