الفصل 38 :غضب بهار

1K 84 1
                                    

استمرت بهار في ضرب سيليا لـ 3 أيام كاملة،
و10 مرات في اليوم الواحد
في كل ليلة كانت تأتيها فتاة صغيرة في الثامنة
أو التاسعة من عمرها كانت ترتدي قناعا، وتعطيها
الأرز بيديها، داومت على هذا الفعل لـ 3 ليالي
متواصلة
في أحد الليالي تبادلتا أطراف الحديث
قالت سيليا "من أنت ولماذا تساعديني؟"
ردت تلك الفتاة "يدعونني "رينا" أنا لا أعرف من
أنا فلا أملك ذكريات لطفولتي، لكن قالت لي العمة
بهار أني "قبيحة" ما معنى هذا يا أختي؟"
طأطأت سيليا رأسها قائلة "لا تشغلي بالك بهذا"
ثم ابتسمت في وجهها، فشعرت رينا بسعادة بالغة
ثم أكملت سيليا "لكن لم تجيبيني، لماذا
تساعديني؟"
ترددت رينا في الإجابة لكنها قالت في الأخير
"لأني لا أحتمل رؤية الآخرين يتعذبون، لو كان
في استطاعتي لساعدتك للهروب من هنا، لكن
سيقتلونني لو فعلت، آسفة"
ثم أضافت رينا "قد تبدو العمة بهار قاسية، لكنها
طيبة في داخلها، دائما ما تعطيني الحلوى
والفطائر اللذيذة، رغم أنها تركلني دائما أيضا كلما
كانت في مزاج سيء، لكنني أحبها حقا"
هذه الكلمات جعلت قلب سيليا يعتصر ألما قائلة
في نفسها "يا لها من فتاة بريئة، من سوء حظها
أنها وقعت بين يدي وحش بشع يختبئ وراء ستار
الجمال"
قالت سيليا "ماذا تعرفين عن عمتك بهار؟"
قالت رينا "على حسب قول الحارسات كانت العمة
بهار طيبة للغاية ومتسامحة أيضا، لكنها فقدت
جروتها المحببة يوم قتلها أخيها الملك "بادر"
عندما كان يتدرب على الرماية، لولا وجود والدها الملك "فاضل" هناك لقتلت أخوها من شدة
الغضب، بعدها وقعت في حزن عميق، حتى أنها
لزمت غرفتها طوال شهرين كاملين دون أكل أو
شرب، وعندما خرجت تغيرت تصرفاتها وكأنها
شخص آخر تماما، أصبحت تكن كرها عميقا
للرجال عامة، ويتردد أنها تكره أخيها الملك "بادر"
أكثر شيء، ولسبب لا أعرفه تقسو على النساء
أيضا لكنها في الأخير لم يسبق وأن قتلت امرأة،
أليست العمة بهار مسكينة؟"
ثم بدأت رينا تبكي متأثرة بالقصة في حين أن
سيليا ملأت غضبا وحيرة، كادت أن تقتل أخيها
لأجل حيوان تافه؟ أليست تبالغ في ردة فعلها؟
لابد أنها مغرورة منذ الصغر
لكن بما أنها كانت تحب جروتها، لماذا كانت تدعو
سيليا بالجروة ثم عاملتها كالكلبة، أليس هذا
تناقضا كبيرا؟�
بعدها غادرت رينا، وتأكدت من مسح أي بقايا أو
أي شيء يدل على أنها كانت هنا
بزغ فجر صباح اليوم التالي
فتحت الأبواب وصولا لباب زنزانة سيليا، وقفت
بهار بشموخ قائلة "استيقظي أيتها الجروة، حان
وقت جولة أخرى"
لأول مرة ابتسمت سيليا قائلة "أيتها المريضة
نفسيا، أنا لست جروتك التي قتلها أخاك الملك
بادر" ونظرت لها بنظرة احتقار
شعرت بهار بقشعريرة في جسدها، لقد تفاجأت
جدا من رد فعل سيليا "أنت؟... كيف عرفتي
هذا؟"
قالت سيليا "لا يهم كيف عرفت، المهم أنك مريضة
نفسيا"
أطلقت بهار هالة مرعبة فزع منها كل من في
القصر، حتى أن أخوها الملك تغير لونه وكذلك
الإخوة الآخرين قالوا جميعهم في وقت واحد
"بهار غاضبة؟ فقط ما الذي يحدث؟"
تواصل الملك صوتيا بسرعة مع أخيه الجنرال
جاسر قائلا "جاسر تحقق من أمر بهار"
بسرعة من المستحيل ملاحظتها، اختفى جاسر
وظهر خلف بهار، فورا أمسك كتفي بهار قائلا "ما
الأمر يا أختي؟ لماذا أنت غاضبة؟"
قالت بهار دون أن تلتفت لجاسر "انقلع الآن، لست
في مزاج جيد"، انفجار هالتها جعل جاسر يحلق
مخترقا جدار الطابق الأرضي، لكنه كان سريعا
وفعل بسرعة هالته خلف ظهره ليتجنب أي ضرر
لجسده
كانت المواجهة بين جنرالين روحيين ستدمر
القصر تماما، لذلك توجه بقية الإخوة أيضا لمكان
بهار بأمر من أخيهم الملك
جاء ساهر أولا، وكان فتى في العشرين من العمر
وسيم المظهر يرتدي الأسود، وكانت عيناه
كنجمين ساطعين، قال بصوت رقيق "أختاه،
هوني عليك"
نظرت بهار الغاضبة إليه قائلة "لا تتدخل يا ساهر"
رفعت يدها ووجهت هالتها نحوه، فعل ساهر
هالته محاولا الدفاع، لكن كسرت هالته على الفور
وتأرجح بعيدا وبصق الدم من فمه، فبعد كل شيء
لم يمضي فترة طويلة على دخوله مستوى جنرال
روحي، هو ليس ندا أبدا لبهار التي قضت سنين
عديدة تكبت انتقالها لمرحلة أعلى
عندما حلق ساهر، ظهر شخص من العدم وأمسك
به، كان هذا باهر الأخ الأكبر، كان باهر يبلغ 150
سنة ولكنه في قمة شبابه، لا يزال يعتبر طفلا
بالمقارنة مع عمره الذي تمدد إلى 10 آلاف سنة
كان باهر يرتدي حلة ممتزجة بالسواد والبياض،
كان ملثما، عينيه السوداوين كأنهما ثقبين
أسودين، قال باهر بصوت أشبه بالرعد "كفي عن
هذا التصرف الطفولي يا بهار، كدت أن تقتلين
أخاك بتهورك..."
لم يكمل كلامه حتى صرخت بهار "لماذا الجميع
يتدخل في شؤوني؟ فلتختفوا من أمامي حالا
وإلا دمرتكم جميعا ولو كنتم إخوتي"
بعدها انفجرت كامل القلعة الزرقاء وارتفعت بهار
عاليا في السماء، وأطلقت هالة أكثف من هالتها
السابقة، لقد كانت هذه هالة ملك روحي
اتسعت عيون الجميع، في هذه اللحظة اخترقت
بهار مستوى الجنرال الروحي إلى الملك الروحي،
لذا تفاجأ الجميع ما عدا باهر
قالت بهار وعينيها يطلقان شرارات كهربائية "لو
وقفتم أمامي ثانية سأبيدكم جميعا، والآن
فلترحلوا من هنا" ثم وجهت هالتها على نطاق
واسع
بسرعة قام باهر بتفعيل بعض الأختام السحرية،
وقام بحماية القصر وباقي القلاع، في حين أن
المدينة الذهبية بأكملها دمرت ومات جميع الموجودين فيها من أغنياء وذوي أنساب
وحيوانات وغيرهم، لم ينجو إلا من كان داخل
القصر الملكي
تغيرت تعابير بهار ونظرت بسطوع في باهر "أنت؟
هل يعقل أنك وصلت لمستوى ملك روحي؟"
ارتفع باهر في السماء وتوقف أمام بهار "لا تظني
أنك الموهوبة الوحيدة هنا، أجل فعلت"
ثم أطلق باهر هالته الملكية التي كانت مكافئة
لهالة بهار
بقية الإخوة بما فيهم الملك كانوا تحت وقعة
صدمة كبيرة، ملكين روحيين من بين الجنرالات؟،
كان هذا متوقعا من بهار، لكن باهر؟ متى فعل
ذلك؟
ضحكت بهار بجنون قائلة "ماذا الآن؟ ماذا
ستفعل؟"
قال باهر "سأوقف نوبة غضبك هذه"
نظرت بهار له وقالت "توقفني؟ أنت؟ مجرد ملك
روحي حقير يريد إيقافي؟ ما زال أمامك سنوات
عديدة لتوقفني، كل ما فعلته أنك زدت من
غضبي"
هذه الكلمات أصابت الجميع بالدهشة، بما فيهم
باهر
قال باهر "ما الأمر؟ هل أصبت بالجنون لتحاولي
أن تواجهيني؟"
صرخت بهار، وفجأة تلبدت الغيوم وارتعدت الأرض، وظهر من بهار عامود طاقة عظيم، ربط
الأرض بالسماء، بعد هنيهة ظهرت بهار من داخله
محلقة وقالت بصوت أقوى من الرعد "الآن هل ما
زلت تظن أنه بإمكانك إيقافي؟ أيها الأخ الأحمق"
تغيرت تعابير باهر قائلا "ماذا؟ أنت وصلتي
لمستوى إمبراطور روحي؟"
بدون أدنى كلمة، لوحت بهار بيدها، صاعقة ظهرت
من السماء وضربت باهر مباشرة
رقد باهر في الأرض مثخنا بالجراح والحروق،
هرع له جاسر وساهر ليساعداه
قال جاسر بصوت عال "بهار� أجننت؟ أنت
تهاجمين أخاك لولا أنه استعمل أداة سحرية
لامتصاص أغلب الهجوم لكان قتل"
قالت بهار بصوت يخترق السماء "امتصاص؟ لو
أني لم أخفض من قوتي لكنت دمرت المملكة
بأكملها، الآن فلتعرفوا أنكم لستم ندا لي ولو
اجتمعتم، لذلك دعوني أكمل ما بدأته"
صر الإخوة على أسنانهم، في حين اختبأ الملك
بادر كالفأر في أكثر غرفة محصنة في القصر خوفا
من أخته
بعد مدة هدأت بهار وخفضت من طاقتها لمستوى
جنرال روحي، ونزلت للأرض أين كانت سيليا
الصدمة اعتلت وجهها، سيليا لم تكن موجودة، لقد
تمكنت من الهرب
صرخت بهار صرخة مدوية "أيها الحمقى، لقد
خسرت جروتي مرة أخرى بسببكم، عليكم أن
تكفروا عن هذا بحياتكم"
بدون أدنى تردد أعادت نشر هالتها في مستوى
إمبراطور روحي، وبخطوات لا يستطيع رؤيتها
أحد، قامت بتحطيم رأس جاسر عبر الضغط
بيديها عليه، وقامت باختراق جسد ساهر وقطعته
لنصفين، في حين قامت بالدوس على رأس باهر
وأحالته حفرة محطمة
لقد كانت هذه قوة إمبراطور روحي في لحظة
غضبه
ثم حلقت للسماء ووقفت أمام القصر الملكي
والقلاع المتبقية قائلة "بما أنكم أثرتم غضبي
سأمحيكم من الوجود"
صرخت "الشجرة المقدسة" من تحت الأرض نبتت
شجرة عظيمة للغاية غطت كامل ربوع المدينة
الذهبية، حتى أن كان القصر الملكي كان أعلاها
ثم امتدت من تلك الشجرة جذور حطمت القصر
الملكي وصولا إلى الغرفة المحصنة
لم تستطع الجذور تحطيم الغرفة
اختفت بهار وظهرت جنب الغرفة وبلمسة قالت
"فن التدمير، الانقشاع" الغرفة تحولت لركام
وظهر أخوها الملك بادر منطويا في زاوية منها
وهو يبكي بشدة
قامت برفع أخيها من بعيد، وركزت بعض الضغط
عليه، حتى انفجر لأشلاء في المكان
بعدها هدأت بهار ووقفت وسط الركام والجثث،
تبكي
صوت صدر من داخلها "هل تشعرين بالراحة
الآن؟"

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن