{ كيف لك الإختفاء ! فَـ لم أعد أستطيع التنفس و كأنني أحتضر ، فأنا لا أحتاج أُكسجيناً بل أحتاجك أنت ! }
{ و كأن السعادة و الحزن يتجسدان بك ، لا أدري كيف تجعلينني أشعر بهما في ذات الوقت }
{ عندما لا يتسنّى لك سوى النظر من بعيد ، كَـظل يتبعُ سيده في الليالي الحالكة ، حينها لا يوجد سوى شهقات ذلك الظلّ الخفي الذي لا يعلم سيده عنه بعد }
{ و إن كنت حزيناً ؛ هل بإمكانك الإبتسام ؟ لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يجعلني أقف على قدميّ حتى الآن }
_____الفصل الثاني و العشرون بعنوان
[ حيثُ اللّا مخرج ]أملتُ رأسي الذي بدأ بالتفكير بحال كيندال الآن ، فَـ دخول دانييل في منتصف الأحداث لا أعتقد أنه مبشر بالخير بتاتاً ، فقد ظننتُ و أخيراً بأن علاقة كيندال و إلياس قد تؤول للأفضل لكن أظن أن ذلك سيطول قليلاً .
سمعتُ طرقاً على باب غرفتي ، لِأُخبئ المُفكرة فوراً أسفل وسادتي البيضاء ، و أنهض من سريري كي أُمثّل بأنّي أُرتب حاجياتي ، لتفتح والدتي الباب و تدلف للداخل و التعجب كان يُعبر عن حالها ، و هنا بدأت بالتوبيخ .
" أنظري لِحقيبتك الملقاة على الأرض ! و سترتك الموضوعة فوق مكتبك ! و أنظري لِنفسك لم تُبدلي ثيابك ! ما الذي كنتِ تفعلينه لاتويا ؟ " حاولت التجنب النظر في عينيها و مثّلتُ عدم الإهتمام ، لِأبتسم لها عندما انتهت و أخبرتها بأنّي تحدثتُ مع سارا عبر الهاتف النقّال ، لِأطلب منها الخروج و أخبرها بأنّي سأنزل ما إن أنتهي .
بعدما رتبتُّ الغرفة و بدّلتُ ثيابي ، حاولتُ إمساك نفسي بأن أذهب لوالدتي و لا أقرأ المُفكرة ، لِأتجه ناحيتها عندما رأيتها تغسلُ الصحون ، و أملتُ صنبور المياه جانباً و بدأتُ بشطف الصابون بعدما أخذتُ الصحن منها ، لِأتوقف عن فعل أي شيء و أبدأ بالنظر لِـ يد والدتي ، فهذه أول مرّة ترفع كُمّ قميصها و تكشفُ عن ذراعها ، فقد كانت دائماً ما ترتدي أي قطعة لها ذراعين طويلتين و لم أكن أعلم لماذا حتى الآن !
انْتَبَهَتْ والدتي لِـ مكان وقوع عينايّ ، لِتحاول ستر ما رأيته لكنّي منعتها من ذلك بِإمساكِ يدها و سحبها نحوي ، لإسألها ما إن رفعتُ نظري لها دون انتظار " لما تملكين مثل هذه الندبة الكبيرة ؟ " .
عَينا والدتي امتلأت حزناً عميقاً و كأنّي فتحتُ جرحها الذي خَلَّفَ تلك النُدبة الطويلة من الحُفرة المرفقية من الأمام وصولاً لما قبل رسغها ببضع سنتيمترات .
" لما كنتِ تخفينها عنّا ؟ هل تخجلين منها ؟ " أسئلتي التي خرجت كانت ممتلئة بالتعجب و الإستغراب لأنه ليس منطقياً بأن تفعل هذا و تخفيها عن أطفالها .
أنت تقرأ
وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية
Mystery / Thriller-أحياناً... قد تكون الأخطاء التي تؤذينا و تؤذي غيرنا ليس لكوننا لم نتكلم، بل لأننا لم نصمت في الوقت الذي يجب أن نسمع فيه نبضات قلوبنا عوضاً عن صدى كلماتنا. -لذا أرجوك يا من تَسْمَعُنِي، لا تحكُم عليَّ من عِنْواني، فقد ضِقتُ ذرعاً بِحُكمِ البشرِ على...