11. زائر غير متوقع

30 2 0
                                    


تبادل فيكتور و ايدن اللكمات و المراوغات حتى سالت الدماء من كليهما.

تدخل الان و جاك لفض النزاع الذي نشب بين القائدين، كل واحد منهما يشد على قميص صديقه.

و لكن النزاع كان مستعرا حاميا يغذيه وقود الكره و الرغبة في الانتقام.

كان الوضع سيبقى هكذا إلى الأبد لولا أن سمع المتخاصمان صوتا يدوي كالرعد في قلب العاصفة، نطق صاحب الصوت قائلا :

صاحب الصوت : " فيكتور دانيال باركر ، أوقف هذه المهزلة حالا " .

التفت الاثنان بسرعة إلى صاحب الصوت فوجدا شيخا ناهز عمره السبعين يقف شامخا بثقة و فخر، ينظر إليهما بعينين ثاقبتين كعيني الصقر.

قال فيكتور في نفسه متفاجئا : ج...... جدي !

نعم كان صاحب الصوت جد فيكتور العتيد، الرجل المحب و الحنون الذي علمه أبجدية الصيد و فنونه. .... كان هو "توماس باركر".

اقترب سايمون مقدم المسابقة قاطعا بكلامه سيل أفكار و مشاعر فيكتور الغابرة المتلاطمة :

سايمون : اعذرهما يا سيدي، تعرف كيف هو حال الشباب هذه الأيام ! . ثم اردف بحزم قائلا : أيها المتسابقون يشرفني أن أقدم لكم السيد "جون فيشيرمان " و هو ضيف شرف لهذه المسابقة و أحد أعتى و أمهر الصيادين المخضرمين.

ذهل فيكتور و اصابته الحيرة. .... ترى لم يكذب جده بخصوص اسمه ؟ و لم يظهر الآن بعد أن اختفى و ظن الجميع أنه هلك قبل عشر سنوات كاملة ؟ أي سر يخفيه جده يا ترى ؟

في تلك اللحظة بالذات قرر ايدن المغرور النطق و قال مستفزا :

ايدن : و لكن يا سيدي كيف لك ان تعرف اسمه و انت لا تمت إليه بأية صلة تذكر.

بالتأكيد كانت هذه محاولة من ايدن لاحراج توماس و لكن حنكة هذا الأخير و خبرته الواسعة في الحياة حالا دون حدوث ذلك.

توماس : لقد كنت أتحدث قبل قليل مع حكام المسابقة و قد عبروا لي عن إعجابهم بقدرته موهبته أما اسمه الكامل فقد كان بكل بساطة مكتوبا على اللائحة.

سكت ايدن أخيرا و عادت الأمور إلى نصابها كل إلى شأنه إلا فيكتور الذي لم يستطع أن يتوقف عن التفكير بكل ما يمر به فجلس وحيدا في الخارج يتأمل النجوم.

عندئذ لاحظت سوزان شروده فادركت بحدسها أن هناك ما يدور في خلده ، جلست بجانبه و صدح صوتها قائلا  :

سوزان  : لما تجلس وحدك فيكتور  ؟ الحفلة ما تزال في بدايتها  !

فيكتور  : .......

لاحظت سوزان سكوته و علمت أنه لن يكون من النافع الحديث معه الآن فهو على الأغلب لن يجيب، فقررت هذه الأخيرة منحه بعض الوقت ليختلي بنفسه،  و لكن ما إن همت هذه الأخيرة بالمغادرة حتى قاطعها فيكتور بحزم قائلا  :

نحو الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن