..[6]..

35.9K 3.5K 1.2K
                                    

{في لحظة التقاء أعيننا، لمع بريق الحب. فكنت ذلك الحب المستقبلي الذي رأيته في عينيك}
{بمجرد نداء اسمك، عالم خاص يطوي بي كأنه لا يوجد غيرنا}
{حبك كان أقوى مما أستطيع تحمله لهذا كان عليّ أن أُصبح أقوى}
{إعلم أنه ليس من السهل العثور عليك كصدفة}

_____



الفصل السادس بعنوان
[ممسكاً بيدك سواءً للجحيم أو الجنة]



"ما الذي تقصده بذلك إلياس؟" سألتُ و الجهل واضح في نبرة صوتي، لِيشبك يديه لثانية ثم يفلتهما كي ينسدلا على جانبيه، متحاشياً النظر في عينايّ ثم زافراً لِأنفاسه بهدوء.

"أليس غريباً كون الجنة ستحتوي على رجالٍ و نساء من عمر الثلاثين فقط! ألا تجدين الأمر واضح بأن من هم بعمر الثلاثين هم الوحيدين الذين سيدخلون الجنه؟" جاوبني و كأنني أَسْأَلُه عن معادلة رياضية منطقية، لكن هذا أبعد عن المنطق بحد ذاته!

"هل تقصد أنّ من يموت في عُمْر غير الثلاثين... يذهب للجحيم؟" حاولتُ إخفاء السخرية لكنها كانت نوعاً ما واضحة في كلامي، و لا أدري كيف بدر مني ذلك. خرجت نبرتي دون وعي منِّي بسبب فلسفته الغريبة هذه، لِأتدارك الأمر رادفةً بعدها و كَاسِيةً حروفي بالتأتأة "ما قصدته أنه ليس عدلاً لو كان ما تقوله صحيح، فهنالك الكثير من الأطفال الذين يموتون و هم صغار ، فهل من المعقول أن يذهبوا جميعاً للجحيم؟".

أشاح نظره بعيداً ثم استدارَ كي يُعطني ظهره، متحدثاً بلا مبالاه "سأُبرهن لك الأمر، بل سأقنعك أن هذا هو الصواب قبل أن أرحل. فَـ لم يتبقى سوى بضعة أيام على دخولي في الثلاثين".

قلبي هوى للأسفل و قد يكون وصل للجحيم فعلاً. فنبرته، هدوئه و بروده يخبرونني أنّ ثمّة إعصار قادم سيحطم كل شيء، لذا يجب عليّ الاستعداد للوقوف أمامه لجعله يعدل عن الأمر و يعود أدراجه.

"اذا أردت أن تبرهن بكون الأمر صحيحاً، إذاً سأُبرهن و أتناقشُ معك بهذا الأمر لنعلم من منّا المصيب" تحديّته بشجاعة بصوتٍ أقرب للهمس، فَـلن أسمح له بأن يفعل شيئاً سيئاً بنفسه... فأنا طبيبته و سأتحمل كل شيء حتى النهاية؛ لكنِّي لم أُدرك بِأنّي قمتُ بإشعال الشرارة فيما بيننا.

أمسكَ إلياس رأسه بِكلتا يديه قبل أن يدور حول نفسه لبضع ثوانٍ و كأنه يعاني من صداعٍ ما. لحظات حتى استدار للخلف ناظراً لي بطريقة مُتعجبة، رافعاً إحدى حاجبيه و كأنه غير مصدق بأنِّي قمتُ بتكذيبه و مواجهته، و لا أكذب أن ذلك التعبير قد أخافني بطريقة أو بِأُخرى.

"شجاعتك تعجبني، لكن الى متى ستبقين واقفه على قدميك و مستمرة في مساعدتي على التحسن؟" ردّ بصوتٍ جهوري مخيف يملئه الاستهزاء، و كل ما يهمني وقتها لمَ انقلب هكذا فجأة من شخص ذو ابتسامة ساحرة لِشخص يُقوّس شفتيه الجليدية؟

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن