فيكتور : انت لي !زاد توتر الخيط الذي بدأ يعزف سيمفونية الخلاص الأخير ، تلوت السمكة مسببة مدا و جزرا شعر به فيكتور يجري في عروقه عوضا عن الدم.
أطلق صرخة تشبه زرئير السباع الضارية في البرية الموحشة ثم أمسك بالصنارة بقوة أكبر من ذي قبل ، بل و اكبر من أي وقت سبق.
حدثت المعجزة التي لم يكن أي عضو من الفريق ينتظرها ، حدثت تحت ناظري الجميع.
تصاعد الماء المنعش ليغطي الفضاء ، ظهرت الزعنفة الزرقاء اللامعة تضرب بقوة صفحة الماء لتطير بعدها في الهواء و تلمع لأتحادها مع خيوط أشعة الشمس الذهبية.
فغر الجميع ما عدا فيكتور أفواههم ، لقد كان الأمر خياليا لدرجة أنهم تركوا اشغالهم و ما بأيديهم و ظلوا يتأملون المنظر الملائكي الساحر .
منظر اتحاد قوى الطبيعة مع أنامل المحترف الفنان.
منظر عبور السمكة من العملاق المظلم الأزرق نحو خندق النور الأبيض.
زفر فيكتور بقوة مخرجا كل التعب الذي احتبس داخله ، و تأمل السمكة القابعة أمامه ملقاة بدون حراك على أرضية الزورق.
كانت ايمي اول من كسر الصمت الغريب السائد على الأجواء :
ايمي : يا إلهي ! لا أصدق لقد فعلها !
هرعت هذه الأخيرة الأخيرة لتفحص السمكة و تقدير جودتها ، فكانت المفاجأة !
كانت سمكة آخاذة و بالغة الجمال بالفعل ، و لكن أكثر من ذلك لقد كانت سمكة ذات جودة عالية تليق بموائد الملوك و النبلاء .
رفعت ايمي رأسها و خاطبت رفاقها المتفاجئين من ردة فعلها السريعة الهلعة :
ايمي : أصدقاء ، لقد اصطاد فيكتور للتو السمكة الرابحة ، لنعد بسرعة إلى اليخت هيا !
تكلم الان بشك و ريبة مخاطبا ايمي :
الان : و لكن هل أنت متأكدة أننا سنربح التحدي بهذه ؟؟؟!!
تفوه بجملته تلك و هو يشير إلى السمكة الملتوية و الملقية على الأرض من دون حراك.
ايمي : أؤكد لكم سنربح، صدقوني ! و الآن يجب أن نعود مادامت لا تزال طازجة.
نظرت سوزان إلى فيكتور مستفهمة بطريقة غير مباشرة عن رأيه بخصوص العودة ، ابتسم هذا الأخير عندما حس بنظراتها ترمقه و قال :
فيكتور : حسن ، نحن نثق بك ايمي ، لنعد ادراجنا إذن !
ارتسمت ملامح مضطربة على وجه الان و لكنه سكت على مضض مبتلعا غصته.
عاد الأربعة إلى اليخت للقاء سايمون و جوزيف و معرفة نتيجة التحدي.
~~~~~~
أنت تقرأ
نحو الاعماق
Adventureحمل صنارته. ...... الشراع تلك الذكرى من ذكريات الأيام الغابرة كل ما تبقى له من شتات زبد الزمان يقاتل قوى الظلام. ....... يخاطر بخوض أعماق البحار و المحيطات. ..... لأنه يعرف أن ظلام أغوار البحار. ...... ليس أحلك من ظلام هموم قلبه. ..... هو مجرد ص...