بحر الدماء Sea of Blood

الفصل 28 : رعب ملكة الدماء

خرج ضوءان أحمر وأصفر وامتزجا أمام منير، إنها
ملكة الدماء وقد تجسدت
برؤية ملكة الدماء متجسدة، الحيرة والاندهاش
ملأ قلب منير ورشيد على حد سواء
صرخ رشيد "كيف تحررت؟ من المفترض أن
يكون الختم قويا لدرجة أن حتى ملكة مثلك لن
تستطيع كسره�"
ضحكت الملكة بنبرة باردة "أنا ملكة الدماء،
احتجت بعد الوقت فقط حتى أحطم ذلك الختم
وأتحرر، من تظنني أيها الفاني الأحمق؟"
ثم نظرت لمنير المندهش "مازال حسابك معي
عسيرا فيما بعد، فقط دعني أنهي هذا الحثالة هنا
ثم سوف أنظر في أمرك"
غرق منير بالعرق البارد، وارتجف جسده كله لم
يتمكن حتى من تحريك عينيه وبقيتا شاخصتان
نحو ملكة الدماء صرخ رشيد "لن أموت لوحدي اليوم، سأستخدم
طاقتي المتبقية لأنهيكما معا"
"الهيكل العظمي الضبابي"، عظام تجسدت
وأحاطت برشيد كأنه داخل قفص صدري،
وتجسدت فوقه جمجمة ذات عينين تحويان
شعلة صفراء متقدة، وأحيط رشيد بهالة خضراء،
وأمسك في يده اليمنى عظما طويلا وفي يده
اليسرى درعا عظميا
ابتسمت ملكة الدماء بمكر "هلم إلي أيها الجرذ"
لوح السيف العظمي ذاك تلويحات متعددة، كل
تلويحة كانت تكون طاقة سوداء تشوه الزمن، كأن
تلك الطاقة لا يمكن أن يلمسها أحد
مع ذلك، قامت ملكة الدماء بتلويح يدها في
الهواء، شكلت أظافرها الطويلة 5 خطوط سوداء
هي الأخرى، تلك الخطوط اتجهت بسرعة الضوء
نحو رشيد، محطمة كل تلويحاته
قفز رشيد متفاديا الهجمة، تركت الهجمة 5 حفر
عميقة على شكل خطوط في أرضية الكهف
وجداره
قام رشيد برمي بضعة عظام من الدرع، تحولت
تلك العظام لـ 5هياكل عظمية وهاجمت ملكة
الدماء
بدون أي جهد يذكر، قامت ملكة الدماء بتدميرهم
بتلويحة واحدة، ولكن استمرت تلك العظام في
التجمع ثانية وإعادة الهياكل الخمس على هيئتهم
الأولى دون ضرر قالت ملكة الدماء "أيها الجرذ ما هذه القدرة"
أجاب رشيد الذي كان فمه يقطر دما "هذه إحدى
قدرات الهيكل العظمي الضبابي، "أتباع السيد"
وهم الأشخاص الذين قتلهم الهيكل العظمي
الضبابي، فأي شخص يقتله يستطيع التحكم في
عظامه بعد موته واستدعائها على شكل جندي
عظمي خالد لا يحطم مهما كانت الهجمة"
قالت ملكة الدماء "أوه، يا لها من قدرة فريدة حقا،
يمكنني الاستفادة من قدرة كهذه"
اختفت ملكة الدماء وظهرت أمام رشيد، قامت
بضربه بأصبع واحد جعلته يدخل عميقا في جدار
الكهف وتختفي روحه، في ذلك الوقت كانت
الهياكل الخمس قد اختفت أيضا
خرج رشيد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة "كنت أعلم
أنه لا يوجد لي أدنى فرصة أمامك، لكن كمحارب
سأقاتل حتى آخر رمق"
فجأة 5 هياكل عظمية ظهرت من العدم قامت
بحمل رشيد نحو ملكة الدماء
تساءل رشيد "هؤلاء؟ أليسوا أتباع الهيكل العظمي
الضبابي لماذا هم موجودون هنا في حين اختفاء
سيدهم؟�"
أجابت ملكة الدماء "سيدهم لم يختفي، إنه هنا
أمامك، أنا الآن سيدتهم"
"في تلك اللحظة التي ظهرت فيها أمامك قمت
بابتلاعهم خمستهم، وفي اللحظة التي لمست فيها
روحك بأصبعي وقمت بضربك، سحبت قدرة
"أتباع السيد" من روحك، فأصبحت تلك القدرة
لي، الآن هم سيطيعونني بشكل أعمى"
قامت الهياكل الخمس بوضع رشيد على بطنه
أمام قدمي ملكة الدماء وقاموا بإحكام مسكه، في
كل الأحوال هو لا يملك أي طاقة وسيلفظ آخر
نفس له في أي لحظة
انحنت ملكة الدماء وبظفر سبابتها الأيسر قامت
برفع رأس رشيد من تحت ذقنه "يمكنني أن أمنح
لك الحياة، فبعد كل شيء أنا ملكة الدماء آخذ أي
حياة وأمنح أخرى لأي كائن، عليك فقط أن تكون
تابعي وتطيع أوامري"
ضحك رشيد بجنون "ههههه، بعد أن كنت أحاول
أن أسيطر عليك وأجعلك خادمتي، تريدين
السيطرة علي وتجعليني تابعك� يا لسخرية القدر"
على الفور تغيرت تعابير ملكة الدماء وقامت بقطع
رأس رشيد بدون أي تردد، حملت ذلك الرأس
وقالت "أحمق، لم يكن هناك داعي لأن تدعوني
بالخادمة في حضوري، حماقتك تسببت في ضياع
فرصة حياتك، الآن ستكون عظامك تحت
سيطرتي شئت أو أبيت، وبفضل قدرتي يمكنني
حتى التحول لشكلك ومعرفة كل ذكرياتك، فأنا
ملكة الدماء، دمك يحوي كل أسرارك"
على الفور انهالت ملكة الدماء على جثة رشيد،
وبدأت بتقطيعه إربا وأكله، كانت تستمتع جدا
بأمعائه، وتأكلها كما تأكل السباغيتي
قامت بفقع عيناه، وأكلتهما كما تأكل الزيتون
قامت بنهش اللحم عن العظم، كأنها تأكل قطعة
خبز
أدخلت أصابع يديه في فمها تواليا، وقامت بقطعها بأسنانها في قضمة واحدة لكل أصبع،
وكأنها تأكل قطع حلويات
أكلت جثته باستمتاع كامل، وكأنها لم تأكل منذ
آلاف السنوات، حتى عظامه قامت بتكبير فمها
وابتلعتها مجتمعة
بعدما انتهت التفتت إلى منير
كانت ملكة الدماء مغطاة بالدم من رأسها لأخمص
قدميها، بعض العروق كانت تتدلى من فمها، قامت
بامتصاصها على الفور
ابتسمت نحو منير، فظهرت أسنانها الحادة
كالمنشار تكتسي حلة الدم، وعيناها على شكل
القطة تضيئان بوميض أصفر
قامت ملكة الدماء بتمديد جسدها وقالت "لقد
كنت لذيذا رغم أنك في نهاية عمرك، رغم ذلك لم
تكن وجبة مشبعة بحق"
أخفضت رأسها ونظرت مباشرة لمنير "الآن حان
دورك أيها الشقي، من أين أبدأ أكلك؟ لابد أنك
شهي للغاية"
انهال ريق ملكة الدماء إلى الأرض وهي تنظر
لمنير
منير امتلأ رعبا، كان هذا أفظع منظر يراه بعينه،
بشري يؤكل أمامه حتى آخر ذرة من جسده
و الأكثر من هذا، الشخص المتوحش الذي قام
بأكله، هو حاليا ينظر له ويتوجه نحوه، من يدري
التخيلات التي تجول في فكر ملكة الدماء حاليا
هل تأكل منير وهو حي، أما تقتله ثم تأكله
منير أيقن أن هذه هي النهاية، مهما خطط فلن
يستطيع توقع أن تكسر ملكة الدماء الختم وتخرج
في هذا التوقيت بالذات
استسلم منير للأمر وتأكد أنه ميت لا محالة
بسرعة خاطفة، اقترب وجه ملكة الدماء من وجه
منير، وبأصبع سبابتها الأيسر قامت بتحسس
وجهه قائلة "فلتجبني من أين أبدأ أكلك؟ هل
أقتلك أم آكلك حيا؟"
منير لم يتوقف على الارتجاف إطلاقا منذ ظهور
ملكة الدماء علنا، ولم يستطع إخراج أي كلمة
قامت ملكة الدماء بالتركيز بعينيها على منير،
فجعلته يحلق في الهواء
قالت ملكة الدماء "سأعطيك خيارا لتحيا، اهزم
هؤلاء الهياكل الخمس وسأعفو عن حياتك"
قامت بوضع منير وسط الساحة، وأحاط به
الهياكل الخمس
كان منير لا يتوقف عن الارتجاف، لم يستطع حتى
البقاء ثابتا على رجليه وسقط أرضا
بدون أدنى فرصة قام أحد الهياكل العظمية
بالوثوب نحوه، تحرك منير لا إراديا وتفادى
الهجوم
صرخت ملكة الدماء "إذا لم تتمالك نفسك
وتحارب هنا، سأقوم بجلب تلك الطفلة سيليا إلى
هنا وآكلها أمامك، وإذا مت هنا سأشعل حربا
داخل مملكتك الذهبية وأقوم بقتل الجميع، وسأستمتع بتمزيق ذلك المهيب اربا اربا "
ذكريات الفترة التي قضاها في القلعة البيضاء
أنعشت ذاكرته
استجمع منير رباطة جأشه، و أخرج منير "سيف
الجن" و اتخذ وضعية الدفاع
وثب هيكل عظمي آخر على منير
فجأة شغل السيف خاصيته، فبما أن منير يرتدي
أيضا درع الجن الأزرق، فالخاصية ستشغل تلقائيا
أمواج فوق صوتية اندفعت مباشرة نحو ملكة
الدماء
قامت ملكة الدماء بسد أذنيها بيديها، وفقدت
تركيزها للحظة، بعدها لوحت بيدها فانقشع ذلك
التشويش الصوتي المزعج
نظرت فوجدت كل الهياكل محطمة ومنير واقف
وسطهم
استغل منير لحظة فقدان تركيزها القصيرة، و قام
بتحطيم العظام بواسطة "مخلب التنين"، وبما أن
المتحكم فاقد لتركيزه، لم تتجدد العظام
قال منير "لقد فزت عليهم جميعا، الآن فلتفي
بوعدك واتركيني أخرج من هنا"
ومض شعاع من عيني ملكة الدماء، فأعيدت تلك
الهياكل الخمس على هيئتها الأولى
قالت ملكة الدماء "ما زلت سألعب معك أكثر، الآن
فلتهرب وسأطاردك شخصيا مع هؤلاء، إن تمكنت من القبض عليك أنا فسأقتلك، وإذا لاقيت أحد
هؤلاء وهزمته فسأعلم بمكانك وسأقبض عليك
أيضا وأقتلك، وإذا حاولت الخروج من الكهف
فسأقتلك أيضا، فلنلعب اللعبة التي موتك فيها
مؤكد"