17.طعم الحقد

21 2 0
                                    


دوى الصوت في أرجاء القاعة :

" عيد ميلاد سعيد يا جاك !!!!"

فتح جاك عينيه بدهشة كبيرة ،و هو يلمح الطعام الذي يزين موائد المطعم الفاخرة، تتوسطها كعكة عيد ميلاد بنكهته المفضلة : الشوكولا.

إيرينا (أحد أعضاء فريق شادو ايجلز ): مفاجأة !!!

ضحك الجميع على جنون إيرينا و ملامح جاك التي لا تزال تحت وقع الصدمة و الاستغراب.

لم يكن فريق اوشن راينجرز يعلم بأمر حفل عيد ميلاد جاك الفجائي، و لكنهم قرروا البقاء و المشاركة احتراما لمشاعر هذا الأخير.

قالت مارثا تخاطب الجموع المحتشدة :

إيرينا : هيا، هيا توجهوا إلى مقاعدكم جاك سيطفئ الشموع عما قريب !

نظر إليها بتوتر، فغمزت له و دفعته بلطف نحو الطاولة التي تحمل كعكة عيد الميلاد.

نفخ جاك الشموع الكثيرة التي غطت المساحة العلوية من الكعكة ، نظر إلى إيرينا و همس بهدوء :

جاك : أنت من اعد كل هذا، صحيح ؟

ابتسمت إيرينا دون أن تنطق بأي حرف، و لكن جاك فهم بنباهته و ذكائه أنها هي العقل المدبر للحفلة.

وزعت مارثا بمساعدة إيرينا الكعك على الحاضرين بينما نال جاك الحصة الأكبر، باشر الجميع بالأكل و الضحك و الرقص و الاستمتاع بالحفلة التي كانت لا تزال في بدايتها.

بعد ساعات كان فيكتور قد مل من كل الضجيج الذي يسيطر على المكان و يحكم عليه بقبضة من حديد،
أخد كأسا من شرابه المفضل و ذهب يستند على حافة في أقصى المطعم مطلة على الخارج.

كان يتأمل سماء الليل المرصعة بنجوم تصطع لتنير دروب و قلوب التائهين في عرض البحار أو حتى التائهين في بحار الاشجان النابعة من انهار القلوب المفطورة المشطورة.

كان لا يزال حتى هذه اللحظة بالذات يفكر في أخته الحبيبة نتاليا التي شغل حالها كيانه، فقد كان قد اتصل بأمه صباح اليوم بعد استقرارهم على متن اليخت، أخبرته هذه الأخيرة أن حالة نتاليا قد ازدادت سوءا منذ رحيله.

تمنى لو يستطيع أن يكون إلى جانبها الان. ..... لو يستطيع فقط الإمساك بيديها الشاحبتين و غمر وجهه بينهما. ....... لو يستطيع أن يزيل عنها الألم و لو كان الثمن أن يتألم هو حتى الموت.

لم يعكر صفو فيكتور و هدوئه سوى صوت مارثا اللعوب المتحمس يصرخ قائلا :

مارثا : ليتقدم ايدن أعز أصدقاء جاك لإلقاء خطاب التهنئة لصديقه !

مشى ايدن نحو المنصة بخيلاء و تكبر عظيمين ، و هو ينظر إلى جاك بدونية واضحة كالشمس في كبد السماء.

نحو الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن