..[29]..

31.4K 3.1K 2.2K
                                    

{ لأنّي بإختصار لستُ و لن أكون مثلهم }
{ بإمكان الجميع أذيّتي إِلَّا أنت ! }
{ و مهما حاولنا تغيير عادة الصغر ، تعود لنا مُقتحمةً جلبة الأحداث و كأنها مشيمةُ الحياة }
{ في لحظة تكون لا شيء ، و الأُخرى تكون كل شيء }
_____



الفصل التاسع و العشرون  بعنوان
[ لِنقطة الصفر عُدنا ، لِلألم و الماضي عُدنا ]

[ منذ أن طرحتُ سؤالي للمرة الثانية ، قلبي لم يهدأ ولو لِثانية واحدة ، لحظاتُ انتظار إجابته كانت كَـ إنتظار نتيجةٍ دراسية ، إن كانت جيدة فسأعترف للجميع بذلك ، و إن كانت سيئة فسأُخفيها و أُواريها خلف قُضبان قفص الصدري .

لا أدري ما سبب تأخيره ! و كأنه يستمتع في تعذيبي مع هذه المشاعر المتضاربة ، و كأنه يعلمُ بالضبط ما الذي قررته مسبقاً .

و قبل أن يتكلم ، بانت أسنانه أثناء ابتسامته الجانبية المعتادة لكنها كانت مختلفة عن أي مرّة ابتسم فيها ، قلبي أراد الهروب و الإختباء ، كأنه شعر بأن الأمر سَـيسوء بسببي ، بسبب حبّي له في الوقت الخطأ .

" أعطني سبباً واحداً لِأُجيبك بِصدق ، بل برري لي أنه عليّ الإجابة لأنكِ دائماً ما كنتِ تستمعين لي " نبرته كانت عميقة و قويّة ، تحملُ لوماً و تأنيباً على كل شيء ، لكن هذا القَدْرْ ! لم يكفيه .

اقترب منّي مقابلاً لِجسدي حيث لا يفصلنا سوى خطوتين ناحية بَعضنا ؛ مُتابعاً ذلك اللوم الذي لن ينتهي " الإبتعاد ... كان هذا أقل شيء تفعلينه سواءً عنّي أو عن دانييل لكن عادتك هذه لم تتغير و لن تتغير ، إلياس الذي أمامك يختلف عن إلياس فيما مضى ، لكن كيندال ؟ ما زلتِ ذات الطفلة ، لهذا كان يتحتم عليّ أن أعتبركِ كَـكيندال الطفلة و ليس كيندال البالغة " .

شهقتُ بِضعف و الإندهاش كان عنواناً لِوجهي ، أخرجتُ ضحكة متوترة لِأُرد على كلامه " أنتَ في موقف لا يخولك لِتوجه هذا الكلام لي ! و تحذيراتك هذه لديّ الحق فإتباعها أو تجاهلها ، و لا يهمني إن ما زلتُ تلك الطفلة ففي النهاية هذا لا يعنيك " كلماتي خرجت أضعف مما أردتها ، ردّي الذي رسمته في عقلي لم يتذبذب بطريقة صحيحة على لساني ، عالمةً أنها فرصة ستسنح لِإلياس أن ينتصر مجدداً و مجدداً ، و مجدداً .

" هل أفهمُ من كلماتكِ أنّ حياتكِ قد توقفت عند تلك النقطة ؟ لهذا لا تستطيعين تغيير نفسك أو قراراتك ؟ إذاً أنتِ أقنعتِ ذاتك أنّ التغير سيفقدك الحياة لذا لا تجرؤين على تلك الخطوة ، صحيح ؟ " ها هو يعود لِكلامته القاسية ، بعدما ظننتُ أنه قد نسيَ كيف يقولها لي ، و ما خذلني هي نبرتي الضعيفة القائلة " توقف " و كأنّ عقلي نسي ما تعلمه من كلمات طوال تلك السنين إلا هي .

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن