..[57]..

19.3K 1.9K 1K
                                    

{ عدم فهمنا منذ البداية هو من أوصلنا لحافة تعاستنا }
{ لم يعد بإمكاني البكاء، فقد جفَّت آبار عيني انتظاراً لِـيَوْمٍِ تلتفُّ لدهورٍ حولي يداك }
{ لا يتحتم على خيارتنا أن تكون سعيدة، فقد يكون الأفضل لنا هو استساغةُ الألم كوسيلة }
{ لما دموع عينيكِ تغرسُ حديداً في أعماق جذور قلبي بالرغم أنها كزيارة قطرات المطر لأرضٍ عطشى؟ }
_____









‎الفصل السابع و الخمسون  بعنوان
‎ [  أفينا مَيِّتٌ ينُوح  ؟ ]



‎« من وجهة نظر الكاتبة »




لمساتُ المطر التي تُربِّتُ على زجاج النوافذ كانت جُلَّ ما يُسمع داخل الغُرفة التي رافقها الصمت من أفواهٍ لم تعد تملك ما تقوله. كأنَّها عرفتْ بما قلبه و بكت بدلاً من عينيه؛ مُحاولةً إثبات وجودها بزيادة طرقاتها التي تعالتْ مع كل نفسٍ سحبهُ بصعوبة نحو رئتيه.

تلك الغُرفة الواسعة أصبحت تضيقُ عليه حتى أوشك على التوسل إن كان قادراً على أخذ جرعة هواءٍ زائدة، فهو لم يستوعب بعد ما الذي يجول بخاطره أو ماهية المشاعر التي تعتريه الآن، لهذا كان شاكراً عندما تحدث أخيراً لُوكاس و أنهى تلك الجلسة المميتة "بما أن الوقت أصبح مُتأخراً فلن يكون بمقدرونا سوى أن ننتظر الغد حتى نبدأ بالإجراءات اللازمة، لذا بإمكانك أن تستريح الْيَوْم في أحد الغرف العلوية".

أرخى إلياس جسده المشدود قليلاً، لتنسدل بعضٌ من خصلات شعره على جانبيّ وجهه عندما أمال رأسه بِعينين باليتين، و تلك النظرة التي رافقته لم تُعجب أَلِسْ أو تدعها تتراجع عن إلقاء كلامها جُزافاً " ليس عليك أن تتراخى هكذا ولو للحظة! عليكَ أن تفعل كل ما يطلب منك غداً و تتحمل ما ارتكبه آرڤن، فكيندال لا يجدر بها أن تتأذى بسببكما".

التفت لُوكاس ليعاتبها لكن إلياس هزَّ رأسه نافياً ثم مُجيباً " ليس و كأنّي لا أستحق هذا... فهذا بالضبط ما أُريد فعله و ما يجعلني أسير في طريقٍ لا أُريده".

لاحقاً، قادته أَلِسْ نحو الغُرفة التي سيمكث فيها لكنها عادت لِالتحدث ما إن أمسك إلياس مقبض الباب ليدخل " احرص على أن تُعيد كيندال سالمة و إلَّا لن أُمررها لك أبداً".

ألقتْ تلك الكلمات على مسامعه و استدارتْ لعدة خطوات، متوقفةً عندما أجابها إلياس بصوتٍ ضعيف أجبرها أن تُعيد نظرها له " بالرغم أنِّي أنكر قرابتي بآرڤن و لا أُريد الاعتراف بها للحظة إلَّا أنّ أخطائه يجب أن أدفع ثمنها فقط إن تعلق الأمر باثنتيهما. لكن سواء إن كان يتعلق الوضع بوالدتي أو كيندال فهو لا يعلم سوى أن يكون مُخطئاً ناحيتهما".

غطّى بؤسٌ عميقٌ تفاصيل وجهه، مما جعلَ أَلِسْ تود استرجاع ما قالته له، إلَّا أن قلبها لم يرد ذلك فأمر صديقتها يهمها، لكن بالتأكيد لن يكون كأهميتها بالنسبة لِإلياس و للألم الذي يتملك قلبه في هذه اللحظات، لذا لم تجد سوى أن تقول له "عندما علمت كيندال بِكيفية موت آرڤن أصبحت خائفة أن تخسرك بنفس الطريقة، لهذا هي لم تفعل هذا إلَّا لكونها لا تريد خسارتك أنت و أبيها... طابت ليلتك".

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن