الفصل 45 : المعركه الثانيه

935 37 4
                                    

صرخ ذلك الرجل الثلاثيني والدماء تسيل من فمه
قائلا "أنا سيد الأعاصير، من قبيلة الأرض البعيدة،
على مدى عمري لم أخسر قط، سأريك الآن القوة
الحقيقية لقبيلة الأرض البعيدة"
مؤنس كان صامتا ومهيبا مثل جبل شامخ، اكتفى
بالصمت ونظرة حادة
صرخ سيد الأعاصير "العاصفة السوداء"، فجأة
أظلم الجو في المكان بأكمله، وهبت رياح قوية
في كل مكان على الحلبة، جرح وجه مؤنس من
حيث لا يدري، استوعب بسرعة أن هذه كانت
إحدى التقنيات النهائية الخاصة بقبيلة الأرض
البعيدة "العاصفة السوداء"، وكانت عبارة عن شل
حواس الخصم مثل السمع بالرياح والبصر
بالظلام، ومهاجمته برياح حادة كالسيف بحيث لن
يدرك من أين سيأتيه الهجوم
صر مؤنس على أسنانه قائلا "لم أرد استعمال هذا الآن"، صرخ "الشمس العظيمة"، ظهر ضوء من
جسد مؤنس اتسع رويدا رويدا بشكل دائري
ليصير كشمس عملاقة، كل ذلك الظلام أضيء في
لحظة، وكانت الحرارة أيضا لا تصدق، فورا عندما
لمس الضوء جلد "سيد الأعاصير" أصابه بحروق
خطيرة ورماه بعيدا، وهكذا انتهت هذه
المباراة باستخدام مؤنس لسحر الضوء في فرعه
سحر الشمس
هذا جعل منير مدهوشا بشدة قائلا في نفسه
"مؤنس يتقن سحر الشمس؟ سيكون هذا صعبا
جدا وخاصة أني لم أتقنه بعد"
في زاوية أخرى من حلبة أخرى كان هناك شخص
ملقى أرضا وأطراف من جسمه مقتطعة وكأن
حيوانا هاجمه، لقد كان الخصم الذي واجه تلميذا
وحشيا من قبيلة الجلمود، كان التلميذ لا يستخدم
أي تقنيات، لقد فاز بجسده وحده وأسنانه التي
قطعت جسد خصمه إلى قطع، كان منظرا وحشيا
للغاية ومرعبا"
بعد برهة قتالين آخرين حازا على أنظار الجميع،
كان قتالا تلميذا قبيلة التنين الفتى والفتاة حيث
أنهما فازا على خصميهما في 5 ثواني وبحركة
واحدة، جاعلين خصميهما مقعدين طوال حياتهما
بعد فترة أخرى قتال آخر جعل الأنفاس تتوقف،
وهو قتال فتاة قبيلة الحلم، التي قاتلت ضد فتاة
أخرى من قبيلة "المستذئبون"، كانت فتاة قبيلة
الحلم تتراقص في الجو متفادية كل هجمات
خصمها، رغم لباسها الرث، إلا أن حركاتها أسرت
قلوب العديدين، ثم بضربة واحدة استهدفت
نقطة حيوية من جسم خصمها، قطعت بها تدفق طاقتها، لتصاب بشلل مؤقت، وبهذا فازت
بالمباراة، من الواضح أن فتاة قبيلة الحلم هذه
مختصة في فن من الفنون القتالية يستهدف
النقاط الحيوية بوضوح
الخصم التالي لمنير كان من قبيلة السحاب، كان
فتى عاديا لكن يرتدي دروعا حديدية ثقيلة وكأنه
فارس ذاهب للحرب، كما يحمل في يده رمحا
طويلا غلفت عصاه برباط أزرق
رمح
تقدم ذلك الفتى لمنير قائلا "أنا أدعى "
الموت" أتمنى أن نحضى بقتال ممتع يا "فتى
الصاعقة""
فور ما أشار الحكم بالبدأ، بسرعة خيالية ضرب
الرمح صدر منير، من حسن حظ منير أنه كان
يرتدي درع الجن، ما خفف من وطأة الرمح وحال
دون اختراقه لجسده، وبالتالي انكشاف منير أنه
خالد، وهذا شيء لا يريد منير كشفه لأحد في هذا
الوقت
منير استعاد وعيه بسرعة، وأخذ بضعه خطوات
للوراء
قال رمح الموت "ألن تخرج سلاحك؟ ستقاتلني
بيديك؟�"
قال منير مبتسما "لم يحن وقت ذلك بعد، هلم
إلي"
قال رمح الموت "يا لغرورك" ثم بسرعة خيالية
أيضا اندفع نحو منير، لكن منير في هذه اللحظة
كان قد فعل البنية البيضاء، لذا استطاع مواكبة
حركة رمح الموت بمجرد ما لمس منير رمح "رمح الموت" محاولا
تحييده، أحس بشيء غريب فأرجع يده فورا
وانسحب بضع خطوات أخرى
ابتسم رمح الموت قائلا "يبدو أن لديك حدس
جميل بالخطر، كانت ردة فعل جميلة سحب
ذراعك بسرعة، فلو لمست رمح الموت ستحترق
يدك، فبعد كل شيء ليس مخولا لأحد لمس رمح
الموت إلا صاحبه، ودونه سيتم حرق أي أحد"
قال منير "أوه، إذا إنه أداة سحرية، وليس مجرد
رمح مشبع بطاقتك"
قال رمح الموت "ههههه، طبعا إنه كذلك" ثم اندفع
رمح
مرة أخرى صوب منير، كان الفتى الملقب بـ"
الموت" لم يفعل أي تقنيات للآن ورغم ذلك
استطاع حصار منير على زاوية الحلبة
رغم ذلك، ما أثار استغراب رمح الموت، هو أنه لم
يستطع إصابة منير إطلاقا غير الإصابة الأولى
التي كانت هجوما مفاجئا، بغض النظر عن قوة
وسرعة الهجمة كان يمكن لمنير تفاديها
ابتسم رمح الموت قائلا "لأنك رقت لي، سأشرفك
وأفوز عليك بإحدى تقنيات رمحي"
صرخ رمح الموت قائلا "الوعي الذاتي"، فجأة
حلق الرمح لوحده وهاجم منير، بينما هاجم
صاحبه منير بدوره، كان بمثابة شخصين يهاجمان
منير، منير ضرب ضربا مبرحا وقتها
بعد فترة سقط منير أرضا، وأمسك رمح الموت
برمحه وعاد أدراجه، ظنا منه أنه قد فاز
ولكن ما فاجأه أن منير قام من سقوطه، وجراحه
وكدماته مختفية، ظن أن منير يملك حبة علاجية من نوع ما ابتلعها بينما هو ساقط أرضا
الحماسة ملأت جوانح رمح الموت، اندفع صوب
منير قائلا "الوعي الذاتي" ليعيد ذات الهجوم مرة
أخرى
لكن هذه المرة قام منير باستخدام سحر المياه،
ولأنه قد أتقن تماما سحر المياه، فقد وصل لدرجة
تحكم لا تصدق به، بسرعة قام بصنع نسخة منه
باستخدام الماء، ثم قادها لمواجهة الرمح، وواجه
هو شخصيا صاحبه
هذا أدهش كل الموجودين، حتى أن مؤنس فتح
فمه قائلا "يستخدم سحر الماء النادر؟"
قال معلمه هارون الذي بجانبه "في الحقيقة ذلك
الفتى لم يكتفي باستخدامه لسحر الماء، بل إنه
أكثر شخص رأيته يتقنه في حياتي، أن تصنع
نسخة بسحر الماء وتتحكم بها، وفي نفس الوقت
تقاتل شخصا آخر، هذا مستوى عال جدا من
الإتقان"
كان الرمح لما يضرب نسخة منير المائية، يخترق
الماء، لكن سرعان ما تعود النسخة لهيئتها، كان كما
لو أن شخصا يلاكم الماء عبثا، بحيث أنه لن
يضره، بل سيجهد نفسه فقط
بينما منير كان مسيطرا تماما على القتال القريب
مع رمح الموت، بعد أن كان هذا الأخير قد أخذ
زمام المبادرة وهجم، فورا تراجع للدفاع أمام
هجمات منير
سرعة هجمات منير كانت في ازدياد مستمر، حتى
أنه بعد هنيهة لم يعد يستطيع مواكبتها، فضرب ضربا مبرحا من منير، ودرعه الحديدي تحطم
تحت وقع لكمات منير وهو مستخدم لـ البنية
البيضاء، كل لكمة انهالت على جسد الفتى بعدما
تحطم درعه، جعلته يتقيأ الدماء
لكن أخيرا تمالك نفسه واستخدم سحره، لقد كان
سحر السحاب، بدون أدنى شك حتى هو كان
يتقن سحر الرياح تماما مثل سيد الأعاصير، كان
كأن خصم منير فد اختفى وأصبح يلكم صورة
ضبابية، كان هذا بالتأكيد سحر السحاب
منير تراجع ببطء وألغى نسخته، ركز قليلا
ليستشعر ما حوله، فجأة أحس بهجوم قادم من
وراءه، فأسرع وتفاداه، صوت صدر "يبدو أن حتى
إحساسك بالخطر، يخولك للقتال دون أن ترى
خصمك، لنرى إلى متى ستستمر في تفادي
هجمات لا تراها"
تفادى منير كثيرا من الهجمات، وفجأة طرأت بباله
فكرة
قام بنثر قطرات مائية في الجو حوله، تلك
القطرات تخللت تنفس وفم وكل مسامات رمح
الموت
بعد برها قال منير "سحر الماء خاصتي أصبح في
داخل جسمك، استسلم الآن أو سأبدأ في تضخيم
القطرات وأفجر جسمك"
قال رمح الموت "هراء، لا يمكن لأحد التحكم
بسحر الماء لهذه الدرجة، أنت تكذب"
فورا قام منير بالتركيز قليلا، ثم قام بتضخيم
الماء بدرجة كافية حتى توقف الدم عن الدوران في جسد رمح الموت، ما جعل سحر السحاب
خاصته ينقشع، ويثب في مكانه جاثما دون حراك،
ورمحه ساقط أرضا
تقدم منير قائلا "لقد تفاديت تضخيم الماء في
عقلك، حتى لا أقتلك وأتركك تعلن الاستسلام،
يمكنني قتلك بسهولة لذا فلتفعلها"
قال رمح الموت "أبدا، أقتلني، ولكن لن أجلب العار
لقبيلتي وأستسلم في معركة"
قال منير "عار؟ هذا ليس عارا إنما ذكاء، في قتال
خصم أقوى منك، إذا كانت لديك فرصة للهروب
فلتهرب، أو للاستسلام فلتستسلم، لأن هذا يعني
أنه يمكن أن تصبح أقوى وتحاول من جديد
القتال، لو مت هباء فكل تدريبك سيذهب سدى
فكر من جديد"
هنا من اللامكان، خيال فتاة حال بين منير ورمح
الموت قائلة "هذا يكفي، لقد فزت بالفعل أيها
الشاب، وأنت أيضا يا رمح الموت لا تكن عنيدا
جدا"
انحنى فورا رمح الموت قائلا "حاضر يا سيدتي،
أنا أستسلم" وكان يصر على أسنانه
كانت تلك المرأة سيدة قبيلة السحاب، المعروفة
بجمالها الذي ليس له مثيل، عندما نظر لها منير
لأول وهلة بهت، وتوقف تفكيره، لأول مرة في
حياته يثيره جمال أنثى
سحب منير سحره، في حين أعلن الحكم فوز
منير، منير الآن كان يحسب له ألف حساب بما أنه
يتقن سحرا نادرا كسحر الماء، والذي ذو حالات
متعددة وغير نهائية، ولهذا يعد سحر الماء مرعبا حينما استدار منير خارجا من الحلبة، ظل شخص
ما اندفع حوله قاصدا قتله، فقد كانت نية القتل
مرعبة له، لكن تدخلت سيدة قبيلة السحاب،
وضربت ذلك الشخص على قفاه ففقد الوعي، لكن
كان المهاجم رمح الموت، فهو لم يستطع تحمل
الخسارة وأراد قتل منير
قالت سيدة قبيلة السحاب معتذرة "آسفة حول
تلميذي، تأكد أن لا أحد من تلاميذ قبيلة السحاب
سيزعجك، ورمح الموت سيأخذ عقابه بفعلته
المشينة هذه"
ابتسم منير بينما احمر خجلا "لا... لا تتأسفي،
شكرا لك سيدتي لكونك هنا"
ابتسمت تلك المرأة، وحلقت للسماء مختفية بين
السحاب
كان قلب منير ينبض بشدة، لكن ليس حبا إنما
إعجابا، فبعد كل شيء لم يسبق له وأن يرى جمالا
لا مثيل له كجمال سيدة قبيلة السحاب
غادر منير الحلبة وجلس يراقب بقية النزالات
قالت ملكة الدماء داخل منير "يبدو أنك اضررت
لكشف ورقة خفية مهمة لك هذه المرة، سحر
الماء، يبدو أنك ستواجه صعوبة في قتال
خصومك من الآن فصاعدا"
قال منير "في الواقع، تعمدت كشف سحري، لأن
مؤنس كشف سحره، حتى لا يقول عندما أهزمه
أني قد لجأت لحيل تافهة وخبأت قدرتي
الحقيقية، حيث أنه كشف سحر له سأكشف
بدوري سحر لي، سحر الضوء الذي استعملته
سابقا كان ضئيلا جدا لدرجة أنه حتى شخص بقوة معلمه هارون لن يستطيع اكتشافه"
قالت ملكة الدماء "أنت بذلك تستصغر بقية
المشاركين، لكن في الحقيقة هناك منهم من هم
أكثر إرعابا من مؤنس ذاك"

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن