{ حينما نرغب شيئاً بِشدّة ، يُصبح العالم بأكمله يريده }
{ هل تستطيع إيقاف الإيقاع الذي علّمته لِقلبي ؟ لأنّي أودُّ الرحيل و قلبي لا يسير سوى على إيقاع دربك ! }
{ لا أدري لما كُلَّمَا خذلتني ، نفسي تثق بك مُجدداً ،و مُجدداً }
{ نرحلُ و يرحل معنا عُمرنا لكن تلك الأماكن حيثُ كنّا معاً ؛ تحفظ آثار ذِكرانا }
_____الفصل الثلاثون بعنوان
[ مكالمة مكشوفة و نهاية طريقٍ مسدودة ][ بعد بكائي المرير و إفراغ مكنون صدري بين هذه الأربعة جدران ، غُصتُ في أحلامي غير راغبة على الإستيقاظ مُطلقاً ، هرباً من الواقع الذي لا أعلم من أين يجب مواجهته .
تلك الليلة ستُدُوَّنْ في قلبي بأكثر الليالي التي تألمتُ بها ، فتحتْ جراحاً حاولتُ إغلاقها لِسنينَ طويلة ، حكمتُ عليها بالمؤبد لكن البشر أرغموني على العفو عنها حتى تعود لِتنال منّي .
فَـ لما كلما حاولنا النهوض تَدَاعت علينا أعمدة السقوف ، مُجبرةً أنفسنا على السقوط ؟ كأن وقوفنا على قدمينا غير مرغوبٍ به و الخيبة و الفشل هو المطلوب !
لقد تعبت ، سئمت و اكتفيت ... أنهكت مما مررتُ به منذ الصغر لذا رأفاً بي فأنا مثلكم مُجردُ بشر !
لما عليكم إذاً أن تحفروا قبورنا قبل أواننا ؟ لما تُلاحقونا بألسنتكم و أيديكم و كأنها سبيل عيشكم ؟ لما تُشعرونا بأنّنا وباء لذا عليكم إبادتنا ؟
لما على البشر أن تخطو على أبناء جنسها لِتَعْلُو ، لما الحيوان يُدافع عن بني جنسه و يهتم بهم أكثر منّا ؟ هل نَحْنُ البشر أم هُم ؟
الْيَوْم الثامن ، التاسع و العاشر من شهر يناير ، بقيت في المنزل دون فعل أي شيء ، لم أستطع الذهاب للعمل في الْيَوْم التالي ، فقد ارتفعت درجة حرارتي و اضطرت ماريا للقدوم و المبيت في منزلي حتى تَحَسُّن حالتي ، ذلك الألم الذي كان مكبوتاً ثم انفجر بِداخلي أنهكني جسدياً و نفسياً ، و لا أدري ما الذي كنتُ سأفعله دون وجودها .
لم أكن أستطيع النهوض على قدمايّ أو حتى غسل يديّ ، كنتُ غير مدركة لما حولي ، نفسي ثقيل و سريع مع ألم يجري في كل إنشٍ من جسدي .
طلبتْ ماريا منّي الذهابَ للمشفى لكنّي رفضت ، لم أُرد الخروج حتى لو كان ذلك من أجلي ، لا أعلم كيف سأشكرها على تَحَمُّلي ليومين كاملين .
غداً بداية الأسبوع الذي وددتُّ أن يطول ، لا أعلم كيف ستؤول عليه الأمور ، فأنّى لي مواجهةُ إلياس ! و كيف سأُخبر دانييل عن والدته ؟ بالإضافة لِطُلّاب التمريض المسؤولة عنهم .
أنت تقرأ
وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية
Mystery / Thriller-أحياناً... قد تكون الأخطاء التي تؤذينا و تؤذي غيرنا ليس لكوننا لم نتكلم، بل لأننا لم نصمت في الوقت الذي يجب أن نسمع فيه نبضات قلوبنا عوضاً عن صدى كلماتنا. -لذا أرجوك يا من تَسْمَعُنِي، لا تحكُم عليَّ من عِنْواني، فقد ضِقتُ ذرعاً بِحُكمِ البشرِ على...