فصل 57 :الدب الأبيض العظيم

1K 78 5
                                    

الرياح العاتية واجه وقتا عصيبا في مواجهة
"توأما الحرب" لنذير الشؤم
انهال نذير الشؤم ضربا بسيفيه على الدرع قائلا
"إلى متى تستطيع الصمود؟"
التفت نذير الشؤم في الهواء ووجه ضربة قوية
للدرع، لكن من وسط الدرع استطال عمود
حديدي حاد واخترق بطن نذير الشؤم، لقد كان
هجوما مباغتا من الرياح العاتية
انتظر الرياح العاتية الفرصة المناسبة ليخرج
العمود من الدرع، طبعا كانت له فرصة واحدة،
فهذه الخدعة لن تعمل مرتين
أمسك نذير الشؤم بجرحه الدامي، وهو ساقط
للخلف، رمى أحد السيفين اتجاه الرياح العاتية،
ليخترق السيف كتفه الأيمن، ثم سقط نذير الشؤم
أرضا
أمسك الرياح الدامية بجرح كتفه، وفعل سحر
الرياح، قام بجعل نذير الشؤم يحلق عاليا، ثم
بسحر الرياح سحب السيف الثاني الذي في يد
نذير الشؤم، وجعله يقطع بلا هوادة صاحبه،
ليسقط دون حراك
في هذه المعركة فاز الرياح العاتية، لكن كانت
إصابته بليغة، فالسيف خلف شرخا عميقا في
كتفه، والدم سال منه كالوديان، ما جعله يفقد
وعيه ويسقط مغشيا عليه
على الجهة الأخرى، حركات الدب الأبيض كانت
صعبة، ناهيك على تحكمه بالنسختين المائيتين،
أصيب منير بجروح وكدمات عديدة، لكن سرعة
شفائه كانت مذهلة بسبب بنيته الخالدة
ملكة الدماء في داخله قالت له "سحر قراءة العقل
له 3 فروع: التحكم، إعادة الكتابة، الحذف، من
الواضح أن هذا الفتى يستخدم الآن سحر التحكم،
الفرع الأول من سحر قراءة العقل"
كما هو معروف سحر التحكم في إتقانه الكامل
يمكنه التحكم في ذكريات وأفكار الخصم، لكن من
الواضح أن الدب الأبيض لم يتقن الفرع الأول بعد،
كل ما استطاع فعله هو التحكم في النسختين،
كون النسختين مرتبطتين بأفكار منير، استطاع
التحكم بالأفكار التي تتكون عند النسختين،
وبالتالي أصبحتا تحت أمره، ملغيا بذلك كل
الأفكار الواردة من منير للنسختين
استخدم منير سحر الضوء، وضاعف سرعته،
استطاع أخيرا مواكبتهم، فقام أول بتحطيم
النسختين وذلك من خلال، إرسال أفكار عشوائية
كثيرة للنسختين، ما جعل الدب الأبيض يركز أكثر
على التحكم بكل تلك الأفكار، ما ترك دفاعه
مفتوحا للحظة، استغلها منير وقام بضرب نقطة
حيوية في جبهته
في سبيل إكمال تقنية "ختم الروح" التي علمها
إياه الشيخ الشبحي، كان لزام على منير تعلم
تقنية "تنفس الطاقة" والتي تتيح له رؤية النقاط
الحيوية بوضوح
هذا سر منير، في كونه يتجنب النقاط الحيوية
ويستغلها لو أراد، دون أن يتدرب حتى على فن
قتالي مخصص للنقاط الحيوية
طبعا منير لم يكن مختصا في ضرب النقاط
الحيوية، لذا تأثيره على النقطة مؤقت، ولكن ذلك
القدر كان كافيا، حتى تنقطع أفكار الدب الأبيض
عن النسختين، وتحل محلها أفكار منير، وبالتالي
تمكن من إلغاء النسختين وتحطيمهما
لكن بقي الدب الأبيض مستميتا في القتال ففنون
القتالية الغريبة كانت أشبه بطائر محلق، حيث أنه
يلمس خصمه بطريقة طفيفة لكنها قوية ومؤثرة،
حيث أن الطائر المحلق لا يلمس الأرض إلا قليلا،
وعندما يحلق فوقها مباشرة يصبح موازيا لها
ويتماشى معها في تناغم تام، مع الأرض والرياح،
وهذا بالضبط ما يمكن وصف فن قتال الدب
الأبيض الآن
فكر منير قليلا "إذا كان يتماشى بتناغم مع
الأرض والرياح، ماذا إذا أحدثت بعض الاضطراب
فيهما؟"
دافع منير قليلا ثم باستخدام بنيته البيضاء تراجع
للخلف تاركا مسافة بينهما
باستخدام "مخلب التنين" صنع تصدعات في
الأرض، ومن ثم رفع بعد الصخور ونشرها هنا
وهناك، أصبح منير يتنقل بين الصخور، كحيوان
مفترس يتربص بفريسته، ما ترك صابر (الدب
الأبيض) في حيرة
منير لم يهجم، بل بقي يشتت الدب الأبيض
بحركاته وتنقلاته، ثم فجأة، هجم منير بالصخور
عليه ثم يتنقل لصخرة أخرى
هذا الأمر قيد تحركات صابر، كان صابر يركض
اتجاه منير، لكن منير لم يكن يصد أو يواجهه، كان
يختفي نحو صخرة في اتجاه آخر
في المواجهة الأخرى
دنيا كانت تستخدم سحر الماء، استدعت مئات
السيوف المائية، وهجمت على المعاقب شخصيا
كانت تتداول الهجوم بينها وبين السيوف المائية
هذا الهجوم المكثف، استطاع جرح المعاقب، رغم
ذلك كان هادئا جدا بشكل غير عادي
استمرت دنيا في هذه الإستراتيجية، التي لا تريح
الخصم ولا تتركه يتنبأ بالضبط بمسارات الهجوم
بعد فترة، تغيرت هالة
المعاقب
هدر المعاقب بصوت فخم "أخيرا، لقد حان
الوقت"
احمرت عيناه، ودخل في هيئة التنين، لكنه هذه
المرة، استخرج سيف عملاقا من فمه، ذلك السيف
جعل الملك بادر يقف من كرسيه قائلا لمستشاره
"أليس ذلك سيف ملك التنانين؟ ماذا يفعل عند
شقي مثله؟"
قال المستشار يعقوب بهدوء "هذه نسخة من
السيف وليست النسخة الأصلية، ولكنها تملك قوة
كبيرة باستطاعتها الإطاحة بزعيم روحي لو كان
غافلا"
حتى تعابير منير وصابر تغيرت، لقد كان الضغط
رهيبا جدا حتى أن الحكم خرج من الحلبة وحلق
أعلاها مراقبا
أفكار تسارعت في عقل منير، لم يكن يتوقع
مطلقا أن المعاقب قد يملك سلاحا قويا كهذا
دنيا التي هي خصمه، غرقت بالعرق البارد
تلويحة واحدة من "سيف ملك التنانين" جعلت
دنيا ومنير والدب الأبيض يحلقون إلى حدود
الحلبة متكهربين
هدر المعاقب بشراسة "سأنهيكم بضربة واحدة
وأفوز بالمسابقة"
رفع سيفه للتلويحة الثانية
فجأة يد اخترقت بطنه من وراء، لقد كان الدب
الأبيض في هيئة غريبة
قال الدب الأبيض بصوت عميق "لا تفسد متعتي
وإلا قتلتك"
سقط المعاقب فاقدا لوعيه، ووقف الدب الأبيض
بجانبه
كان وكأن صابر يخضع لتحول ما
اكتسى جسمه فرو أبيض وتضخم، وتمدد وجهه
للأمام، وأصبحت ذراعاه ورجلاه عريضة،
باختصار أصبح دبا أبيضا
لقد كانت هذه الهيئة الثالثة لصابر وهي أقوى
هيئة
فهذا الدب الأبيض ليس مجرد دب عادي، بل كان
سحر التحول للدب الأبيض العظيم
الدب الأبيض العظيم كان في قمة السلسلة
الغذائية في عالم الفانيين، طبعا لم يكن الوحيد
المتربع على القمة، لكن كان من أشرس الوحوش،
وكان يقطن الأراضي الباردة من القارة المتوحشة
من حسن الحظ أن المملكة الذهبية التي هي جزء
من القارة المتوحشة، ليس لديها حدود مع
الأراضي الباردة، عكس إمبراطورية الوحوش التي
ربع حدودها مع الأراضي الباردة
من قديم الزمان، لم يعرف أن بشرا ذهب للأراضي
الباردة وعاد حيا، كان مكانا موحشا، مصدر الغذاء
الوحيد فيه هو الصيد، كما أن أغلب وحوشه قوية
وسريعة، وهناك أصناف منها غير مكتشفة بعد
تروي الأساطير أن الأراضي الباردة هي نهاية
العالم الفاني، وتروي أخرى أن الأراضي الباردة
يتداخل فيها الزمن، فهناك بوابة لعالم رئيسي آخر
وهو العالم المائي، لكن لم يسبق لأحد الوصول
لهذا العالم حسب الأساطير
ما هو مؤكد أن من الوحوش التي تتربع على قمة
السلسلة الغذائية هناك هم: الدب الأبيض العظيم،
ساحرة الأرواح، منجل الموت الغامض، صياد
الظلال، أصناف الوحوش الأربع هؤلاء، أسياد
وحوش عالم الفانيين
الدهشة ملأت قلوب كل الحاضرين، رؤيتهم لسحر
تحول للدب الأبيض العظيم، كان شيئا أسطوريا
بحق، رغم ذلك، الكل تساءلوا، من أين أحضر هذا
الفتى جوهر روح الدب الأبيض العظيم، حتى
يتمكن من التحول إليه
كان الدب عظيما للغاية، وكان فوق رأسه قرنين
بينهما صاعقة برق تضرب باستمرار، وكان فروه
حادا كالسيف، وأظافره صفراء تلمع كالذهب،
وكأنه تستطيع قطع كل شيء
كان الدب الأبيض العظيم من فرط ضخامته
يستطيع سحق منير تحت كفه دون أي أثر
الملك بادر فتح عينيه على مصراعيها "الدب
الأبيض العظيم، إنه المرشح المثالي للأرض
السفلية"
تجمدت دنيا من الرعب، كان الكائن الذي أمامه
بضخامة الجبل وقوة لا تصدق
ركض منير للوراء جهة دنيا، وقام بصفعها حتى
تستفيق من صدمتها وقال "الآن ليس وقت
الذهول، علينا أنا نتعاون ضده"
أومأت دنيا بالموافقة
قال منير "سنهاجم بالدور، سأشغله، بينما
تستغلين الفرصة وتضربين أحد نقاطه الحيوية
وننهي الأمر"
قالت دنيا "الأمر ليس بهذه السهولة، الدب الأبيض
العظيم، نقاطه الحيوية غائرة في جسمه يجب أن
آخذ 3 ثواني على الأقل حتى أصل إليها، فيجب
علي أن أضرب ذات النقطة 3 مرات"
قال منير "لك ذلك، سأمنح لك 3 ثواني ذهبية
فاستغليها"
استخدم منير سحر الدماء، فسرع تدفق دمه
ليزيد من سرعة وقوة البنية البيضاء، في حين أنه
استخدم سحر الجليد فأرسل شوكتين عملاقتين
نحو جسد الدب الأبيض العظيم
تحطمتا الشوكتين مباشرة رغم ضخامتهما، جلده
كان قاسيا جدا
افترق منير ودنيا، تقدم منير اتجاه الدب الأبيض
العظيم، في حين أن دنيا ركضت حوله في دوائر
صرخ صابر فانهالت صواعق من بين قرنيه نحو
منير ودنيا، تجنباها بصعوبة
استخدم منير سحر الضوء، فاختفى وظهر أمام
عينيه، كون سيفين كبيرين بسحر الجليد
وأدخلهما في العينين وصرخ "الآن، فلتقومي
بهذا"
قفزت دنيا وراء الدب الأبيض العظيم، وتسلقته
ٍ وصولا لرأسه، اختارت نقطتها وهمت بضربها
ما لم يتوقعه منير، أن تكون عينيه قاسيتين
بدورهما، بحيث أن السيفين لم يؤثرا فيهما
صرخ الدب الأبيض العظيم، فصعق دنيا بصاعقته،
لتسقط فاقدة للوعي، في حين أنه أمسك منير
بإحكام، وضغط عليه، لدرجة أن عروقه وعضلاته
تحطمت، ثم ألقاه بقوة على الأرض
بعدها قفز في الهواء فوق منير 3 مرات
طاقة منير استهلكت بالكامل، فبقي في الأرض
دون حراك
فاز الدب الأبيض صابر بهذه المسابقة أخيرا
عاد صابر إلى هيئته، امسك منير وقال "من الذي
يتمنى الآن أن لم يواجه الآخر؟ ها�"
أعلن الحكم فوز صابر الدب الأبيض من قبيلة
المتوحشين بالمسابقة

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن