الفصل 37 :ملاك النهاية

1.2K 88 6
                                    

قال مهيب "لا تقلق لدي حل لذلك، فقط مت الآن"
رفع مهيب سيفه ووجهه نحو رقبة سيلتيك، لكن
السيف توقف على الرقبة مخلفا جرحا صغيرا
سالت منه قليل من الدماء
نظر سيلتيك لمهيب "لماذا تو..."
مهيب كان بصره شاخصا على الجو خارج
المصفوفة، كانت الغيوم تلبدت وظهرت صواعق
رعدية وومضات برق بينها، وكان هناك صوت عال
لأجراس تقرع فوق السحاب جرس
تغير لون مهيب وكذلك سيلتيك، كان هذا "
النهاية" وهي أداة قوية جدا يقال أنها تواكب
الأدوات الأسطورية الثلاث، وهي من صناعة
الجنرال بهار شخصيا، حيث ختمت في داخل
"روح ملاك النهاية"، وهو كائن لا يعيش في
جرس
عالم البشر وإنما في عالم السماء، لا يدري أحد
كيف تمكنت من الحصول على روحه أو حتى
ختمه
وبينما الدهشة تملؤهما، نزل من بين السحاب
ملاك عملاق وفي يده قوس ذهبي وفي الأخرى
سهم ذهبي أيضا، كانت هيئته شديدة القسوة
وكأن كل هذا العالم لا يعنيه، وكأنه يريد إيجاد
فرصة لتدمير عالم البشر نهائيا، ملامحه لم تتغير
ونزوله رافقه رعد وبرق وضغط هائل، حتى أن
بعض الجبال القريبة تحطمت جراء الضغط، لو لم
من صنع
تكن "مصفوفة صفاء الوحوش"
إمبراطور خالد لكان مهيب وسيلتيك تحولا إلى
عجينة لحم، ورغم ذلك ارتعدت المصفوفة بشدة
نظر ملاك النهاية إلى مصفوفة صفاء الوحوش، ثم
،
استل قوسه واضعا سهمه، وصرخ "سهم القرار"
اندفع السهم بسرعة إلى مصفوفة صفاء الوحوش،
وبمجرد ما لمسها حتى تحطمت إلى قطع، وكذلك
كل المكان المحيط، حتى أن انفجار السهم خلف
حفرة عميقة لا يسبر غورها، حتى أنها وصلت
لحدود نواة الأرض، فتدفقت الحمم في كل
الحفرة
من المستحيل أن ينجو أي أحد بعد هذا الهجوم
المدمر
بعدها عاد ملاك النهاية فوق السحاب واختفى
الجو الغريب الذي ظهر قبل لحظة هذا الهجوم شعر به كل من في عالم البشر، حتى
أن بعض الأقوياء في العوالم القريبة شعروا به
بالتأكيد كان هذا هجوما في مستوى مغاير تماما،
ربما حتى أن روحاني مقدس لن يصمد أمامه،
ومن الممكن أنه حتى شخص من المستويات
العليا سيواجه صعوبة بالغة في تفاديه، فالصد
كان مستحيلا
نهض إمبراطور إمبراطورية الوحوش "أربوليس"
من كرسي عرشه فزعا، ما حدث كان خارج
توقعاته تماما، حتى أن إمبراطوريته ستدمر لو
واجهت خصما في مستوى هذا الملاك، لكن حتى
مع هذه القوة، من المؤكد أن المملكة الذهبية لا
تستطيع استعمالها كثيرا وإلا لتربعت على عرش
عالم البشر دون ند لها، لكن لو كانت تمتلك أسلحة
سرية أخرى من شأنها تدمير مدن بأكملها، حينها
سيكون من التهور الدخول في حرب مباشرة مع
كيان كهذا
تمتم الإمبراطور "أربوليس" في نفسه "لم أعتقد
أن المملكة الذهبية تمتلك سلاحا سريا أسطوريا
كهذا، يبدو أنه يجب أن أعدل من خططي قليلا"
بعد
الجنرال جاسر هو من أطلق "جرس النهاية"
أن طلبه من بهار مقابل خدمة ما
لتستخدم جرس النهاية، كان لابد أن تكون في
مستوى جنرال روحي على الأقل، ولم يكن من
الضروري أن تكون في مكان استخدامه، الأكثر
رعبا بخصوص السلاح الأسطوري الفريد جرس
النهاية، أنه يمكنك استخدامه في أي مكان وأي
وقت، شرط أن تكون أنت والمكان المستهدف في
نفس العالم، وليس في عوالم مختلفة، وأيضا أن
تمتلك تخيل دقيق للمكان الذي تستهدفه بمجرد أن تتخيل المكان الذي تستهدفه، اقرع
الجرس مرة واحدة فينفذ التحطيم الفوري، على
الأقل هذا ما قالته بهار لجاسر، ونبهته أن لا يقرع
الجرس أكثر من مرة، ساعتها ستكون هناك
عواقب وخيمة
طبعا لا أحد يعرف أسرار جرس النهاية أكثر من
صانعه الجنرال بهار
الجدير بالذكر، أن جرس النهاية يكون بلا فائدة
بعد استعمال واحد لمدة 20 سنة، وأنه سيعود
لصانعه مهما ابتعد عنه أو سرق منه، وبدون إذن
صانعه لن يتمكن أحد من تفعيله، بل الأكثر لو
حاول أي شخص تفعيله دون إذن، سيفجر على
الفور بمجرد لمسه
كان جرس النهاية ذو قوة شديدة، فأمامه لا يهم
الخصم وأينما يكون، بدقة واحدة، سيكون الأمر
منتهيا بالتأكيد
ضحك جاسر وهو في قلعته "هذا الجرس مخيف
كالعادة، من حسن الحظ أن صاحبته أختي، وهي
لا تتدخل في شؤوني أبدا، لو كان في يدي
الشخص الخطأ، لواجهت متاعب في السيطرة
عليه أو قتله حتى"
قال أحد الرجلان الأصلعان على الجانب الأيسر
لجاسر "سيدي الجنرال، هذه المرة الثانية التي
تستخدم فيها جرس النهاية، لكنك ذهلت أيضا مع
أنك سبق واستعملته"
رد جاسر "أنا أعترف بالقوة، القوي وحده من
أضعه بعين الاعتبار وأحترمه، لا مكان للضعفاء
في قلبي" بالعلم أن هذه كانت المرة الثانية لجاسر
لاستخدامه جرس النهاية، تفاجأ الرجل الأصلع
الآخر على يمين مهيب قائلا "سيدي الجنرال، هذه
المرة الثانية لك؟ أيعني أن 20 سنة مرت منذ أن
استعملته؟ أكانت الجنرال بهار الموقرة جنرالا
روحيا قبل 20 سنة لتتمكن من دخول عالم
السماء؟"
ابتسم جاسر في ابتسامة من النادرة أن يراها أحد
"مروان، أنت كنت وقتها تتدرب في عالم
الوحوش العشر، بينما كان أخيك صفوان يخدمني
منذ صغره"
"يمكنك القول أن أختي بهار أقوى شخص في
المملكة الذهبية، هي تكبح نفسها فقط في
مستوى جنرال روحي، وإلا قوتها أكبر مني
بمراحل عديدة، لا أستبعد أنها قد وصلت لمستوى
روحاني مقدس حتى"
كانت هذه الكلمات كالصاعقة على الأخوان
الأصلعان مروان وصفوان، وصلت لمستوى جنرال
روحي في سن العشرين؟؟؟ كان هذا في حد ذاته
مستحيلا، في العادة ليصل الشخص لمستوى
جندي روحي فقط سيكون بعد 50 سنة إذا كان
عبقريا، و100 سنة إذا كان عاديا، لكن بما أن
الأعمار تصبح أطول فليس هناك مشكلة على
الإطلاق، أما الوصول إلى جنرال روحي قد
يستغرق 1000 سنة إذا كان الفرد عبقريا
طبعا العائلة المالكة تعتبر استثناء، فسلالتهم
الملكية، وبنيتهم الغريبة وذكاءهم النادر، جعلهم
يختصرون ذلك إلى 20 سنة في حالة الأخ
الأصغر ساهر الذي هو في عتبة جنرال روحي
وهو ذا 20 سنة فقط من العمر هنا قاطع جاسر أفكارهما بصدمة يفتخر بها "في
الحقيقة أختي وصلت لجنرال روحي في سن الـ
10 سنوات، لكن لخوفنا عليها لم نعلن ذلك"
علامات الدهشة ملأت الأصلعان، 10 سنوات
جنرال روحي؟، أي جحيم مرت به من تدريب
حتى تصل لهذا المستوى في 10 سنوات فقط،
هذا على اعتبار أنها كانت تتدرب في بطن أمها
قبل أن تولد، هذه موهبة خارقة لا مثيل لها في
كل العوالم
جنرال روحي ذو 10 سنين��� يا لها من مزحة، من
سيصدق هذا إذا لم يكن مخبرهم هو الجنرال
جاسر
والأكثر من ذلك، أنها دخلت عالم السماء وتمكنت
من السيطرة على كائن في تصنيف آخر تماما من
القوة وهو "ملاك النهاية"، بالإضافة أنها استطاعت
ختمه، تبا، دعوتها بالعبقرية إنقاص من حقها
فكر مروان قائلا في نفسه "لهذا استطاعت امتلاك
الوقت لدراسة كل تلك الأختام والتشكيلات
والمخطوطات واحتراف صناعة الأسلحة، لابد أنها
كانت في غنى عن التدريب لهذا صبت كل جهدها
في الدراسة والصناعة، فقد بلغت بعد كل شيء
مستوى جنرال روحي وهي ذات 10 سنين��"
التفت جاسر ونظر إلى مروان وصفوان قائلا
"لأنني أثق بكما أخبرتما، إياكما أن تفصحا عن هذا
السر، فحتى أنا لا يمكنني حمايتكما إن عرفت
أختي أو أحد معارفها بأنكما تعلمان، ابقيا الأمر
طي الكتمان ولا تفتحا فمكما بهذا لأي أحد حتى
المقربين" ركع الأصلعان طاعة قائلين في وقت واحد
"حاضر سيدي، سرك في أمان"
داخل قلعة الزفير الزرقاء
في الطابق الأخير تحت الأرض، حيث توجد
السجون، في زنزانة ما، تقبع فتاة مقيدة
بالسلاسل وعليها علامات ضرب بالسياط
كانت ثياب الفتاة ممزقة جراء علامات الضرب
فتحت أبواب تلك الزنزانة، دخلت الجنرال بهار
رفقة كلبين غريبين
كانا كأنهما صنعا من طين لزج، كل خطوة
يخطوانها يتركان وراءها بقعة من الطين، وكان
أشبه بتنين كومودو (تنانين كومودو حيوانات
حقيقية وليست خرافية ابحثوا عنهم لو أردتم :))
منه إلى الكلب
وقفت بهار قائلة وفي يدها سوط "حان وقت
الجولة الثانية، فلتستعدي أيتها الجروة (الجروة
هي الناقة القصيرة)"
رفعت تلك الفتاة رأسها وقالت بألم "لا أرجوك، أكل
هذا لأنني قلت أني لست خائفة منك؟ يا لقسوتك،
أرجوك ارحميني"
كانت تلك الفتاة سيليا بالتأكيد
انحنت بهار وأمسكت وجه سيليا قائلة "حيث أنك
لا تخشينني، يجب أن تتعلمي ذلك، وسأتأكد من
معاملتك ككلبتي الخاصة، لكن لقد عارضتني
سابقا، لذا وجب أن تتعلمي، أن هناك أشخاص في
هذا العالم من الحكمة أن لا تعارضيهم، لأنه
وببساطة، الفرق بينك وبينهم كالأرض والسماء"
ثم انهالت بالضربات على وجه سيليا وجسدها
قائلة "فلتتعلمي ذلك بالطريقة الصعبة، الألم
الطريق الوحيد الذي سيقوم مدللة مثلك"
أصوات السوط يصطدم باللحم، وأصوات صراخ
سيليا ملأتا كل الطابق الأخير
كانت هذه المرة مثل المرة السابقة، لن تتوقف بهار
على ضرب سيليا حتى يبقى لها قيد أنملة على أن
تموت، بعدها تأمر الكلبان فيلعقانها فتشفى
جراحها ثم تضع لها الحليب في صحن أمامها
وتأمرها أن تلعقه كالكلبة
وتضع لها اللحم وتأمرها أن تأكله بفمها فقط،
فيداها ورجلاها مقيدتان، فتنهشه كالكلب، حتى
أن العظم عندما يبقى تقوم بهار بتقطيعه بأصبع
واحد من أصابعها، وترغمها على ابتلاعها
هي عاملتها كالكلبة حقا، بقي فقط أن تنبح لها
ليكتمل التشبيه

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن