دهش الجميع من تغير تعابير الملك
ورد في الرسالة "من إمبراطور إمبراطورية
،
الوحوش القديمة، الإمبراطور الخالد "أربوليس"
الزعيم سيلتيك قائد القوات المغيرة يطلب مبارزة
مع زعيم القلعة البيضاء الزعيم مهيب، المبارزة
ستجري في بلدة الأقحوان بعد ثلاثة أيام، إن فزنا
فلنا الحق في قتل الزعيم مهيب، وإن فزتم
فسنعيد لكم بلدة الأقحوان ونعطيكم حق قتل
الزعيم سيلتيك، رفضكم للمبارزة يعني تدخل
الإمبراطور الخالد "أربوليس" شخصيا والهجوم
مباشرة على المدينة الذهبية، من الحكمة أن تقبل
ومن الغطرسة أن ترفض، واعلموا أن المتغطرس
أمام الإمبراطور الخالد أربوليس يعني أنه هالك لا
محالة"
صر الملك بادر على أسنانه، واعتلى وجهه علامات
الغضب
إن رفض سيكون كأنه يستفز الإمبراطور الخالد
أربوليس إمبراطور إمبراطورية الوحوش، وإن
قبل فلا يضمن فوز مهيب وخاصة أنه أهانه منذ
برهة
الإمبراطور الخالد أربوليس كان كيانا لا يضاهى
بين الممالك والإمبراطوريات والدول، هو وحش
موهوب جدا يثير اسمه رعب أي كائن، تمكن من
أن يصبح إمبراطورا روحيا عندما كان يبلغ 100
سنة وحصل على بنية خالدة بعد 200 سنة
أخرى، هو كيان أقدم حتى من المملكة الذهبية
برمتها
بالنسبة له الملك بادر كاللعبة، فالحرب التي شنها على المملكة الذهبية كانت مجرد تدريب حياة أو
موت لجنوده، لم يتدخل الحراس الـ 9 للإمبراطور
أبدا، هناك شائعات تقول أن الحراس التسعة في
قمة مستوى جنرال روحي، وهناك شائعات أخرى
تقول أن 3 حراس منهم بلغوا مستوى الحاكم
الروحي، لكن لا أحد يعرف صحة هذه الشائعات
لأنهم لم يسبق وأن رأو أحد الحراس إطلاقا
ما يميز إمبراطور إمبراطورية الوحوش، أنه على
شكل إنسان، فحقيقته أنه هجين من تزاوج وحش
مع إنسان، كان من المفترض أن المولود من هكذا
تزاوج يصبح دون فائدة، لكن من حسن الحظ أن
طاقة أمه كانت موافقة لطاقة والده الوحش،
فأنتجا ولدا موهوب منذ نعومة أظافره
يقال أن والدته كانت ملكة المملكة الذهبية
السابقة، لكن لا أحد يعرف الحقيقة
الملك بادر يعلم جيدا أنه لو استفز إمبراطور
الوحوش الخالد، سيبيد المملكة الذهبية عن بكرة
أبيها، لذا لا خيار لديه إلا الإذعان
صرخ الملك بادر "يلغى الحكم، طرأت رسالة
عاجلة"
تعجب الجميع، فهذه أول مرة يرون ملكهم
يتراجع عن حكم أطلقه
مهيب بدوره تعجب جدا، لكن في قرار نفسه كان
قد تنفس الصعداء، فعقوبته كانت لتكون أشد من
الموت بحد ذاته
أكمل بادر "خذوا زعيم القلعة البيضاء وعالجوه"
ثم وجه نظره إلى مهيب "ارتح اليوم، وغدا سأرسل في طلبك"
مهيب لم يعد يفهم شيئا ولا حاشية الملك كذلك
بعدما رحل مهيب، جلس بادر في كرسيه، جاءته
الخادمتان لتروحان عنه، لكنه صفعهما قائلا "أغربا
عن وجهي حالا"
تراجعت تلكما الخادمتان وخديهما أحمرا من
الصفعة، وخرجا من ساحة العرش
جلس بادر في كرسي عرشه، ووجهه متجهم
ثم نادى قائلا "أين المستشار يعقوب؟ أريده حالا"
رد منادي الملك الذي كان واقفا جنب باب العرش
"سيدي الملك، لقد أرسلت المستشار يعقوب في
مهمة سرية، أنسيت ذلك؟"
ضرب بادر رأسه بيده قائلا "تبا، نسيت، لكن الآن
ليس الوقت المناسب، اتصل به حالا وقل له إني
آمره بالرجوع فورا، فليؤجل تلك المهمة"
انحنى منادي الملك وخرج لينفذ الأمر
مهيب في غرفة التمريض، أتت ممرضتان إليه
وقامتا بدهن يديه بمعجون ما، اختفت تلك
الثقوب على الفور وكأنه لم يحدث شيء
قال مهيب مصدوما "ما هذا المعجون؟"
ردت إحدى الممرضات "عسل نحلة الشمس"
تفاجأ مهيب، عسل نحلة الشمس هو معجون طبي
عالي المستوى، في العادة لا يستخدم إلا من قبل
الملوك والأباطرة، حتى أن الأغنياء لا يستطيعون شراءه
عسل نحلة الشمس، صعب للغاية صنعه، فهو
يتوجب الذهاب لعالم السماء، فهناك تتواجد تلك
النحلة فقط، ومؤهلات الذهاب لذلك العالم يجب
أن لا تكون أقل من جنرال روحي
سقط مهيب في حيرة عميقة، قبل برهة كان يريد
الملك إذلاله، والآن كرمه ورفعه إلى مستواه
الملكي عبر إهدار مثل هذا المعجون الثمين على
شخص مثله ليس إلا زعيما روحيا
بعد فترة من التفكير، عرف مهيب أن الملك في
حاجته وأن السر يكمن في تلك الرسالة، لكن مهما
فكر لن يستطيع تخمين محتواها
مع ذلك سلم أمره ونام، في الصباح استيقظ على
رجل أصلع واقف أمامه
فزع مهيب، لكنه تدارك نفسه
قال ذلك الرجل الأصلع "الجنرال جاسر عاد،
أخبرته أنك تريد لقاؤه ووافق، فلتذهب إليه حالا
في قلعة الياقوت الحمراء"
رافق ذلك الرجل الأصلع مهيب إلى القلعة
كل من في القلعة كانوا في المستويات الروحية،
سواء الجنود أو الضباط أو القادة، وكان الأصلع
الذي بجانبه زعيما روحيا غير اعتيادي
دخل مهيب إلى خيمة عظيمة منصوبة، كان
الجنرال جاسر فيها، وكان أمامه مخطط حرب
لبلدة الأقحوان قال جاسر "لا أدري ماذا تريد لكنني أريدك، أترى
هذه البلدة، أريدك أن تذهب إليها وتوافق على
النزال الذي سيعرض عليك، ولكن عليك أن تضحي
بنفسك هناك، أنا أخطط للقضاء على كل
المتواجدين هناك بما أن السكان أبيدوا، هل
تستطيع أن تضحي بنفسك من أجل وطنك
وتموت كمقاتل حقيقي؟"
اختلطت كل الأفكار في عقل مهيب، نزال؟ خطة؟
التضحية بنفسي؟ ما الذي يحدث حقا؟
صمت مهيب ولم يقل شيئا
نظر جاسر إليه بنظرة تحمل كبرياء وشموخ
كبيرين "أنت زعيم القلعة البيضاء أليس كذلك؟
ألم يكن قرارك هو الذي تسبب في موت الكثيرين
و خسارتنا لتلك البلدة؟ أنا أتيح لك فرصة لأن
تموت بشرف عوض أن تموت بذل، أما زلت
مترددا؟"
قال مهيب فورا "أنا مستعد للتضحية بنفسي في
سبيل وطني، ولكن أرجو من حضرة الجنرال أن
يوضح لي ما الذي يحدث، فبالأمس فقط ألغى
جلالة الملك عقوبتي، وقد أخبرني أنه سيطلبني
اليوم"
قال جاسر "سواء طلبك أخي أو لم يفعل في كلتا
الحالتين ستذهب إلى بلدة الأقحوان لتكفر عن
خطأك بحياتك، سيقول لك الملك أن تذهب وتنازل
قائد القوات المغيرة سيلتيك، وسيحرضك على
الفوز، لكن صدقني إن خسرت فستموت وإن فزت
فسنموت كلنا لأن الخبر لو وصل إلى الإمبراطور
أربوليس سيشعر انه يمس كرامته، وبالتالي
سيقرر إبادة المملكة الذهبية، لذا من الأحسن أن
تموت هناك كمقاتل، ولضمان عدم فرار أحد،
سنستخدم سلاح سريا ونمحو بلدة الأقحوان
بأسرها من الوجود، لضمان عدم تسرب أي خبر"
فهم مهيب الأمر وماذا يقصد الجنرال جاسر
كان هذا فخا لا مهرب منه من الإمبراطور
أربوليس ليجد عذرا ويبيد المملكة الذهبية
إذا كان موته، يعني بقاء المملكة الذهبية فسيسعد
مهيب بذلك، فبعد كل شيء كان شخصا مخلصا
لوطنه
لكن في الحقيقة كان للجنرال جاسر مخططاته
الخاصة، وإلا كيف يعلم بشأن الرسالة وقد قرأها
الملك بادر شخصيا بينه وبين نفسه؟، ومن
المستبعد أن يدخل الملك أحد إخوته إلى السياسة
لكن مهيب بالطبع كان يجهل أن للجنرال جاسر
خطته الخاصة
قال الجنرال جاسر لمهيب "عندما تمثل أمام يدي
أخي، لا تظهر أنك تعرف أي شيء مما قلته لك، ولا
تقل له شيئا عني أو عما قلته، فليبقى هذا سرا
بيننا فقط"
قال مهيب "أمرك حضرة الجنرال"
خرج مهيب عائدا إلى الغرفة التي خصصت له
بعد مضي ساعات، أتى منادي الملك ورافق مهيب
إلى ساحة العرش
بمجرد ما دخل مهيب الساحة، رأى منظرا فاحشا
جدا للملك بادر مع جواريه، لكنه سرعان ما أشاح
ببصره بعيدا كان دوما كرسي العرش مظلما، حتى لا يظهر
الملك بادر، لكن الأصوات التي بدت من ذلك
الظلام تدل على أن ما يحدث هناك شيء فاحش
جدا لا يوصف
برؤيته مجيء مهيب، أمر الملك بادر جواريه
بالابتعاد عنه، ومسح آثار القبل من على وجهه
وقوم ثيابه وعدلها ثم نزل سلالم العرش وتقدم
نحو مهيب
كان الملك بادر مجرد شاب وسيم المظهر، ذو شعر
أصفر يعلوه تاج ذهبي مرصع بالجواهر، تبدو
بنيته ضعيفة وليست ذات عضلات، يرتدي معطفا
وبريا مفتوح وطويل إلى الأرض، وحزم في
وسطه سروالا قصيرا خيط بأرقى أنواع الأقمشة،
وكان يحمل في يده كأس شراب كالعادة
كانت عيناه حادتين، ترتسم في داخلهما علامات
التغطرس والغرور
مهيب لأول مرة يرى بادر بوضوح، كان مختلفا
تماما عن الوحش الذي تخيله في مخيلته، كان
يبدو ضعيفا للغاية
قال بادر "أهلا خادمنا المخلص زعيم القلعة
البيضاء مهيب"
بمجرد ما لفض الملك اسم مهيب، شعر الأخير
بقشعريرة تجري في عموده الفقري، وأحس بفخر
لا يوصف
لكن في نفس الوقت استغرب للتغير المفاجئ في
موقف الملك بين الأمس واليوم
قال بادر "أريدك أن تنجز مهمة عالية الخطورة، لو تمكنت من إنجازها سأعفو عن خطاياك"
بقي مهيب راكعا على ركبة ونصف ولم يقل شيئا
أكمل الملك "أريدك أن تقتل قائد القوات المغيرة
السحلية سيلتيك، إن نجحت في قتله، سأعفو
عنك وأعطيك صلاحيات أكبر، وستكون من
المقربين لي"
طبعا بحسب ما سمعه من كلام الجنرال جاسر،
فإن الملك يرسله إلى موته، هو لم ينوي من
البداية أن يكافؤه، ولكن لا يسعه إلا القبول بما أنه
أمر من الملك شخصيا
قال الملك "جيد جدا، ستسير المساء إلى بلدة
الأقحوان، وسأمن عليك وأرسل معك أحد التنانين
الصغيرة تركبه لتصل سريعا، فلتشكرني لاحقا بعد
أداء المهمة، الآن فلتنصرف من أمامي"
من الواضح أن الملك بادر يستغله فقط، وإلا لما
اختلفت حدة لهجته في كل مرة وهو يكلمه
لا يسع مهيب إلا القبول بالمهمة والتضحية بنفسه
في بلدة الأقحوان
![](https://img.wattpad.com/cover/103201531-288-k927639.jpg)
أنت تقرأ
بحر الدماء Sea of Blood
خيال (فانتازيا)فى عالم اثخنتة الحروب اسطورة قديمة قد تم نسيانها عن رجل غامض غضبة يجعل العالم يرتعش والسماء تمطر دما و البحار تجف والجبال تدك...ولد فتى امتاز بذكائه عن اقرانة بعد حله للغز الذى لم يجد حله الكثير من الاشخاص عبر ملايين السنين اصبح هو المختار ليتربع عل...