{ أرني كيف يكون مجرى حياتنا مختلف ، فما أعلمه أن كل علاقة تنتهي في آخر المطاف }
{ مهما سُحبتي للأسفل فََـسأُريكِ كيف أنّكِ الأفضل أينما ذهبتِ }
{ و هل بإمكان تلك اليدين أن تؤذي قلباً كان سبباً في إحيائه ! }
{ لا تقل أن الأمور ستُصبح بخير ، قل أنك ستبقى معي و هذا يكفي }
_____الفصل السادس و العشرون بعنوان
[ تخلق الصدف مكاناً في القدر ]لم أصل للمدرسة حتى أُوقِفْ القراءة بل كان ذلك بسبب اصطدامي بِشخص ما على الطريق ، لِأتراجع للخلف و قد كنتُ على وشك الوقوع لكن هذا الشخص ساعدني على الثبات و سألني إن كنتُ بخير .
اعتدلتُ في وقفتي لِأُجيب قبل رفع رأسي " أنا بخير ، و آسفة لعدم انتباهي و اصطدامي بك " عندما انتهيت شرأبّت عُنقي لِتراه و هنا بقيتُ مُتسمرة في مكاني ، عقلي لم يستوعب أن الذي يقف أمامي هو صاحبُ القبعة التي تبعته ذاك الْيَوْم !
لم أقدر على إطباق شفتيّ عندما رأيته ، بل جفنايّ أعلنا الإنفصال ، فَمَن أين لِعقلي تَحَمُّل هذه الصدفة الغريبة معه ، فما زلتُ أتسائل من ذلك الْيَوْم عن سبب اتباعي له ، فقد كنتُ تماماً كالقطة التي رَبَّتَ شخص مارٌ عليها و غريزتها أخبرتها أن تلحقه .
زفر ابتسامة دافئة قبل أن ينحني ليصبح مواجهاً لِتعابيري التي لا أدري أهي متفاجئة فقط أم تحمل بعضاً من السعادة.
" ألّا تعلمين أنه من الخطأ قراءة كتاب ما أثناء سَيْرِكْ ؟ فَـ ما الذي ستفعلينه لو أَنِّي لم أراكِ ؟ " بالرغم أن نبرته تحملُ عتاباً إلا أنها لطيفة بشكلٍ من الأشكال أو أن دماغي صوّر ذلك لي.
" ما الذي - ؟ " تلعثمتُ بِحروف سؤالي و لم ينتظر إكمالي لها ، لِيجيب بذات النبرة المُعاتبة بعدما تنفس الصعداء " بعض العمّال فتحوا غطاء مجرى مياه الصرف الصحي و لو لم أُدرككِ في الوقت المناسب لَكُنتِ الآن مغطّية بالقاذورات بل الأسوء كانت أحدُ قدميك قد كُسرت " بعدما إنتهى أشار بإصبعه للخلف و عندما أملتُ بِرأسي وجدتُّ أحد مجاري المياه الصحية مفتوحة و لا يفصلني عنها سوى مترين أو أقل .
ناظرايّ انتقلا منها إلى عينيه و أخفيتُ فوراً المُفكرة خلفي لِأستجمع شتات نفسي و أهمس بصوتٍ خجول " شكراً لك على إنقاذي " لم أستطع النظر له عندما قُلتها و لا أُخفي أَنِّي ارتبكتُ من هذا الوضع ، تقدم لي بعدما عبث بِشعري و هو يقول " إيّاكِ و تعريض نفسكِ للخطر فلا تدرين إن كنتُ سأكون هناك لِأحميكِ " .
قلبي لأول مرة نبض بطريقة لم أعهدها ، و من المستحيل أن أتخيل يوماً بأنّ هذا سيحدث لي ، و ما جعل ذلك النبض أسوء عندما رفعتُ رأسي لأنظر نحو عينيه مباشرة و أجد ابتسامة ساحرة زخرفت شفتيه بالكامل ، أمّا جسدي بقي مُتسمراً حتى بعدما تراجع صاحبُ القبعة للخلف مُتوجهاً لِدراجته النارية و منطلقاً بعيداً بعدما ارتدى الخوذة .
أنت تقرأ
وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية
Mystery / Thriller-أحياناً... قد تكون الأخطاء التي تؤذينا و تؤذي غيرنا ليس لكوننا لم نتكلم، بل لأننا لم نصمت في الوقت الذي يجب أن نسمع فيه نبضات قلوبنا عوضاً عن صدى كلماتنا. -لذا أرجوك يا من تَسْمَعُنِي، لا تحكُم عليَّ من عِنْواني، فقد ضِقتُ ذرعاً بِحُكمِ البشرِ على...