21.شذى الاخوة

21 2 0
                                    


وصل فيكتور و عصام إلى المكان الذي ينشدانه، قضيا برهة من الزمن يصيدان و يتأملان صفحة الماء اللانهائية.

عند انتهائهما، اوقدا نارا و هما بشي الأسماك التي قاموا بأصطيادها من أجل العشاء، و بينما هما يتناولان وجبتهما في سكون و هدوء قرر عصام كسر هذا الأخير بحديثه الحماسي :

عصام : و لكن ما الذي دفعك إلى المشاركة في هذه المسابقة من البداية ؟

تغيرت ملامح فيكتور المبتسمة عند سماعه لهذا السؤال، و أصبح وجهه خاليا من أي تعبير يذكر،

أدار عجلة الأحداث إلى الوراء ليتذكر الأيام الربيعية السعيدة التي قضاها رفقة أهله في ميشيغن، تذكر المناظر الطبيعية الخلابة و رحلات الصيد الممتعة التي كان يحظى بها برفقة صديق طفولته الان.

إلى أن صدم بمرض نتاليا العضال و المفاجىء و أدرك حاجته للمال لإنقاذ أخته ما دفعه إلى اقتحام عالم هذه المسابقة طمعا في جائزتها المالية المغرية.

شعر بطلنا بالذنب لأن المسابقة منعته من أن يكون إلى جانب أخته في هذه الظروف العسيرة، لقد منعته من يأخذ بيدها إلى بر الأمان.

و لكن ما عساه يفعل لها و هو هناك ؟ فلا حول له و لا قوة إلا الصدق و الصبر، كما أنه أدرك بعد تفكير عميق أدمى خلجات قلبه ، أنه مفيد لها أكثر و هو هنا .

طال سكوت فيكتور قبل أن يكذب على عصام قائلا :

فيكتور : هو حب المغامرة ما قادني إلى هنا !

شعر عصام في أعماقه أن فيكتور يخفي عنه الحقيقة، شعر أن هناك سرا حزينا يقطع قلب هذا الشاب و يعذبه في كل لحظة، أحس أن هناك ما يوقد نار الحسرة بين طيات أعماقه، لتحرقه حتى آخر ذرة منه.

تكلم فيكتور مستدركا :

فيكتور : هيا لنعد الآن !

نهض الشابان من فورهما و نظفا نفسيهما بيديهما من الرمل العالق بملابسهما.

عند وصولهما قرب اليخت بدأ الاثنان بالصعود نحو غرفتيهما فقد تأخر الوقت و أسدل الليل ستاره المظلم على فلك السماء.

فيكتور : على فكرة، سنجتمع انا و فريقي غدا لنستمتع بوقتنا قليلا، ما رأيك أن تنضم الينا.

عصام : هذا جيد يا صاح و لكن انا لا أعرف أحدا منهم و خصوصا الفتاتين فأنا. .... لا أجيد التعامل معهن خصوصا الأكبر سنا منهن.

فيكتور : هههههه، لا تقلق يا صديقي انا متأكد و واثق تمام الثقة أن سوزان و ايمي ستعجبان بك جدا !

عصام : لا أظن ذلك !

مرر عصام يدا على شعره من شدة احراجه و لكنه سرعان ما انفجر ضاحكا و تبعه فيكتور، ملأت ضحكاتهما المكان و زينته بأعطائه حيوية و رونقا.

نحو الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن