استرسل توماس في الكلام متجاهلا نظرات فيكتور الملتهبة المرعبة التي تقشعر لها الأبدان و تنفر منها الأنفس.توماس : في الحقيقة. ..... قبل عشر سنوات كنت اعمل مع عصابة .... عصابة تهريب ممنوعات. ......
و ....و قد كانوا يدينون لي بالمال. ... و قد هددوني بقتلك انت. ..... و و نتاليا أيضا !فيكتور : ( و الحيرة تملأ قلبه ) و كيف لي أن أصدقك بعد كل هذه السنوات ؟ هاه أخبرني كيف. لقد سقطت من عيني يا جدي ،انت لم يعد لك مكان في قلوبنا. .... ليس كالماضي. ......
توماس : اعرف انك تحتاج إلى وقت لتتفهم موقفي. ...... لذلك ساتركك. ... ساتركك لتفكر في الأمر. و لكني أريد أن اعطيك شيئا.
أخرج توماس كتيبا من جيبه و أعطاه لفيكتور قائلا :
توماس : أرجوك إقرأه. .... حتى لو لم تسامحني احتفظ به كتذكار من جدك.
فيكتور : لا يمكنني أن أقبل هداياك. و انت تعلم ذلك !
توماس : انا لا أطلب منك أن تأخذه بل أنا امرك بأن تأخذه.
رغم كل تلك السنوات الغابرة، لا يزال توماس يمتلك هيبة الجد في قلب حفيده الوسيم، فأجاب الأخير قائلا :
فيكتور : حسن. ... جدي......
اخد فيكتور الكتاب و لمح عنوانه المثير، " الشيخ و البحر " و تساءل في أعماقه عن مكنونات هذا الكتاب و ما قد يحويه.
توماس : أراك لاحقا بني !
و بهذا اختفى توماس في الظلام عائدا ادراجه الى الكوخ .
وقف فيكتور هناك محتارا، هل يصدق كلام جده ؟ و ماذا سيحدث لو عرف سايمون و لجنة التحكيم بأنه حفيده ؟ سيطردونه حتما و يتبخر مع ذلك كل أمل له في إنقاذ نتاليا من الموت المحتوم.
بعد برهة طويلة من السرحان و تأمل النجوم قرر بطلنا مغادرة المكان و العودة إلى الكوخ لينام و ينسى كل المفاجآت و المفارقات التي ساقتها الاقدار إليه اليوم.
عند وصوله إلى الكوخ لاحظ أن الحفلة قد انتهت و الجميع قد خلدوا إلى النوم و على إثر ذلك قرر الصعود إلى غرفته ،و لكن قرقرة بطنه الصاخبة ذكرته انه لم يأكل منذ الصباح،
ذهب إلى المطبخ الرئيسي ليحظر بعد الطعام المتبقي من عشاء الليلة و أثناء بحثه في الثلاجة الضخمة المليئة بالطعام ،سمع صوتا خفيفا يصدح خلفه قائلا :
؟؟؟؟؟؟ : عم تبحث يا بني، هل أنت جائع ؟
خجل فيكتور من نفسه فالطريقة التي كان يبحث عن طريقها كانت توحي للناظر إليه بأنه لم يأكل منذ دهر. تكلم ليبرر فعلته :
فيكتور : اسف يا خالة ما كان علي البحث هكذا في مخزون الطعام ، و لكنني سأكون شاكرا لك لو دللتني على مكان تخزين الطعام؟
أنت تقرأ
نحو الاعماق
Adventureحمل صنارته. ...... الشراع تلك الذكرى من ذكريات الأيام الغابرة كل ما تبقى له من شتات زبد الزمان يقاتل قوى الظلام. ....... يخاطر بخوض أعماق البحار و المحيطات. ..... لأنه يعرف أن ظلام أغوار البحار. ...... ليس أحلك من ظلام هموم قلبه. ..... هو مجرد ص...