38.من وراء الستار

14 2 0
                                    


تحولت ملامح الان من حزينة إلى فارغة. ...... فارغة من كل شيء. ....

الان : لا..... يجب ذلك ، يجب أن. .... إن أشرح لك .

سكت فيكتور و تنهد تنهيدة عميقة، استغل الان الفرصة و استرسل في الكلام.

الان : لقد كنت مجبرا على ذلك. ..... كنت مجبرا على اتباع أوامر ايدن و إلا. ....

قاطعه فيكتور و قد بدأ دمه يغلي غضبا.

فيكتور : ليس هناك اي سبب يبرر اتباعك لأوامر ذلك المعتوه.

كان الان متفهما لغضب فيكتور ، فليس من السهل ابدا ان يتعرض المرء للغدر و الخيانة من أحد أعز أصدقائه ، كانت هذه الحادثة بالنسبة لفيكتور كخنجر يخترق قلبه.

واصل الان شرحه رغم حدة الجو الذي لم يكن مريحا على الإطلاق.

الان : لقد قام ايدن بتهديدي لذا كنت مضطرا للعمل معه غصبا عني.

فيكتور : و لكن ما الذي هددك به ؟

تنهد الان و أخد نفسا عميقا ، فتح عينيه الخضراوين الغائرتين و انطلق صوته كالسيل الجارف .

الان : منذ وقت ليس بالقصير، عندما كنت أعمل كمهندس حاسوب متواضع تعرفت على شاب غني. ...... شاب كان مهتما بالاستثمار في التكنولوجيا الحديثة ..... ذلك كان ايدن.....أيدن جوناس. .....

شعر الان بعدم ارتياح فيكتور عند سماعه لاسم ايدن و لكنه لم يعر الأمر اهتماما بل واصل حديثه.

الان : ايدن تقبل رغبتي في إنشاء شركة الكترونيات بصدر رحب و قام بدعمي بكل شيء. ....... أصبحت بين ليلة و ضحاها مديرا تنفيذيا لشركة مرموقة. ........

سكت الان قليلا ثم أطلق ضحكة ساخرة و كأنه يسخر و يستهزأ من نفسه.

الان : هه و لكن ايدن لم يكن أحد المحسنين ليدعمني من دون مقابل........ و أي مقابل. .... لقد طلب مني في مقابل دعمه لي أن أدخل لعبته القذرة معه هو و والده جاريد جوناس. ....... لعبة تجارة المخدرات. ...... و سرعان ما أصبحت مدمنا أحتاج إلى جرعات متزايدة من الهيروين. ...... كان سعر المخدرات ملتهبا عاليا. ...... فالقليل منها قد يكلفك ثروة طائلة. ......

استغرب فيكتور مما يسمعه فهو صديق طفولة الان و لكنه لم يسمع ابدا بحكاية كهذه. .....

فيكتور : و لكن متى حدث هذا ؟ و لماذا لم أكن حاضرا ؟

الان : حدث هذا عندما سافرت خارج ميشيغن لتؤسس حياتك. .... لم اخبرك لأنني لم ارد أن اقلقك و انت بعيد عني. ....

بدأت ملامح فيكتور تلين قليلا و انشرح صدره قليلا لكلام صديقه. ....

الان : صرفت كل ما كان معي من مال على المخدرات و سرعان ما غذوت فقيرا ...... معدما. ...... ضعيفا. ...... لم أجد ما اعيل به عائلتي. ..... أمي و أخوتي الصغار ....... و الأسوء أنني كنت غارقا في الديون. ....... كان يجب أن ارد الأموال الطائلة التي استدنتها من ايدن. ..... كنت منهارا. .....افلست شركتي و غرقت في الظلام. ........ عندها أدار لي ايدن ظهره ........ لم يرض أن يساعدني بل على العكس ....... امهلني مدة قصيرة و قال لي أنني اذا لم أسدد له الدين فسوف يقتل عائلتي كلها.....

نحو الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن