35.عليل الروح

21 1 0
                                    

الرجل الذي حول علاقة توماس بحفيده فيكتور إلى جحيم لا يطاق.

نظر إليه تايلر و خاطبه بلين مخففا عليه الامه  :

تايلر  : لا تقلق سنقبض عليهم،  سيتعفن جاريد و من معه في السجن و لن يخرجوا منه ابدا.

توماس  : لن يسامحني لاني كذبت عليه.

تايلر  : اسمع توماس  ، انت فعلت هذا بغية حماية فيكتور لا أكثر انا متأكد انه سيتفهم.

توماس  : أمل ذلك.

غادر تايلر لأداء بعض المشاغل الملقاة على عاتقه تاركا وراءه توماس جالسا في سكون رهيب.

لامست يد ساخنة كتفه  ، استدار ببطء ،أحس بحنين غريب يتملكه حنين يعود إلى عشر سنوات خلت.

عاد الرجل بذاكرته إلى حقبة منسية إلى حقبة زهور أيامه.

العودة إلى الماضي  :

وقف فتى في العاشرة من عمره يحمل صنارة أطول منه بعدة أضعاف  ، كان الفتى ينظر إلى الصنارة بعينيه البريئتين و مقلتاه تشعان ببريق عظيم.

بريق حبه لجده العزيز.

ظهر خيال رجل طويل من خلفه استدار الفتى  ، و عند رؤيته لوجه الشخص ازداد بريق عينيه لمعانا.

فيكتور الصغير  : جدي ، جدي متى نباشر في الصيد  ؟؟؟؟ اتوق لذلك كثيرا  !

ضحك الجد ضحكة لعوبة و قبل وجنة الولد الطرية  ، نظر في عيني حفيده بإلحاح و خاطبه قائلا  :

توماس  : سأعلمك كل شيء لا تقلق  ؛ يوما ما ستكون افضل صياد رأته عيناي.

احتضن الولد جده ببراءة و قال  :

فيكتور الصغير  : شكرا ، شكرا جدي  !

أخد الجد بيد حفيده و اقتاده إلى المنصة المبنية على سطح البحيرة  ، أخرج الصنارة و بدأ في الصيد  ، و سرعان ما علقت سمكة في الطرف البعيد للصنارة  ، اسرع الرجل و امسك بالبكرة صارخا على حفيده  :

توماس  : فيكتور ، ساعدني هيا ثبت الصنارة و اسحب الخيط.

ارتبك الصغير للحظة و لكنه تذكر كيف كان جده يفعلها أمامه  ، استنشق نفسا عميقا ثم زفره تقدم نحو الصنارة و ساعد جده في شدها إليه  ، سحب توماس البكرة و تضاءلت المسافة بين السمكة و سطح المياه  ، سحب الجد قليلا بعد  ، ارتعش الخيط  ، و في لحظة خيالية طارت سمكة كبيرة من صفحة الماء مزينة أجواء بحيرة ميشيغن  ، كان الأمر بحق مذهلا  !

لم يتوقع فيكتور الصغير سمكة بهذا الحجم  ، أطلق ضحكة طفولية عذبة ثم حضن جده و قال  :

فيكتور  الصغير  : لقد فعلناها جدي  ، فعلناها  !

احتضن توماس حفيده ، بل بالأحرى غطاه بذراعيه الكبيرتين  ، قبل شعره البني الاملس و قال  :

نحو الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن