كان فيكتور في جولته اليومية المعتادة، يجوب النهر القريب من منزله، كان يحرك مجدافي القارب و يشاهدهما يخترقان صفحة الماء الرقيقة بكل سلاسة و إتقان.كان برفقة صديق طفولته الحميم "الان " الذي كان بالنسبة لفكتور كالاخ الذي لم تلده امه، يستشيره في كل كبيرة و صغيرة، كبرا معا لعبا معا، و لا يزالان معا.
مسح فيكتور المنظر الخلاب بعينيه الزرقاوين كزرقة المحيط الواسع، و تحدث مخاطبا الان :
فيكتور : انظر يا الان أليس المنظر خلابا هنا؟
الان : معك حق يا صاحبي انه فعلا لمنظر يحبس الأنفاس.
أخرج فيكتور صنارته الكبيرة، فقد اعتاد فيكتور و الان على الصيد في أوقات الفراغ لتعديل مزاجهما.
كانت هذه الصنارة غالية على قلب فيكتور، حيث أنها كانت هدية من جده الراحل الذي علمه مبادئ الصيد و اساسياته، و كان يناديها الشراع.
الان : أرى سمكة كبيرة هناك، اسرع التقطها !
رمى فيكتور بحبل صنارته في الماء و ارخاه منتضرا أن تعلق السمكة فيه، و عندما أحس بشد في الحبل أدرك أن شيئا قد علق فيه، فشد بواسطة ذراعيه القويتين مفتولتي العضلات على الصنارة، و مديرا البكرة و ساحبا الحبل خارج الماء.
كانت سمكة متوسطة الحجم، أحس فيكتور بذلك من خلال قوة الشد المسلطة على الحبل، كان يرخي على الحبل كلما أوشكت السمكة على الفرار ،و أخيرا نال منها الإعياء و التعب حتى اذعنت لمصيرها فاستخرجها فيكتور و وضعها بسرعة على متن القارب و هي ترتجف.
الان : أحسنت يا صاح! ان هذه السمكة كبيرة و رائعة جدا، أتمنى أن تكون لذيذة !
فيكتور:(و هو يضحك ): انت و نهمك يا الان !
الان : ماذا ؟ هل تريد أن نحدق فيها بدل شيها و أكلها ؟
فيكتور : هيا الآن لنعد ادراجنا.
اتجه الصديقان عائدان إلى منزليهما و هما يتسامران و يضحكان ، و يرويان القصص المسلية الطريفة التي حدثت لهما.
فتح فيكتور باب منزل والديه، فهو يملك منزلا خاصا في ضواحي المدينة لا يبعد أكثر من مسيرة ساعتين بالسيارة عن منزل والديه و لكنه يأتي خلال أشهر الصيف للمبيت مع أهله و زيارتهم، و للعمل في المحمية المحلية.
فيكتور : لقد جئت، و جلبت لكم مفاجأة !
؟؟؟؟؟: فيكتور، حبيبي أسرع أفعل شيئا، نتاليا مريضة جدا !
أنت تقرأ
نحو الاعماق
Adventureحمل صنارته. ...... الشراع تلك الذكرى من ذكريات الأيام الغابرة كل ما تبقى له من شتات زبد الزمان يقاتل قوى الظلام. ....... يخاطر بخوض أعماق البحار و المحيطات. ..... لأنه يعرف أن ظلام أغوار البحار. ...... ليس أحلك من ظلام هموم قلبه. ..... هو مجرد ص...