..[12]..

33.2K 3.4K 1.4K
                                    

{تستضيفكَ الحياة على طبقٍ من سعادة لكنها تتعمد وضع لك جرعة من الألم بدلاً من ذلك}
{و ما زلتُ أظنّ أنك لي، تعود لي وحدي و لا يشاركني بك أحد}
{في يوم ما، سيكون دورك لِتأتي لي، لكن أخشى حينها أن تستسلم كما فعلت}
{كل دمعة رسمت على خدّي ذكرى مؤلمة لا يمحيها إلا أنت}
_____



الفصل الثاني عشر بعنوان
[الجميع يخاف من سرّه]

أغلقت باب غرفتها عندما تأكدت أنها هدأت بعد أن أرغمتها على شرب كوبٍ من القهوة الدافئة. لم تأبى أن تتوقف عن لوم نفسها، مما جعل ذلك الحائط المفوض لمشاعري الشفافة على وشك الإنهيار، فقد كنت دوماً معتادة على أمي المرحة و المُفتعلة للأمور الغريبة سواء كانت نابعة من تصرفاتها أو طبخها العجيب، فَرؤيتها بهذا الانكسار جعلني حائرة عما أفعله لها.

أخذت حقيبتي معي إلى غرفتي و أغلقت الباب بالقفل، لِأُخرج المفكرة منها و أرمي حقيبتي أرضاً. توجهت للجلوس على السرير و نظري لم يتزحزح عن المفكرة، كان هنالك الكثير من الأسئلة التي تجول في ذهني، و وددت لو أن للمفكرة لساناً تتحدث بِه كي أسألها لما كانت في غرفتي؟ و لماذا كنت الشخص الذي وجدها و قرأها؟ لما أشعر بأن هنالك تعويذة ما تجعلني أرغب بقراءتها بشكلٍ جنونيّ؟ هل هنالك مغزى منها في النهاية؟

توقفت عن طرح الأسئلة في رأسي و تركت المفكرة على السرير و نهضت متوجهة إلى الخزانة، لكنني توقفت و استدرت لأنظر لها مما جعل سؤالاً ما يراودني.

ماذا لو أن تلك المفكرة ستَقُودني إلى قدري أو إلى مستقبلي؟ فقد اعتدتُ على أن أكون الفتاة التي لا تهتم لشيء اسمه المستقبل، أمضي في حياتي كَعابر سبيل، لا يعرف من أين إتى و إلى أين يذهب، فالتفكير كنت في خصامٍ معه لفترة طويلة، لم يكن يأخذ شيئاً من يومي، عقلي كان فارغاً تماماً.

أشعر أحياناً أنني معدومة من الأحاسيس، لم أجرب شيئاً لطيفاً يمكنه منحي شعوراً صادقاً يجعلني أتراجع عن مواراة مشاعري إلى الماوراء، و لا أدري كيف انتهى بي المطاف بصداقة سارة. لو كنت مكان أي شخص فلن أرغب في مصادقة نفسي، لو أنني فرد آخر في العائلة لن أرغب بأن تبقى نفسي معنا تحت سقف واحد.

لقد كنت دائماً فتاةً انطوائية لا تصلح لِشيء، السخرية و الكلام الجارح هو ما يتردد على مسامعي، و والدتي حاولت دوماً أن تغلق أذاني عنهم و تخرس أفواههم، لكنني كنت أجدهم على حق و أردت أن استمع دوماً للانتقادات اللاذعة فقد توقظ شيئاً من الأحاسيس بداخلي، لعلّهم يحفزوا دموعاً تذيب ما في روحي، لأنني كل ما كنت أقوم بِه هو التمثيل بكوني أشعر. لم يولد بداخلي أبداً شعورٌ حقيقي منذ فترة نسيت مدتها، و هذا ما جعلني غير راغبة في أن أخبر أحداً.

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن