30.خندق النور

11 2 0
                                    


فيكتور : انت لي  !

زاد توتر الخيط الذي بدأ يعزف سيمفونية الخلاص الأخير  ، تلوت السمكة مسببة مدا و جزرا شعر به فيكتور يجري في عروقه عوضا عن الدم.

أطلق صرخة تشبه زرئير السباع الضارية في البرية الموحشة ثم أمسك بالصنارة بقوة أكبر من ذي قبل  ، بل و اكبر من أي وقت سبق.

حدثت المعجزة التي لم يكن أي عضو من الفريق ينتظرها  ، حدثت تحت ناظري الجميع.

تصاعد الماء المنعش ليغطي الفضاء  ، ظهرت الزعنفة الزرقاء اللامعة تضرب بقوة صفحة الماء لتطير بعدها في الهواء  و تلمع لأتحادها مع خيوط أشعة الشمس الذهبية.

فغر الجميع ما عدا فيكتور أفواههم  ، لقد كان الأمر خياليا لدرجة أنهم تركوا اشغالهم و ما بأيديهم و ظلوا يتأملون المنظر الملائكي الساحر  .

منظر اتحاد قوى الطبيعة مع أنامل المحترف الفنان.

منظر عبور السمكة من العملاق المظلم الأزرق نحو خندق النور الأبيض.

زفر فيكتور بقوة مخرجا كل التعب الذي احتبس داخله  ، و تأمل السمكة القابعة أمامه ملقاة بدون حراك على أرضية الزورق.

كانت ايمي اول من كسر الصمت الغريب السائد على الأجواء  :

ايمي  : يا إلهي  ! لا أصدق لقد فعلها  !

هرعت هذه الأخيرة الأخيرة لتفحص السمكة و تقدير جودتها ، فكانت المفاجأة !

كانت سمكة آخاذة و بالغة الجمال بالفعل  ، و لكن أكثر من ذلك لقد كانت سمكة ذات جودة عالية تليق بموائد الملوك و النبلاء .

رفعت ايمي رأسها و خاطبت رفاقها المتفاجئين من ردة فعلها السريعة الهلعة  :

ايمي  : أصدقاء  ، لقد اصطاد فيكتور للتو السمكة الرابحة  ، لنعد بسرعة إلى اليخت هيا  !

تكلم الان بشك و ريبة مخاطبا ايمي  :

الان  : و لكن هل أنت متأكدة أننا سنربح التحدي بهذه  ؟؟؟!!

تفوه بجملته تلك و هو يشير إلى السمكة الملتوية و الملقية على الأرض من دون حراك.

ايمي  : أؤكد لكم سنربح،  صدقوني  ! و الآن يجب أن نعود مادامت لا تزال طازجة.

نظرت سوزان إلى فيكتور مستفهمة بطريقة غير مباشرة عن رأيه بخصوص العودة  ، ابتسم هذا الأخير عندما حس بنظراتها ترمقه و قال  :

فيكتور  : حسن  ، نحن نثق بك ايمي  ، لنعد ادراجنا إذن  !

ارتسمت ملامح مضطربة على وجه الان و لكنه سكت على مضض مبتلعا غصته.

عاد الأربعة إلى اليخت للقاء سايمون و جوزيف و معرفة نتيجة التحدي.

~~~~~~

نحو الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن