{ ما بداخلنا كالفضاء ، كل مرّة نكتشف كوكباً من الأحاسيس لكنها ما تلبث أن تنفجر و تتناثر في الفراغ }
{ تلك الأمور البسيطة في نظر البعض كانت هي سبب دمارنا }
{ يوماً قد لا نُفرق بين الحلم و الحقيقة ، و حينها نكون قد وصلنا لِمرحلة اليأس من حياتنا }
{ كَـ ليلة حالكة بلا نجوم ، كانت تلك حياتي حتى ظهرت أنتَ لِتكون نجمتي الوحيدة }
_____الفصل الثالث و العشرون بعنوان
[ اقترب الدولاب للقاع ][ حديثي جعل ألين يعود بِناظريه نحوي ، لِيبحث في عينايّ عن إصراري لِفعل هذا ، لِيستسلم بعدما ابتسم لي لِيعود قائلاً " حقيقة دانييل لا يعلمها إّلا القليل و ذلك بسبب كونه الإبن الثاني لِالرئيس التنفيذي لِشركة برمجيات مشهورة ، لذا يجب أن يبقى أمره سرًا " .
قلبي كان يُخبرني أن دانييل ليس شخصاً عادياً ، لأن الجميع كان مُهتماً به بطريقة غريبة ، لكن السؤال الذي جعل قلقي يزداد هو سبب إستقالة الطبيب إيزان ، فَـ لما أصبح دانييل عدوانياً بالذات قبل إستقالته بمدّة قليلة ؟
بعد حديثنا أعطاني ألين ملف دانييل و ابتسمتُ مُرغمةً على هذا حتى أُطمئنه لكن للأسف لم أستطع فعل ذلك لِنفسي ، لِأستأذن منه و أخرج من مكتبه .
فكرتُ كثيراً أثناء سَيري نحو مكتبي بِـ سبب قبولي لِمساعدته ، و عندما وصلت جلستُ على مقعدي بِتعب و عينايّ تنظر لِملف دانييل و إلياس الموجودان على طاولتي ، لِأُغلق جفنايّ و أسترخي على المقعد حتى أُصفي و أُرتب أفكاري .
رنّ الهاتف السلكي الموضوع على الطاولة لِأمُدّ يدي و أرفع السماعة لِأُذني و يظهر أن المتصل كانت ماريا و قد شعرتُ بِنبرتها المُحبطة التي حاولت إخفائها لكنها فشلت في ذلك .
" لقد سمعتُ أنّ دانييل طلب أن تكوني طبيبته ، هل ستكونين بِخَيْر معه هو و إلياس ؟ " تحدّثت في البداية بإحباط فقد كانت تحاول معه و بحثت عنه كثيراً لكنها لم تَصِل لِشيء ، أمّا أنا فقد أصبحتُ طبيبته دون أن أبذل أيّ جهد .
" أجل ما سَمَعْتِه صحيح و الْيَوْم تأكدت من الأمر ، و لا تقلقي سأحاول أن أكون بِخَيْر لكن عَلَيْكِ نجدتي إن احتجت لكِ " حاولتُ ألّا تكون نبرتي بها أيُّ معنى قد يؤذيها و بأنّي لن أتخلى عن مساعدتها .
" إن كنتِ أنتِ فَـ ليس هنالك ما يقلق بتاتاً ، أعلم أنكِ تستطيعين فعلها .. و قد نسيتُ إخبارك أن التقارير عَلَيْكِ تسليمها في مُدّة أقصاها غداً صباحاً " فائلتني و أعلمتني حتّى لا أنسى بسبب الأمور المتراكمة في حياتي حالياً ، لِأشكرها و أغلق الخط بعدما ودعتها ، لِآخذ نفساً عميقاً قبل أن أنهض و آخذ أوراقي و اتجه للطابق الثاني .
أنت تقرأ
وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية
Mystery / Thriller-أحياناً... قد تكون الأخطاء التي تؤذينا و تؤذي غيرنا ليس لكوننا لم نتكلم، بل لأننا لم نصمت في الوقت الذي يجب أن نسمع فيه نبضات قلوبنا عوضاً عن صدى كلماتنا. -لذا أرجوك يا من تَسْمَعُنِي، لا تحكُم عليَّ من عِنْواني، فقد ضِقتُ ذرعاً بِحُكمِ البشرِ على...