{التعبير و الكلام أصعب بكثير من المشاعر التي تعيش بِداخلنا}
{ما زلت أرى أن كل خطوة خطيتها باتجاهك، كانت حلماً تمنيته دائماً، و حتى لو لم أصل لك فيكفيني أنه جعلني أبتسم}
{كنت جاهلة دوماً أن كل شخصٍ منّا مريضٌ و طبيب بِنفس الوقت}
{لن أقول أن قدري كان لِقائي بِك، بل قدري كان أن أحبك دون أن تدري}
_____الفصل الثالث عشر بعنوان
[مواجهة خاسرة][كلامه المنفعل و الغاضب جعلني لا أقاطعه، مستمعه له لآخر كلمة، لتخرج الجملة المتعجبة من شفتاي دون أشعر بانزلاقها بعد مرور عدة ثواني.
"لم يَرْغَبْ إلياس في طبيبٍ... غيري؟".
لم أعر إهتمامي لأي شيء سوى أنه رفض الجميع، و كأن جنيناً تكوّن في صدري، إحساسٌ غريب قد خالجني في ذلك الموقف و قد حاولت إخفاء ابتسامتي بالتنفس بعمق و ضغط شفتاي مع بعضهما، لأجيبه و عينايّ تنظران لِـإلياس "سأتحدث معه و بعدها سأقرر ما سأفعله".
استأذنت منهما و توجهت حيث يجلس هو، و كل خطوة تجرّ خطوة تمنعني أن أعدل عن قراري، لِأشد على قبضة يديّ بقوة حيث كان التوتر يغمرني بطريقة غريبة، مع ذلك كنت سعيدة أَنِّي رأيته بعد أسبوعين كاملين من التفكير في حاله، و لا أدري لما أتصرف هكذا عندما يتعلق الأمر به، لكن ما أعرفه أن لا أحد تدخل في حياتي هكذا و حاول أن يعرف كل شيء و كأنه يهتم لأمري.
توقفت عن التفكير عندما وصلت و وقفت أمامه، لكنه لم يعر أي اهتمام لِوجودي، لذا سحبت المقعد و جلست لأقابله وجهاً لِوجه، مما أُجبر على النظر نحوي لكن تعابير وجهه لم تتغير مطلقاً. ابتسمت ابتسامة صغيرة و فتحت شفتيّ لأسئله كيف كان لكنه سبقني.
"لقد انتهيت من مفكرتك لذا بإمكانك أخذها" تحدث و هو يدخل يده في جيبه و يخرج مفكرتي لِيضعها على الطاولة، مما جعلني أعقد حاجبيّ عندما نهض من مقعده، لأسحب المفكرة تجاهي و أقول "كنت أول شخص فضوليّ بشأن ما يحدث لي، تريد معرفة كل شيء، فهذه طبيعتك في النهاية، لكن لا يجدر بك ذلك، لأنني حاولت نسيان ذلك دائماً و قد نسيته تقريباً، لكنك أعدت فتح الباب الذي حاولت كثيراً سدّه، لأنني لو لم أفعل ذلك لم تكن لِتراني هنا".
توقف إلياس عن المضي في طريقه لِيعود و يلتفت لي و يقول "إن أردتي أن تستمري في العيش بدون قلق أو خوف، عَلَيْكِ أولاً مواجهة ماضيكِ، فإن لم تفعلي فهذا يعني أن حياتك متوقفة هناك و ما تعيشينه الآن سيزول قريباً".
كلامه جعلني مندهشة منه تماماً، فإن كان يعلم ذلك فإذاً بإمكانه مساعدة نفسه على التحسن! لِيَزِلَّ لساني قائلة "أحياناً لا أدري أيّ منّا هو الطبيب و من المريض"، ما إن أدركت ما نطقت به؛ أغلقت فاهي على الفور، و تحاشيت النظر إليه، فما الذي قلته حقاً! رغبت حينها في ضرب نفسي، و حاولت التحدث لكن التأتأة تملكتني تماماً، و كالعادة سبقني و صدمني بكلامه.
أنت تقرأ
وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية
Mystery / Thriller-أحياناً... قد تكون الأخطاء التي تؤذينا و تؤذي غيرنا ليس لكوننا لم نتكلم، بل لأننا لم نصمت في الوقت الذي يجب أن نسمع فيه نبضات قلوبنا عوضاً عن صدى كلماتنا. -لذا أرجوك يا من تَسْمَعُنِي، لا تحكُم عليَّ من عِنْواني، فقد ضِقتُ ذرعاً بِحُكمِ البشرِ على...