..[17]..

32.4K 3.2K 1.3K
                                    

{  حين يغدو الطير حبيس عُشّه ، و يبني الخلد منزلاً فوق نفقه ، أخبرني حينها فقط أن أتوقف عن التمسك بِك   }
{ و حتى عندما أضيع ما زلتَ تشعرني أنه الطريق الصحيح }
{ نستمدّ العمر من مشاعرنا و نستمدّ القوة من إرادتنا }
{  مهما أصبحنا كباراً في العمر ، نبقى صغاراً في الحب }
_____



الفصل السابع عشر  بعنوان
[ ذِكْرَى من بعيد ! ]


[   " لن أنهض من هنا حتى توافقي ، و أنا جاد في هذا " ، نظر لي في جملته الأخيرة و ابتسامته قد اختفت ، لِأدرك أنه جادٌ حقاً في ما قاله و في مشاعره ، لكنه ليس الوقت المناسب طبيب ألين ! ، و مع ذلك لا أستطيع رفضه ... أم أنه يمكنني ؟

يبدو أن الْيَوْمَ طويلٌ جداً و لا يريد أن ينتهي .
لكن ... ما الذي عليّ فعله الآن ؟

أخذتُ نفساً عميقاً قبل أن أجيبهُ قائلة " لما لا ؟ ما المشكلة في ذهاب زملاء العمل معاً لتناول العشاء ! ليس هنالك سبب لرفضي طبيب ألين " .

قد تجرحُ كلماتي مشاعره لكن لا أستطيع إجابته على اعترافه لأَنِّي حينها سأرفضه ، و قد ظهر ذلك في تعابيره ؛ محاولاً أن يواريها لكنه فشل في ذلك ، لِيهز برأسه و يُعلمني أنه سيرسل لي رساله تخبرني متى و أين سنذهب .

اومأتُ له مع ابتسامة ، لِيستأذن ذاهباً للداخل و لا أنكر أَنِّي شعرتُ بتأنيب الضمير قليلاً لكن ... " أحياناً من يُسعدونا يأتون في الأوقات الخاطئة " همستُ مع نفسي و عينايّ ما زالت تنظرُ لِـالطبيب ألين ، فَـ لو أخبرني قبل ذلك فقد تكون ردّة فعلي مختلفة بالطبع .

نهضت من المقعد فإذا بقيتُ جالسة أكثر قد تأكلني أفكاري حيّة ، لذا تمشيتُ قليلاً و اتجهتُ نحو الملعب حيث ذهبتُ إليه مع ألياس ذاتَ مرّة ، لِأتفاجئ بِكُرة تصطدم بقدمي من الخلف مسببةً استفاقتي من شرودي ، و عندما استدرتُ كنتُ متأكدة أنه أحد المرضى لكنّي لم أتوقع أن يكون هو .

لقد كان دانييل ، المريض الذي أشرفت عليه صديقتي ماريا و حاول أذيّتها ، نظراتي فضحت مشاعر التفاجئ و لكن عيناه لم تُظهر أدنى تعبير ، و كأنه عَلِم كيفية إخفاءها جيداً .

بقينا لِبَعْضِ الوقت نتبادل النظرات دون أن يُحاول أحدٌ منّا إبعاد عينيه أو التحدث ، فَـلعلّي أفهمُ شيئاً و يبدو أنه يحاولُ نفس الشيء ، و لأن الوضع أصبح فجأة غير مريح ، أملتُ بجسدي حتى ألتقط الكرة ثم اتجهتُ إليه ، و عندما وصلت مددتُّ يديّ ، لِيأخذها منّي دون أن يزحزح عينيه عنّي .

" ما زلتِ لم تُثبتي لي إلى أيِّ مدى قد تصلين ، فما إن تُخبريني حينها سأثقُ بكِ " تحدث دانييل بنبرة عميقة و لأول مرة كان شيئاً مختلفاً عمّا إعتدنا سماعه منه ، لِيتراجع للخلف ثم يستدير مبتعداً عنّي ، جاعلاً عقلي حقاً يتوقف عن العمل .

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن