..[46]..

28K 2.5K 1K
                                    

{ تلك الخطوات الصامتة التي تسيرُها نحوي تدع قلبي يثب ما إن تصلُ إليّ ، غير مُدركة من أين و كيف أتيت }
{ بالرغم مما قلته و ما فعلته إلَّا أنِّي أرغبُ منك التحمل حتى أبقى أشعر بذلك الإطمئنان بِمجرد معرفتي بأنك حولي ... لا يُهمني إن نعتَّنِي بالأنانية أو حاولت جرحي لكن بالمقابل هل ستفعل ذلك من أجلي ؟ }
{ و كيف لي ألَّا أشتاق و قلبي بين يديك قد نبضَ و استفاق؟}
{ ما زلتُ أبحث عن بوابة تُعيدنا إلى ذلك الماضي لِنعيش يوماً دون تلك المشاحنات المتولدة بيننا  }
_____









الفصل السادس و الأربعون بعنوان
[ ذلك الماضي يزحفُ نحو منتصف الطريق ! ]



« من وجهة نظر الكاتبة »



" أيضاً كنتُ المذنبة فلم أستطع فعل شيء لتلك الطفلة التي تعرضتْ للإيذاء حيثُ كنَّا في ذات الفصل ، حاولتُ تجاهل ما أراه و ألَّا أكترث للأمر لكن عندما رأيتُ كيندال و تحدثتْ معي أثناء دخولنا للجامعة و اهتمامها بي لأكون صداقتها دون أن تتذكر بأنِّي كنتُ شاهدة على كل شيء رأيتُ أنها فرصة لإرضاء نفسي التي بقيتْ تلومني على ذلك لكن كلما أصبحتْ علاقتي معها جيدة يتولد إحساس بالندم في داخلي أكثر فأكثر ، فَمهما فَعَلَتْ سأبقى غير قادرة على لومها ما إن أتذكر كيف أدرتُ في ذلك الوقت ظهري لها ، و ما أزالُ أتألم كوني لا أستطيع تغيير حقيقة أنها كانتْ دوماً الضحية " .

هدوءٌ قاتل تغلغل بينهم ، و لاتويا و سارا لم يكن لديهم أي تعقيبٌ على كلامها ، شَعَرَتا بندمها العابق من كلماتها لكن لم تستطعا أن تجدا طريقةً لمواساتها ، و ماريا فهمتْ رغبتهما في ذلك لذا ابتسمتْ بِألمٍ و تابعتْ كلامها .

" لقد حِدّتُ عمَّا أردتُ إخباركما به لهذا دعونا نعود لِمحور حديثنا و نترك هذا الموضوع لوقتٍ آخر " اتخذتْ ماريا الصمتَ كلاماً لها قبل أن تَشرُعَ في تكملة حديثها " بالنسبةِ لليوم الذي غادرتْ فيه كيندال و أتتْ إليّ بِوجهٍ شاحب ، لم استطعْ معرفة أي شيء منها فقد بقْت مُغلقةً شفتيها لا تريد سوى أن تنام طوال الوقت ، حتى الطعام لم تكن ترغبُ به . ظننتُ أنها ستبقى هكذا لفترة طويلة لكن في الْيَوْم التالي طلبتْ منِّي المجيء معها ؛ فوالدها كان قد اتصل بها قبل يومين و أُخبرها أنه سيأتي إلى بالتيمور كي يقابلها .

عندما ذهبنا إلى مكان اللقاء ، كان والدها يجلسُ على طاولةٍ دائريةٍ مُطلةٍ على أحد النوافذ الزجاجية الكبيرة و ابتسامته كانتْ تتسعُ شيئاً فشيئاً كلما اقتربتْ كيندال نحوه بخطواتها البطيئة ، أما هي ؟ فلا تعابير ارتُسمتْ على وجهها .

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن