الفصل 40 :الأرض السفلية

1.2K 83 2
                                    

بالرجوع إلى القصر الملكي
شيخ يرتدي الأبيض ذو لحية وشاربين طويلين
دخل غرفة العرش
بمجرد ما رآه الملك بادر الذي كان لاهيا بالملذات
كعادته، نهض من كرسيه وقال له "أين كنت أيها
المستشار؟، أنت تمتلك خاتم الانتقال الآني كان
يمكنك أن تصل في الثانية التي اتصل بك فيها
المنادي"
ركع المستشار يعقوب طاعة وقال "أعتذر من
جلالتك، ولكن لقد كنت في خضم مواجهة مع
سيد القرود وقد تمكن من ذراعي التي فيها
الختم، لذا تأخرت في الرجوع إليك"
سيد
تغيرت تعابير الملك بادر فسأل بدهشة "
القرود؟ لا تقل لي أنه أحد الحراس الـ9
للإمبراطور أربوليس؟ ماذا يفعل في مملكة الرمال؟ ولماذا تصادمت معه أصلا؟"
قال يعقوب مكتئبا "خطة تحالفنا مع مملكة الرمال
للأسف تم تقويضها، فمملكة الرمال الآن حليفة
رسمية مع إمبراطورية الوحوش، لقد كدت أن
أقتل في كمين في طريق عودتي إلى هنا، فقد
نصب لي سيد القرود لاروغي كمينا محكما، وكدت
أقتل، ولكن على الأقل خرجت بمعلومة ذهبية من
هذه المواجهة"
صرخ بادر "قل بسرعة ما لديك"
قال يعقوب "سيدي الملك، سيد القرود لاروغي
أحد الحراس الـ9 للإمبراطور أربوليس، هو في
قمة مستوى حاكم روحي، يبدو أن الشائعات حول
تواجد أشخاص في هذا المستوى ضمن الحراس
الـ9 صحيحة"
تغير تعبير الملك بادر لخوف مريع قائلا "تبا، هذا
أمر صعب حقا، لكن كيف نجوت من خصم يفوقك
في المستوى؟"
قال يعقوب "أنسى سيدي الملك أنني دخلت
مستوى حاكم روحي أيضا منذ بضعة أيام؟�،
بالرغم من أنه لم يكن هذا سبب نجاتي من
شخص في قمة مستوى حاكم روحي إضافة إلى
أنه أحد الخبراء الأسطوريين الذين أتقنوا تماما
هذا المستوى، لا أشيد بنفسي أمام حضرتكم، فقد
كانت نجاتي منه عن طريق الصدفة، فيبدو أنه
تلقى أمرا صوتيا بالتراجع، حينها فقط لم يعد
مهتما بي، ونفذ الأمر بسرعة وإلا كنت لقتلت حتما
"
بين يديه
قال بادر مستغربا "أمرا بالتراجع؟ فقط ما الذي
يحدث؟"
قال المستشار يعقوب "بحسب تحليلي للوضع،
لابد أن استخدام "جرس النهاية" قد أزعج كثيرا
الإمبراطور أربوليس، لذا فقد طلب الاجتماع
بقادته لتقييم الوضع، وهذا تصرف طبيعي في
ظل هذه الظروف"
جلس بادر مرة أخرى على كرسيه "تبا لبهار، لو
وافقت على الزواج بأمير مملكة الجبال المتحركة،
أو حتى رئيس دولة المعاقبون، فسنمتلك قوة لا
تضاهى، فبعد كل شيء قوتنا مع قوة مملكة
الجبال المتحركة أو دولة المعاقبون، ستجعل
إمبراطورية الوحوش تفكر مرتين قبل أن تهاجمنا"
سكت قليلا ثم سأل المستشار يعقوب "ولكن، لماذا
قد تتحالف إمبراطورية الوحوش مع مملكة
الرمال؟ أليست إمبراطورية الوحوش أقوى منا
في كل الأحوال؟�"
قال يعقوب مجيبا "بطبيعة الحال يا جلالة الملك،
القصد من هذا التعاون ليس نحن، ولكن شيء أكبر
منا، وأنا أعتقد أن أكثر شيء يريدانه لن يكون إلا
الأرض السفلية"
نهض فورا بادر من كرسيه قائلا "أتقصد عالم
الأموات؟ ولكن أليس ذلك المكان محرم؟ فقد
ختم من طرف ملك الملوك شخصيا، ولا يمكن
لأحد كسر ذلك الختم"
رد يعقوب قائلا "قد مر على الختم ملايين
السنين، بالطبع سيكون الآن في أضعف حالاته،
ولو اجتمع إمبراطور الوحوش الذي في مستوى
إمبراطور روحي وهو خالد مع ملك الرمال الذي
هو في مستوى إمبراطور روحي أيضا وخالد هو
الآخر، فبقوة خالدين، سيتمكنان من كسر الختم
بالتأكيد، لأنه سيكون في أضعف حالاته"
قال الملك بادر "إذا الأرض السفلية آه؟ لم أعتقد
أبدا أن تكون جزء من مخططات الإمبراطور
أربوليس"
قال يعقوب "الأرض السفلية ليست مكانا يمكن
للجنرالات الروحيين حتى العبث فيه، تقول
الأساطير أن جزء من قوة ملك الملوك مختومة
هناك، وتقول أخرى أنها تحوي على ملاك حارس
قوي جدا ربما كان يريد الإمبراطور أربوليس
السيطرة عليه من أجل مواجهة "جرس النهاية"
خاصتنا، وأحد الشائعات الأكثر غرابة تقول أنه
يحمل أسرار سحر الموت المفقود منذ عصور
والذي لم يستطع أحد التدرب عليه، بغض النظر
عن الحقيقة لكن طالما أن ملك الملوك هو من
ختمه بنفسه، فمن المؤكد أنه مكان خطير جدا
على فانيين مثلنا، ربما الخالدون فقط من يمكنهم
المرور، لأنهم الأشخاص الوحيدون المخول لهم
كسر الختم في المقام الأول"
قال بادر "منذ أن فقدت قوتي في معركة الانقلاب
التي قادها أبي الراحل على الأسرة الملكية
السابقة، لم أستطع أبدا الدخول إلى المستويات
الروحية مرة أخرى، بالرغم من أني احتفظت بقوة
سحري، لكن جسدي لا يزال يعاني من آثار الحرب
السابقة، لذا لا يمكنني السيطرة على سحري جيدا،
ولكن لو تمكنت من دخول الأرض السفلية بطريقة
ما، يمكنني أن أجد "ترياق الأبدية" هذا سيجعلني
خالدا، ويضاعف قوتي، من الممكن حتى أن
تتضاعف قوتي القديمة كملك روحي لأقفز
مباشرة لمستوى روحاني مقدس"
قال يعقوب "إذا أقترح على جلالتك أن تنظم
مسابقة قتال، وتستخدم كنز العائلة الملكية
السابقة الموجود في خزينة المملكة "مشروب
الخلود المؤقت"، كما يعلم سيدي الملك، يعمل هذا
المشروب على من لم يدخلوا المستويات الروحية
قط، الفائز من هذه المسابقة تعطيه الكنز، والذي
سيجعله خالدا لمدة شهر كامل، ثم سنتصل
بجواسيسنا وندخله كأحد جنود مملكة الرمال"
قال بادر "مسابقة؟ لماذا أنظم مسابقة؟ يمكنني أن
أختار شخصا ما وأعطيه الكنز وينفذ المهمة"
قال يعقوب "كيف سيفعل جلالة الملك ذلك؟ وكل
الموجودين في القصر من المستويات الروحية،
حتى الجنود هم في مستوى جندي روحي، أنا
أقترح على جلالتك مرة أخرى، تنظيم مسابقة
قتال وتعلن في جميع أرجاء المملكة الذهبية عنها،
لتستقطب أقوى المقاتلين وتعلن كذلك أن الفائز
سيتمتع بالخلود، فطبعا غيري أنا وأنت وإخوتك لا
يعرف أحد أن حقيقة كنز العائلة السابقة "مشروب
الخلود المؤقت" يمنح خلودا لمدة شهر فقط"
قال بادر "لكن من يضمن لنا أن ذلك الفائز سينفذ
المهمة؟ من الممكن أن يرفض"
قال المستشار يعقوب "لن يرفض تحت سلطة
ختم الدم، فسأزود المشروب بختم خاص يجعله
تحت سيطرتي، وأظن أن الملك المعظم لا يشكو
في ولائي له، حتى أني فقدت ذراعا سابقا"
قال بادر "أنا لا أشك في ولائك أبدا، فبعد كل
شيء كنت مخلصا لوالدي، وكان يثق بك جدا،
فكيف لا أثق بك... حسنا، سأكتب لك مرسوما
ملكيا بذلك"
طأطأ المستشار يعقوب رأسه وانسحب إلى
الخلف رويدا رويدا خروجا
خرج من ساحة العرش، جاءته عن يمينه خادمة
الملك جوليا قائلة "مرحبا سيدي"
نظر يعقوب لها وقال "أهلا بك، أتعطين الدواء
للملك كما قلت لك؟"
قالت جوليا "نعم أفعل"
قال يعقوب "إذا أخبري ماريا أن تلاقيني في
غرفتي الليلة أريد أن أستمتع قليلا"
طأطأت جوليا رأسها طاعة، ثم أكمل المستشار
يعقوب سيره
استمع شاهين وزير الداخلية وصديق مهيب لهذه
المحادثة المريبة من وراء باب على جانب باب
غرفة العرش، فأثير بعض الشك في قلبه، لكنه لم
يقل أو يفعل شيئا
جلس بادر يفكر في نفسه "تبا، لولا تلك المعركة
وخسارتي لقوتي من طرف الفارس المقدس
اللعين، لما أصبحت كما أنا الآن، ضعيفا ومحاطا
بالأقوياء الذين يتربصون بي، حتى إخوتي لا
أأتمنهم، لأن من ينظر للقوي ويستصغر الضعيف
سيكون مثلي، وأمثالي يسعون للسلطة دوما..."
فجأة جاء المنادي واستأذن بدخول أحد الضباط
الروحيين ليقدم تقريره، فأذن له الملك بادر
دخل الضابط الروحي وركع للملك ثم قال "أتيت
لأقدم تقريري حول ما يجري في الحدود جلالة
الملك المعظم"
أشار بادر بيده بالمواصلة
قال الضابط "في الحدود الشرقية، رصدنا بعض
قوات الاستطلاع لإمبراطورية الوحوش كانوا
يتحققون من مكان دمار بلدة الأقحوان، وغير
ذلك لم نلحظ شيئا في الحدود الشرقية، في
الحدود الغربية قواتنا تشتبك باستمرار مع قوات
دولة الألماس النائية وقد حققنا تقدما مهما داخل
أراضيهم، في الحدود الشمالية، عمليات تصنيع
السفن والمناطيد وتسليح الوحوش البحرية
مستمرة على قدم وساق، نواجه فقط بعض
المشاكل في طرق التمويل، فهي شائكة ومن
الصعب على المدافع صعود الطرق الوعرة، لكننا
نتدبر الأمر، في الحدود الجنوبية أعلنا أقصى
درجات الاستنفار وبدأنا بحشد الجيوش على
حدود مملكة الرمال تحسبا لأي هجوم محتمل"
قال الملك بادر "ماذا عن الحفر في وسط المملكة،
هل استطعتم التوصل لشيء؟"
قال الضابط "أجل، جلالة الملك، وقد أبلغنا وزير
المالية بما وجدنا، لقد تمكنا من قتل بعض الغولم
في أعماق المنجم، وغنمنا منهم "القلوب"، كما
،
قتلنا بعض الخفافيش وغنمنا "الجناحان" و"الدم"
ووجدنا بعض المعادن القيمة ك"الذهب الألفي"
و"الألماس المستعر" وحتى الأحجار الكريمة
النادرة كـ "اللازورد الوحشي" و "زمرد النار"
وغيرها العديد العديد من المعادن... كل ما وجدنا
بالتفصيل رفع إلى وزير المالية"
تعجب بادر قائلا في نفسه "غريب لماذا لم يقدم
وزير المالية التقرير لي؟"
وبينما هو كذلك حتى أتى المنادي مرة أخرى،
طالبا إذن دخول وزير الداخلية، فأخذ الإذن
دخل وزير الداخلية شاهين وانحنى للملك قائلا
"جلالة الملك، أبلغنا للتو أن وزير المالية منصور
قد أصيب بالطاعون وهو طريح الفراش، وقد
أرسل معي هذا التقرير"
قال الملك بادر "أصيب بالطاعون كيف حدث هذا؟
وكيف حاله؟"
قال شاهين "على حسب قول طبيبه الخاص لم
يتبقى له إلا 3 أيام ليعيشها، فحالته يرثى لها ولا
أمل منها، لا يعلم السبب بالتحديد كيف وصله
الداء، ولكن لقد أمرت التحقيق في الأمر، في حين
عزلته وأخذت عائلته بعيدا، حتى لا ينقل العدوى
إلى أحد"
قال بادر "أتمنى له الشفاء العاجل، سأزوره بعد
قليل، الآن فلتقدم التقرير لي"
قدم شاهين التقرير إلى الملك بادر، قرأه، فسعد
بادر جدا، فالمواد التي حصلوا عليها من التنقيب
قيمة للغاية
بعدها أمر الملك بادر بإعداد ركبه، لزيارة مدينة
الألف برج، أين توجد قلعة وزير المالية منصور

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن