33.طي الكتمان

17 2 0
                                    


استعدت سوزان لسماع حقيقة قد تترك أثرها الكبير على قلبها الصغير.

انطلق فيكتور في الحديث من دون أن يضيع لحظة أخرى  ؛ انطلق من دون توقف.

فيكتور  : كان يوما حزينا  ، عدت إلى المنزل من جولة الصيد التي كنت فيها مع الان فوجدت امي تصرخ و تطلب النجدة ...... أختي نتاليا كانت معلقة بين الحياة و الموت. ....

تعجبت سوزان من قوله و اعترافاته و قبل أن يضيف كلمة أخرى قاطعته هذه الأخيرة قائلة  :

سوزان : مهلا ..... لديك أخت  ؟؟؟؟؟!!!!!!

تضايق فيكتور و انزعج كثيرا من مقاطعة سوزان لحديثه الذي هو بصدد مجاهدة نفسه كي يكمله.

فيكتور  : لا تقاطعيني.

قالها بنبرة حادة يملؤها التضايق و الانزعاج.

سوزان  : آسفة. .... آسفة

تنهد فيكتور تنهيدة عميقة عكست مكنونات نفسه ثم  استدرك :

فيكتور  : كانت نتاليا فتاة مفعمة بالحياة ..... كانت تملأ المنزل سعادة و بهجة ..... الكل كان يحبها و سعيدا بوجودها بيننا و لكن .... جاء اليوم المشؤوم التي شاءت الاقدار فيه أن تصاب نتاليا بمرض عظال لا شفاء له إلا عن طريق عملية باهظة الثمن...... و لأننا لسنا أثرياء،  لم نستطع توفير المبلغ المطلوب،  عندها فقدت كل أمل في إنقاذ اختي و لكن ........ و في آخر لحظة اطلعني الان على هذه المسابقة. ..... و على جائزتها المالية الضخمة ...... و لهذا قررت المشاركة و الفوز لإنقاذ اختي و تغطية مصاريف علاجها.

بعد بضع دقائق مرت في صمت ، كانت سوزان خلالها تحاول استيعاب المعلومات الملقاة على مسامعها  منذ وقت وجيز.

ابتسمت و نظرت في عيني فيكتور  ، اقتربت منه و أمسكت يده بلطف و قالت بجد :

سوزان  : أعلم أن هذا صعب ..... و لكن ...... و لكن لست مجبرا على خوض هذه المعركة وحدك. ......ليس بعد الآن. ..... ليس  و نحن هنا معك.

لامست يده بحنان بينما هي تتلفظ بتلك الكلمات التشجيعية.

ابتسم الأسمر الوسيم و بادلها النظرات ثم وضع يده على يدها و رد لها المداعبات بأخرى أجمل منها.

اقتربا أكثر من بعضهما البعض  ، كان وجه سوزان يقبع على بعد بضعة سنتيمترات من وجه فيكتور،  كانت تشعر بأنفاسه الحارة تدغدغ بشرة عنقها الرقيقة ، و احست بذراعه تحيط خصرها الرشيق.

غاصت في أعماق عينيه الزرقاوين اللتين تحملان بحرهما الخاص،  بحر السحر المخملي.

احست الجميلة بشعور لم تحس به ابدا من قبل ، احست أنها معدن يذوب بين ذراعي فيكتور المشتعلتين بنار جميلة و خطيرة في ذات الوقت.

اقترب أكثر  ، و لكنها شعرت بشعور مزعج و غريب فتحركت فجأة مبعدة فيكتور عنها قدر الإمكان.

نحو الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن