12. الحقيقة

26 2 0
                                    


استرسل توماس في الكلام متجاهلا نظرات فيكتور الملتهبة المرعبة التي تقشعر لها الأبدان و تنفر منها الأنفس.

توماس  :  في الحقيقة. ..... قبل عشر سنوات كنت اعمل مع عصابة .... عصابة تهريب ممنوعات. ...... 
و ....و قد كانوا يدينون لي بالمال.  ... و قد هددوني بقتلك انت. ..... و و نتاليا أيضا  !

فيكتور  :  ( و الحيرة تملأ قلبه ) و كيف لي أن أصدقك بعد كل هذه السنوات  ؟ هاه أخبرني كيف. لقد سقطت من عيني يا جدي ،انت لم يعد لك مكان في قلوبنا. .... ليس كالماضي. ......

توماس : اعرف انك تحتاج إلى وقت لتتفهم موقفي. ...... لذلك ساتركك. ... ساتركك لتفكر في الأمر.  و لكني أريد أن اعطيك شيئا.

أخرج توماس كتيبا من جيبه و أعطاه لفيكتور قائلا  :

توماس  : أرجوك إقرأه.  .... حتى لو لم تسامحني احتفظ به كتذكار من جدك.

فيكتور : لا يمكنني أن أقبل هداياك.  و انت تعلم ذلك  !

توماس : انا لا أطلب منك أن تأخذه بل أنا امرك بأن تأخذه.

رغم كل تلك السنوات الغابرة، لا يزال توماس يمتلك هيبة الجد في قلب حفيده الوسيم،  فأجاب الأخير قائلا :

فيكتور : حسن. ... جدي......

اخد فيكتور الكتاب و لمح عنوانه المثير،  " الشيخ و البحر "  و تساءل في أعماقه عن مكنونات هذا الكتاب و ما قد يحويه.

توماس : أراك لاحقا بني  !

و بهذا اختفى توماس في الظلام عائدا ادراجه الى الكوخ .

وقف فيكتور هناك محتارا، هل يصدق كلام جده  ؟ و ماذا سيحدث لو عرف سايمون و لجنة التحكيم بأنه حفيده  ؟ سيطردونه حتما و يتبخر مع ذلك كل أمل له في إنقاذ نتاليا من الموت المحتوم.

بعد برهة طويلة من السرحان و تأمل النجوم قرر بطلنا مغادرة المكان و العودة إلى الكوخ لينام و ينسى كل المفاجآت و المفارقات التي ساقتها الاقدار إليه اليوم.

عند وصوله إلى الكوخ لاحظ أن الحفلة قد انتهت و الجميع قد خلدوا إلى النوم و على إثر ذلك قرر الصعود إلى غرفته ،و لكن قرقرة بطنه الصاخبة ذكرته انه لم يأكل منذ الصباح،

ذهب إلى المطبخ الرئيسي ليحظر بعد الطعام المتبقي من عشاء الليلة و أثناء بحثه في الثلاجة الضخمة المليئة بالطعام ،سمع صوتا خفيفا يصدح خلفه قائلا :

؟؟؟؟؟؟ : عم تبحث يا بني، هل أنت جائع  ؟

خجل فيكتور من نفسه فالطريقة التي كان يبحث عن طريقها كانت توحي للناظر إليه بأنه لم يأكل منذ دهر.  تكلم ليبرر فعلته :

فيكتور : اسف يا خالة ما كان علي البحث هكذا في مخزون الطعام  ، و لكنني سأكون شاكرا لك لو دللتني على مكان تخزين الطعام؟

نحو الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن