الفصل 32 :سيليا تواجه جنرالا

1.1K 85 4
                                    

في منتصف طريق ترابي، كانت هناك عربة تسير
وحولها الجنود متوجهين نحو القصر الملكي
في العربة كان مهيب وسيليا يتبادلان أطراف
الحديث
قالت سيليا قلقة "ما الذي سيحدث لك عمي؟
أنا قلقة للغاية عليك"
ابتسم مهيب "لا تقلقي ابنة أخي، لن يحدث لي
شيء، ستتم معاقبتي فقط، العقاب لن يكون كبيرا
لذا ليس هناك داع للقلق"، كان في عينا مهيب
وميض غريب ونظرة حزن بادية
فجأة قال مهيب لسيليا "مدي يديك ابنة أخي"
مدت سيليا يديها، وضع مهيب قلادة في كفيها
قائلا "ارتدي هذه القلادة دائما، لكن انزعيها أمام
والدك فقط، لا تتركيه يكتشف أي شيء بشأنها"
قالت سيليا متعجبة "لماذا يا عمي ؟"
قال مهيب "هي قلادة والدتك، ارتديها دائما
ستحميك"
كانت القلادة ذهبية وفي آخرها ياقوتة حمراء
لامعة
ارتدتها سيليا على الفور، ومضت تلك القلادة
وأضفت على سيليا جمالا أخاذا وضوء طبيعيا
ساحرا
فجأة، ارتعدت العربة وتوقفت الأحصنة
قالت سيليا خائفة "ماذا حدث؟"
عربة أخرى قطعت طريق عربة مهيب، نزل من
مهيب
تلك العربة الحاكم بهتان، صاح بهتان "
أخرج إلى هنا"
نزل مهيب من العربة وتوجه صوب بهتان، بمجرد
ما وقف أمامه صفعه بهتان قائلا "أيها الأخرق،
لماذا تذهب إلى البلاط الملكي والملك لم يستدعيك؟ لم تدع لي أي فرصة في أن أنظر في
الأمر وأحاول إنقاذك، لقد استعجلتني بتصرفك
هذا، أيها الأخرق عديم التفكير"
بقي مهيب ينظر لأسفل فقط دون قول كلمة
استمرت عصبية بهتان وهو يذهب ويجيء في
المكان "ماذا علي أن أفعل الآن؟ بسببك قد
وضعت في مشكلة بدوري"
فجأة توقف وصرخ قائلا "سيليا تعالي إلى هنا"
في هذا الوقت سيليا أخفت القلادة ونزلت قائلة
"ما الأمر يا أبي"
قال بهتان بتعابير جدية "إذا ذهبت للقصر الملكي
إياك وإياك أن تستعرضي سحر جليديك، لا تلفتي
الأنظار إليك أبدا، مهما يفعل الملك أو أحد
حاشيته لا تظهري سحرك أبدا"
في قلب بهتان لم يرد ترك سيليا تذهب مع مهيب،
لكن سيليا كانت فتاة عنيدة ستذهب مع عمها
حتى ولو ضد رغبة والدها، فبعد كل شيء هي
تحب عمها أكثر من والدها
والسبب بسيط، لأن والدها حاول مرارا وتكرارا
إقناعها بالزواج من أحمد تلميذ الجنرال جاسر، في
حين أن عمها عارض الفكرة ولطالما دعمها في
رأيها بل وحرضها على أن تتزوج الشخص الذي
تحبه هي والذي تختاره برضاها
قال مهيب "لا تقلق يا أخي، ما دمت معها لن
يحدث لها شيء"
صفعة أخرى على وجه مهيب
قال بهتان صارخا "قد يقطع ر..." ثم توقف ولم
يكمل، لأنه رأى سيليا واقفة
بعدها صمت بهتان للحظة، وأشار بيديه
4 رجال ملثمين يرتدون لباسا أسود كالنينجا،
حضرا من اللامكان وركعا أمام بهتان
أشار بهتان لأحدهم بالوقوف، ثم همس له في
أذنه، بعدها أومأ الرجل الملثم برأسه، ثم اختفى
هو والرجال الثلاثة الآخرين
التفت بهتان لمهيب قائلا "اذهب الآن للبلاط
الملكي، وقبل أن تمثل بين يدي الملك تأكد من
إطلاع الجنرال جاسر شخصيا على الظروف،
سيساعدك"
أومأ مهيب برأسه
عاد بهتان إلى عربته وأطبق راجعا
كذلك عاد مهيب وسيليا إلى عربتهما وأكملا
سيرهما إلى القصر الملكي
بعد 3 أيام، وصلا المدينة الذهبية
كانت المدينة الذهبية تعج بالحراسة المشددة من
جنود أقوياء جدا، وكان أي مبنى فيها يحمل فوقه
لوحة كتب فيها "جلالة الملك المعظم بادر"
الأزقة كانت معبدة ونظيفة للغاية، وساكنيها كانوا
من أرقى فئات المجتمع، الأغنياء و ذوو الأنساب
العريقة فقط
كان الجنود هم الراجلون الوحيدون، البقية كانوا
بعرباتهم وبأحصنتهم وبتنانين صغيرة يركبونها
في وسط المدينة هناك قصر عظيم شامخ، طلي
كله بالذهب، حتى أن الشمس لما تنعكس عليه، لا
يمكن أبدا للأشخاص العاديين النظر إليه، إلا من
أتقنوا التحكم في طاقاتهم
أحيط بالقصر 5 قلاع عظيمة كل قلعة صنعت
تماما من أحجار كريمة
قلعة سوداء مصنوعة بالكامل من السبج، وأخرى
حمراء مصنوعة من الياقوت، وثالثة زرقاء صنعت
من أحجار الزفير الكريمة، ورابعة صفراء صنعت
من الزبرجد، والأخيرة خضراء مصنوعة من الزمرد
كانت كل قلعة لأحد كتائب الجيش، وكل واحدة
منها منيعة للغاية
تربط بين القلاع جسور مصنوعة من الكوارتز، في
حين أن القصر الذهبي الملكي وسطها، لا يربطه
جسر بأي من القلاع الخمس
كانت أرضية القصر الملكية كلها من اللؤلؤ،
وجدرانه من الذهب
بصريح العبارة، كانت المدينة الذهبية مدينة البذخ
والإسراف
هذه المناظر أذهلت سيليا لدرجة أنها كادت أن
تفقد صوابها، بقيت فقط مذهولة تماما
توقفت عربة مهيب عند باب القصر الملكي، حيث
أوقفها أحد الحراس قائلا "من أنت؟ وماذا تريد؟"
نزل مهيب من العربة وتقدم نحو الحارس قائلا
"أنا زعيم القلعة البيضاء من الإقطاعية الزرقاء"
ظهرت تعابير الازدراء على وجه الحارس قائلا
"أوه أنت ذلك الشخص الذي تسبب في خسارتنا
لبلدة الأقحوان، كان الملك سيطلبك، لكن يبدو
أنك تستعجل على نهايتك"
ثم أفسح الطريق له للدخول
بعدها نزلت سيليا من العربة، كانت سيليا ذات
جمال أخاذ يذهب العقول، حتى أن الحارس لما
رآها لم يتمالك نفسه قائلا "مرحبا بالجميلة، من
أي جنة سقطت؟"
من
تعابير الغضب بدت على وجه سيليا قائلة "
جنة ألمك" وفورا قامت بصفعه مرتين على خديه
قائلة "هذا جزاء تطاولك على عمي"
أراد الحارس أن يرد على تلك المتعجرفة، لكن
شعر بضغط رهيب ينبع من جانبه
كانت نظرة مهيب له كافية لإرهابه، وتحذيره بأن
أي تصرف صادر منه سيعني موته
امرأة ترتدي فستانا اخضرا مشقوق الجانبين،
وتمشي بهدوء وتمايل، توقفت جنب مهيب
ووضعت يدها على كتفه، قائلة بتلك الشفاه
الحمراء بحمرة الدم "أخفض هالتك، القتال ممنوع
في المدينة الذهبية"
صدم مهيب بشدة فتقدم خطوتين، هو لم يشعر
إطلاقا باقتراب شخص ما منه
عندما نظر لها، انحنى فورا قائلا "آسف سيدتي،
الجنرال بهار"
نظرت بهار بعينيها الخضراوين إلى سيليا،
ثم أبعدت شعرها الأحمر عن وجهها وقالت "أهلا بك
أيتها الصغيرة الجميلة، اعذري تصرف ذلك
الحارس الأخرق، سيلقى عقابه حالا"
بدون أدنى تردد، أخرجت بهار فانوسا تنبعث منه
هالة خضراء وقالت للحارس "ستنضم إلى
مجموعتي"
صرخ الحارس "أرجو العفو سيدتي، أرجوك اعفي
"
عني
انبعث دخان أخضر كثيف وأحاط بالحارس كليا،
بعد ثواني رجع ذلك الدخان إلى الفانوس،
وسقطت جثة الحارس دون حراك
قامت بهار بلعق شفتاها وقالت "فرد جديد انضم
لكم أتمنى أن تعتنوا به جيدا"
بالنظر لهذا الموقف قال مهيب مرتعبا "فانوس
النهاية�، كما هو متوقع من الجنرال بهار، الأدوات
السحرية التي تملكينها هي الأندر على الإطلاق"
أطلقت بهار هالتها المرعبة صوب مهيب "ماذا
قلت؟ الأندر؟ أيها الجاهل أتريد الموت؟ أدواتي
ليست نادرة ولكنها نسخة حصرية لي فقط لن
تجد منها نسخ أخرى في كل العوالم"
ثم قالت "لولا أنك ترافق هذه الفتاة الجميلة
لسحبت روحك أنت أيضا داخل فانوس النهاية،
أنت لا تعرف عذاب الروح التي تدخل الفانوس"
فورا سجد مهيب قائلا "أعذري زلة لساني، أنا
مهيب لن أتجرأ أبدا على أن أرفع رأسي حتى
تأذني لي"
صوت بدا "أنت تبالغين في تقدير نفسك، ماذا إذا
كنت جنرالا، هذا لا يعني استصغار الناس وقتلهم
لأسباب لا تستدعي ذلك"
كان ذلك صوت سيليا
نظرت بهار إلى سيليا بنظرة غاضبة ومدت يدها
نحوها، قامت بلمس وجهها ومن ثم خصلات
شعرها وقالت "لولا أنك تروقين لي، لما كنت على
قيد الحياة بعد قولك لتلك الكلمات"
قالت سيليا بلا مبالاة "أنت لا تخيفينني على
الإطلاق"
ركض مهيب فورا وقام بجعل سيليا تركع قسرا
قائلا "أرجو من الجنرال بهار أن تغفر قصر عقل
هذه الفتاة، هي ما زالت صغيرة ولا تعي شيئا"
عيون سيليا ضاقت وهي تنظر لإذلال عمها الذي
لطالما كان الأقوى في نظرها
ابتسمت بهار وقالت "لا بأس لا بأس، هذه الفتاة
أصبحت تروقني أكثر، اتركها في رعايتي من
اليوم فصاعدا، وسوف أعلمها بعض الأدب، أنا
الجنرال بهار لم يسبق لي أن قتلت فتاة أو امرأة
من قبل، لكن بالنظر إليك ستكونين أول من أقتلها،
لكن لا تقلقي لن أقتلك بسهولة قبل أن ألعب معك
لبعض الوقت"
قال مهيب "أرجو العفو سيدتي، أرجو العفو"
ضاقت أعين بهار ونشرت ضغط هالتها وقالت
"نفذ الأمر حتى تحافظ على حياتك، أو سأقتلكما
معا"

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن