{ إمساكك لِـ يدي ! هروبٌ من الواقع لكن أُحبذ تسميته بِهروبٍ فاتنٍ كَـ اخضرار عينيك ! }
{ لا أؤمن بأي من الأساطير أو الحكايات الخرافية التي يتداولها البشر ، لأنه يُرهقني الإيمان بِإسطورة واحدة و هي أنت ! }
{ حمايتك لي عبر تلك الكلمات الجارحة ، كَمَثَلِ حمايتك لي من الغرق لكنك تَطعنني مُسبباً قتلي ببطئ }
{ لما كان عليك تذكر كل شيء دون أن تترك لي بقايا من الذاكرة ؟ }
_____الفصل الثامن و العشرون بعنوان
[ طِفْلَتُك ؟! ][ تراجعتُ للخلف عندما أعطيتهُ ما يريده من جواب ، لكن لم أتوقع حركة إلياس التي تلت أجوبتي - ليس و كأنني كنت أتوقع تصرفاته دائماً ! - ؛ حيثُ أمسكَ بيدي اليسرى و ضمّها بقوة ، لِيسحبها و يضعها فوق عينه اليمنى و يقول
" كما لا يستطيع الإنسان السير بنصفٍ واحد ، كنتِ النصف الآخر الذي جعلني أسير و أُدرك أن الحرية كانت دائماً أمامي ... فالحرية هي أنتِ " .
لم تستطع رئتيّ أن تكتفي بِـكمية الهواء الداخل عبر أنفي لذا شفتايّ شرعتا بالإبتعاد عن بعضهما لِإنقاذي قبل أن أفقد عقلي و قلبي ذو الضربات المجنونة .
سحبتُ يدي بقوة و ضممتها لِصدري مع يدي الأُخرى ، و إلياس بدى لي و كأنّي صفعته لأنه أظهر ذاتِ التعابير ، فهل هذا يعني أنه لم يشعر بنفسه عندما قالها ؟
و للخروج من هذا الوضع الذي أصبحنا فيه ، تحدثت بِنبرة ممازحة تخللها نبرة غير مصدقة " لما أشعر بأنك تعاملني كَـ طفلة ؟ هل أنتَ والدي ؟! " ] .
لا أدري كيف قفزت المُفكرة من يدي على الأرض ، لكن ما أستوعبه الآن أنّ والدتي فتحت الباب فجأة و لا أُريدها أن تعلم بما اقرأه لأنها ستمنعني إن علمت أنها مفكرة ، لذا وقفت و وضعت قدمي عليها لِأدفعها أسفل سريري و أضع يدايّ خلف ظهري.
" ما الذي تريدينه ؟ " سألتُ بابتسامة تُخْفِي توتري لكنها شعرت بارتباكي و اقتربت منّي قائلة " ألم تحاولي الاتصال بِأخيكِ ؟ و أيضاً لما أشعر بأنكِ تقومين بشيء خلف ظهري ؟ " .
حقاً لا شيء تستطيع إخفائه عن والدتك ، يعرفنّ ما تشعر به دون أن تُتعب نفسك في إخبارهم ، و أعلم أنه في وقت قريب ستكتشف أمر المُفكرة .
" لا شيء صدقيني ، و قد حاولتُ الاتصال به لكنه لا يجيب " أجبتُ ملوحةً بيديّ بالنفي لكنها لم تهتم بهذا كثيراً و بدأت بالقول أنها قلقة على مارك قبل أن تخرج و تغلق الباب .
لو تعلم أنه يأكل في الخارج حتى لا يتذوق طعامها ، سأشهد حينها جنازته حتماً .
أنت تقرأ
وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية
Mystery / Thriller-أحياناً... قد تكون الأخطاء التي تؤذينا و تؤذي غيرنا ليس لكوننا لم نتكلم، بل لأننا لم نصمت في الوقت الذي يجب أن نسمع فيه نبضات قلوبنا عوضاً عن صدى كلماتنا. -لذا أرجوك يا من تَسْمَعُنِي، لا تحكُم عليَّ من عِنْواني، فقد ضِقتُ ذرعاً بِحُكمِ البشرِ على...