الفصل 53 :مواجهة من طرف واحد

1.1K 83 7
                                    

مرت أيام المسابقة سريعا، حتى بقي من
المشاركين 50 مشترك
يوم قبل آخر يوم من انتهاء المسابقة
فتى ببياض الثلج دون أي عضلات بارزة اعتلى
الحلبة، كان يتصرف بغرابة وكأنه أقرب للنساء
منه للرجال
نادى الحكم "الدب الأبيض ضد التنين الصغير"
مشى مؤنس وصعد الحلبة وتوقف أمام الدب
الأبيض على بعد مسافة
قال الدب الأبيض بنبرة نسائية "هل أناديك
مؤنس أم فوزي، وهل أنادي معلمك هارون أم
قاسم؟ لماذا أنتما تحملان اسمان على غير العادة؟
ألا يكفيكما اسم واحد؟"
مؤنس لم يرد إطلاقا بقيت نظراته ثابتة على
الدب الأبيض فقط
في الخارج كان منير يشاهد المعركة سأل زعيمة
قبيلة السحاب بجانبه "من هذا الفتى؟"
قالت فاتن "الدب الأبيض يدعى صابر، وهو من
قبيلة المتوحشين، على الرغم من مظهره لكنه
قوي للغاية فطريقة قتاله أغرب طريقة رأيتها في
حياتي"
قال منير في نفسه "هذا الفتى النسوي لا يبدو قويا للغاية، يبدو كأن نفخة ريح سترميه بعيدا"
قالت ملكة الدماء في داخله "منذ متى وأنت
تستهين بخصومك؟ هذه ليست عادتك" لم يرد
منير واكتفى بالصمت
أشار الحكم لبداية النزال
اندفع مؤنس فورا اتجاه صابر، لكمة عن يمين، عن
يسار، لكمات متتابعة مباشرة، ركلة، دوران في
الهواء وركلة، ضربة للأرجل... لم يستطع لمس
الدب الأبيض مطلقا
كان الدب الأبيض يقول "يا لها من تمارين
صباحية مثيرة"
أخرج مؤنس سيفا وانهال على الدب الأبيض، مع
ذلك دون جدوى، حركات صابر كانت متمايلة كأنه
سمكة زلقة لا يمكن الإمساك بها
مؤنس كان في المستوى السمائي بعد كل شيء
لكن خصمه الذي أمامه كان في المستوى
السحابي، لذلك سيكون الأمر صعبا نوعا ما
قدم مؤنس رجله للأمام ورفع يداه، واستدعى
سحر النار، تكونت كرتا نار أمام كتفي مؤنس،
وانطلق منهما مطر كرات أصغر منفجرة
هذه المرة وقف صابر في مكانه، اصطدمت به كل
الكرات حتى أصبح المكان دخانا، ولكن عندما
انقشع الدخان ظهر صابر بتلألأ أبيض غريب
للحظة، بعدها اختفى ذلك التلألأ
فعل مؤنس سحر النار مرة أخرى وهذه المرة كون
رأس أسد من النار واندفع ذلك الرأس لصابر، مدة هذا الأخير يده أمامه، لحظة اصطدم بها الرأس
الناري تشتت على الفور
اندفع صابر بسرعة وضرب بيده المفتوحة صدر
مؤنس فأرسله محلقا بعيدا
أمسك مؤنس الساقط أرضا صدره ونظر لصابر
قال الدب الأبيض "ابذل جهدا أكبر في تسليتي،
في كل لحظة أشعر فيها بالملل أوجه لك ضربة،
حاول أن لا تجعلني أشعر بالملل منك سريعا"
علامات الغضب ارتسمت على مؤنس، تحول إلى
خيط ضوء مستعملا سرعة الضوء الذي لا تصدق،
ليوجه لكمة لصابر، المفاجئة أن صابر لف رأسه
وتجنب اللكمة، وقام بركله لبطنه ليرفعه عاليا
للسماء، لكن قبل أن يسقط مؤنس أرضا قام صابر
بالتقاطه ووضعه أرضا بكل أريحية، بعدها استقام
وقام بركلة مرة أخرى لبطنه وأرسله على طول
الأرض بعيدا
نهض مؤنس من الأرض وبصق الدماء
قال صابر وهو يلحس شفتاه "لون دمك جميل،
أريدك أن تنزف أكثر من أجلي"
وقف مؤنس غاضبا واستخدم الفرع الأول لسحر
الضوء، سحر البرق انهالت صواعق لا تحصى على
مكان الدب الأبيض
هذه المرة الدب الأبيض ركض على طول الحلبة
متفادية الصواعق، ثم توقف واندفع بطريقة
أفعوانية لمؤنس، حاول مؤنس كل جهده إصابة
صابر لكنه لم يفلح، كان صابر سريعا جدا، وصل
إلى أمام مؤنس مباشرة وقام بلكمة أسفل ذقنه،
تطايرت 3 أسنان من فم مؤنس، ثم استدار صابر في الهواء ووجه ركلة خلفية لبطن مؤنس، الذي
قذف الدماء مباشرة على كتفي صابر
ضحك صابر بهستيرية "جيد، جيد للغاية، ذوق
دمك جميل" كان يلحس الدم الموجود على كتفه
وصل مؤنس لحدود الحلبة فتكهرب وسقط أرضا
مغشيا عليه
في هذه اللحظة صرخ هارون "مؤنس، استخدم
كل قوتك ولا تدخر جهدا لهزيمته"
ارتفع مؤنس في الهواء بفعل صواعق صدرت من
جسده ورفعته عاليا، استقام على رجليه، كانت
عيناه بيضاوان تماما واختفى بؤبؤهما
صرخ هارون "مؤنس، استعد وعيك بسرعة، لا
تدع مشاعرك تسيطر عليك" وقال في نفس "تبا
الأمر ليس جيدا"
انفجرت طاقة عظيمة من مؤنس بلغت عنان
السماء، كان يبدو متألقا وهو يحلق في السماء
بفعل الصواعق أسفل رجليه
نظر صابر لمؤنس وقال "جيد، أمتعني أكثـ...."
لم يكمل كلامه، حتى انهالت عليه صاعقة عظيمة
بكبر الحلبة بأكملها، ليخر أرضا والدخان يتصاعد
من جسده
صاعقة ثانية، ثالثة، رابعة... 12 صاعقة كلها
انهالت على الحلبة، جعلت جسد صابر متفحما
بعدها شمس عظيمة جدا انهالت على الحلبة
وخارجها، لكن قبل أن تسقط، تحرك الحكم مستخدما خطوات سريعة، وظهر وراء مؤنس
وضربه بجانب يده على قفاه ففقد الوعي،
لتتلاشى تلك الشمس العظيمة
هذا المنظر أرعب الموجودين، حتى منير قال في
نفسه "يا لها من قوة مخيفة، إذا هذه هي قوة
شخص في المستوى السمائي أحد المستويات
الخفية"
نزل الحكم من السماء ممسكا بمؤنس من ذراعه
وقال "المتسابق التنين الصغير مستبعد من القتال
لقتله خصمه"
صوت متقطع بدا "من... من الذي... مات؟" لقد كان
الدب الأبيض
نهض الدب الأبيض عد أن كان متفحما ومنبسطا
أرضا، وهذا فاجأ الجميع
وقع الحكم في حرج، لكنه قرر أخيرا وقال "الدب
الأبيض فاز بالقتال"
هنا، اعتلى هارون الحلبة واعترض قائلا "هذا
ليس عادلا، أنت من قمت بإفقاده الوعي، لو تركت
آخر هجوم يصل إليه لكان انتهى القتال"
قال الحكم "لو تركت تلك الشمس تسقط لكانت
استهدفت من بالخارج أيضا، هناك عدة أسباب
لأجعله يخسر خارج كونه فقد الوعي، ومنها
استهداف غير الخصم في الحلبة، ومنها اعتراض
المعلم على قرار الحكم"
هنا تدخل الدب الأبيض قائلا "ما رأيكم في هذا،
سأنتظر إلى أن يستفيق ويقرر إذا ما كان ينوي
الاستمرار في قتالي أو يستسلم، أظن أن هذا حل وسطي"
نظر الحكم وهارون إلى بعضهما، وافق الحكم
وقام بوضع مؤنس على الجانب في الحلبة، بينما
جلس صابر منتظرا استيقاظ مؤنس
مرت 30 دقيقة، بعدها استيقظ مؤنس
فور استيقاظه قال له صابر "يوه، أيها التنين
الصغير، لقد انتظرت استيقاظك لأسألك، هل تكمل
قتالي أم تستسلم؟"
كان مؤنس مصابا بكدمات كبيرة وجسده كله
يؤلمه، خصوصا صدره وبطنه، رغم ذلك وقف
على رجليه وقال "سأستمر"
توسطهما الحكم مرة أخرى وأعلن بداية النزال من
جديد
قال صابر "حسنا، لكونك مصابا، سأسمح لك
بالهجوم، وسأكتفي بالصد فقط"
قال مؤنس "فلتقاتلني بعدل ولا تشفق علي"
ابتسم صابر وقال "أنت طلبت هذا"
اندفع صوب مؤنس، وانهال عليه باللكمات
والركلات، قام بتثبته أرضا وضرب وجهه عدة
مرات، حتى أن ملامحه لم تعد بادية
كان من الواضح أن مؤنس لا يستطيع متابعة
القتال، فقد كان مصابا بشدة، رغم ذلك القرار كان
قراره
استمر صابر في ضرب مؤنس لبعض الوقت، قبل أن ينهض عنه ويسير مبتعدا
لكنه توقف قبل الخروج من الباب بخطوتين، وعاد
مسرعا لمؤنس
أمسك ذراعه وقام بكسرها، وفعل نفس الشيء مع
الذراع الأخرى والرجلين
على الرغم من وحشية هذا الأمر، لم يكن كسر
الخصم ممنوعا، أغلق منير عينيه من هول المنظر
وصرخات مؤنس المريرة
هارون شعر بالغضب، واندفع صوب صابر، فهذا
الأخير قد دمر تلميذه تماما دون أي رحمة
اللكمة التي وجهها هارون للدب الأبيض، لم تلمسه،
بدل من ذلك تفاداها صابر، وأخرج سكينا من بين
أصبعيه وأدخله بطن هارون قائلا "المرة القادمة،
فكر جيدا قبل مهاجمتي، وإلا قتلتك ولو كنت
زعيما روحيا، طالما لا يمكنك لمسي فأنا الفائز"
ذهل هارون للحظة، لكن الغضب كان يعتريه،
أمسك جرحه، وغطى لكمته بسحر الشمس،
ووجهها مرة أخرى إلى صابر
تفاداها أيضا، ولكن هذه المرة، تسلق ظهر هارون
ورفع يده التي بها الخنجر واستهدف قفاه، هذه
المرة كان ينوي بوضوح قتله
لكن من لا مكان، ركلة ضربت بطن صابر، ويد
أمسكت رقبته ورفعته عاليا في السماء
لقد كان منير، غاضبا بشدة
قال منير "يكفيك عبثا، لقد انتصرت في المعركة،
فلا داعي لاستعراض مواهبك عديمة النفع أمامي،
وإلا سأجعلك تتمنى أنك لم تواجهني"
لوح صابر بسكينه قاصدا يد منير التي تمسكه،
لكن منير سحبها بسرعة ووجه لكمة لصدر صابر
بذات اليد
بعدما عدل صابر لباسه، نظر لمنير وابتسم "حسنا،
سنلتقي في الحلبة ونقرر من منا سيندم على
مواجهة الثاني، ثم استدار مغادرا"
هنا صرخ منير "أيها الحكم، هل أنت سكران؟ لماذا
لم تتدخل؟"
في الواقع، الحكم كان مشغولا بمؤنس معطيا إياه
الإسعافات الأولية وموقفا نزيفه، فقد كان إنقاذ
حياته أولى أولياته لذلك لم يستطع التدخل قبل
ضمان حياة الفتى

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن