نهضت سيليا وتقدمت نحو منير وقالت بتعبير جدي "سأذهب
مع عمي إلى البلاط الملكي، لذا جئت لأودعك"
قال منير بعد أن تنهد "ملأت قلبي رعبا، هذا فقط؟ ظننت أن
هناك أمرا أهم من هذا"
نفخت سيليا خدها غاضبة وقالت "الحق علي لأني قلقت بشأنك"
استوقفها منير بنظرة ساخرة "أوه� أنت فعلا قلقة بشأني، هل
هذا يعني..."
احمرت سيليا خجلا وقامت بدفع منير، ليتراجع بضع خطوات
للوراء بعدها خرجت وقامت بضرب الباب بقوة وراءها
فكر منير بداخل نفسه "يا لها من فتاة سخيفة، لم تكن هناك
حاجة لأن تكون واضحة جدا بهذا الخصوص، قلب النساء
معقد فعلا... الآن علي أن أركز في حل المشكلة التي أوقعت
نفسي فيها، إعادة الأشياء مرة أخرى إلى مكانها وكأنها لم
تلمس أمر صعب للغاية، كل ما يمكنني هو التفكير بخطة
أخرى"
اقترب من سريره ليجلس عليه، وجد "بلورة قوى الجليد"
موضوعة عليه، وبجانبها رسالة فحواها "لا أدري إن كنا
سنلتقي مجددا، لكن بالتأكيد لن أنسى شخصا مثلك، أقدر جدا
هديتك هذه لكن أنت أحوج لها، قم باستخدام سحر المياه ثم
قم بكسرها واجعل سحر الجليد يلمس سحر المياه، حينها
ستتمكن من السيطرة على الفرع الأول لسحر المياه،
بالتوفيق"
ابتسم منير قائلا "مرة أخرى من السهل التنبؤ بخطواتك،
ولكن لم تعترفي للآن بما يجول في قلبك، على العموم من
الأفضل أن لا تعترفي، لأني سأرفضك بكل بساطة، ليس
لشيء إلا أني لا أبادلك نفس مشاعرك"
بعدها قام منير بإحاطة جسمه كله بسحر المياه، بعدها قام
بكسر "بلورة قوى الجليد"
برعم صغير بدأ بالتلون بالأزرق، بعدما تلون كاملا ارتسم عليه
حرف G ،منير لم يعرف ما هو هذا الحرف ولماذا ظهر، هو لم
يقرأ عنه شيئا ولا يعلم حوله أبدا، مع ذلك التفكير كثيرا في
أشياء من المستحيل فهمها ما لم تملك بداية لها، هو مجرد
ضياع للجهد
لذا عوض التفكير في الحرف، قام بصقل ذلك الفرع، حتى
أصبح أملسا ويبرق بقوى الجليد
بعدها قام بتجربة سحر الجليد، بسط يديه أمامه وركز في
ذلك الفرع، أخرج بضع صواعد حادة، ثم قام بالتركيز جيدا،
كون كرة ماء بعدها حولها لكرة جليدية طافية...
بقي يتدرب طيلة تلك الليلة، لم ينم إطلاقا
لكن أخيرا تمكن من دمج سحر الماء وسحر الجليد معا، بحيث يستطيع استخدامهما منفصلين أو مجتمعين
حل الصباح، قام منير بإخراج بضعة أعشاب طبية وجدها في
سرداب رشيد
عشبة الجناح الأسود+ عشبة الطاقة الخضراء+ عشبة الذيل
الأصفر
قام بتدويرهم جميعا في الهواء بواسطة سحر الماء، ثم
تركهم داخل الماء مدة ساعتين، بعدها قام بتجميدهم ثم
كسرهم
أصبحوا بعدها كالتراب، قام منير بجمع ذلك التراب في كيس
وأدخله إلى حيزه الفراغي
ابتسم منير قائلا "تم تجهيز الخطة الاحتياطية، لولا تمكني
من إتقان سحر الجليد كنت سأستخدم تلك الخطة الانتحارية،
ولكن لا بأس الحظ قد ابتسم لي، وتمكنت من إتقان سحر
الجليد في الوقت المناسب"
بعدها اخرج عظام الديك الأسود وقام بهرسها، وفرك يداه بها
ثم خرج إلى مكان منعزل قليلا في القلعة واستأنف تدريبه
على تقنية "مخلب التنين"
تدرب لـ 12 ساعة متواصلة، كان كل ساعة يعيد فرك يداه
بعظام الديك الأسود المسحوقة، حتى شعر أن هناك شيء ما
يجري في يداه، عندما يقوم بضم أصابعه وتشكيل شكل
مخلب التنين، تصبح أنامله حمراء، كأن التقنية دخلت
للمستوى الثاني
تقنية "مخلب التنين" تحوي 3 مستويات : الأول محطم
الأراضي، الثاني، محطم المعادن، الثالث محطم الفضاء
علامة إتقان المستوى الأول أن تحمر الأنامل، وعلامة إتقان
المستوى الثاني أن ترتسم خطوط سوداء على طول الأصابع،
وعلامة إتقان المستوى الثالث أن تظهر كرة طاقة من الضوء،
تتجمع من المحيط إلى كف منفذ التقنية
الآن وقد ظهر احمرار أنامله، يعني هذا أنه أتقن تماما محطم
الأراضي
في درجة الإتقان الكامل لمحطم الأراضي سيتمكن حتى من
شق الأرض وتدمير الجدران وحتى من إسقاط الأبراج
طبعا منير لا يستطيع تجربة القوة الكاملة للمستوى الأول داخل القلعة، فلا يدري مدى القوى التي يمتلكها جسد خالد،
من الممكن أن تتحطم القلعة كلها جراء القوة الكاملة لمحطم
الأراضي، من يدري؟
قرر منير الصبر، وعدم إظهار القوة الكاملة للمستوى الأول
داخل القلعة أبدا
استمر بالتدريب ليلا ونهارا، قام بطحن عظام الديك الأسود
وتابع تدريبه على تقنية "مخلب التنين"، وفي الليل كان يحول
جلده إلى زيت ويدهن به تحت ضوء القمر، هذا جعل تحكمه
في طاقته أكبر بكثير من قبل، أمكنه حتى صنع مجال
استشعاري صغير يستطيع فيه مراقبة كل ما يجري داخله،
ومع هذا كان المجال الاستشعاري صغير جدا لا يستحق الذكر،
ولكن هذا جيد كبداية
في صباح الليلة الموالية، علم أن سيليا ومهيب ذهبا
رجع إلى سريره ونام بعد يومين مضنيين من التدريب دون
نوم، استفاق في الليل على صوت رشيد يوقظه "انهض، لقد
حان الوقت، الليلة هي الليلة الموعودة"
نهض منير من فراشه، وتحت جنح الظلام خرجا من القلعة
وتوجها نحو كهف ظلام
كان مدخل الكهف مظلما، لولا الشعلة في يد رشيد لما تمكنا
من رؤية شيء، بعدها كلما تعمقا أكثر أصبح المكان مضاء
أكثر بحشرات مضيئة، وماء مضيء ينزل من كل مكان في
جوف الكهف
كان هناك على اليمين طريق مختوم لا يستطيع أحد عبوره،
وعلى اليسار طريق آخر، وأمامهما طريق مباشر ثالث
اتخذا الطريق على اليسار، بعدها دخلوا متاهة من الأنفاق، إذا
كان شخص لا يعرف المكان، فبالتأكيد لن يستطيع الخروج لو
تعمق إلى هذا العمق
من حين لآخر تسمع آهات أرواح، وصدى الكهف يقوم
بتضخيمها لتبدو أكثر رهبة
كانا يسيران بخطوات شديدة الحذر، فالمكان زلق للغاية
وصلا لمكان مفتوح نسبيا مقارنة بالممرات الضيقة التي سارا
فيها
رسم على الأرض نجمة، ووضعت 5 أوعية فارغة على رؤوس النجمات
قام منير بالجلوس وسط النجمة
وضع رشيد جوهرة الدماء وجوهرة اللهب في أحد الوعاءين،
ووضع سيف فضي وعصاه السحرية في وعاءين آخرين، ثم
قام بالتركيز وسحب جزء من طاقة حياته ووضعها في وعاء
خامس
أمسك السيف الفضي وقرب الوعاء الذي كان فيه أمام منير
وقال له "مد ذراعك يا ولدي، يجب ملأ هذا الوعاء من دمك"
ابتسم منير ومد ذراعه، تم قطع وريده وسال الدم، العجيب
في الأمر أن الدم لم يعود، هل يعقل أن رشيد اكتشف أن
السيف الذي وضعه منير سيف مزيف وليس سيفا فضيا فقام
باستبداله بدوره؟�
هذا بالتأكيد سيف فضي وليس السيف المزيف الذي تركه منير
في السرداب
ابتسم رشيد وقال "ألم تتساءل كيف لم أغضب أو أسألك عن
الأشياء التي في السرداب؟ كان غباء منك القيام بهذه
الخطوة المتهورة، فقد كشفت بذلك أن السيف الذي تركته
كان مزيفا، ومن لا يشك في سيف واحد ترك في حين اختفى
كل شيء آخر؟ كان عليك أن تتصرف بذكاء أكبر لتحاول
منعي"
تغير وجه منير للون شاحب وقال "ما الذي تقوله يا معلمي؟"
حاول منير الوقوف لكن تم قمعه وإجباره على الجلوس من
قبل النجمة الخماسية السحرية
قال رشيد ضاحكا "لا تحاول المقاومة لن يجدي أي شيء نفعا
أمامي، وخصوصا وأنت بهذا الضعف مقارنة بي، سوف
أسيطر عليك وعلى الملكة، وأجعلك كالخاتم في أصبعي،
وستنفذا أوامري رغما عنكما وإلا كان عقابي شديد، سأتمكن
من السيطرة على كل المملكة الذهبية ولن يقف في وجهي
أحد"
فجأة، التقط عصاه السحرية، وركزها على جبهة منير، حاول
فتح ثغرة في ختم الملكة، لكنه في كل مرة يصدم، حاول
مرارا وتكرارا دون فائدة
تغير لون وجه رشيد "ختم الملكة غير موجود، ماذا فعلت؟
وأين هي الملكة؟"
منير أيضا كان في حيرة من كلام رشيد ، قال "عن ماذا
تتحدث؟"
فجأة قام رشيد بإحكام سيطرته أكثر على منير بواسطة
النجمة السحرية وأمره بإلقاء التعويذة معه "بغرض السيطرة
التامة، أهدي دمائي لتكوين رابطة وثيقة لا تنكسر أبدا"
فجأة صرخ رشيد من الألم وانكسرت سيطرة النجمة السحرية
تمكن منير من الخروج من النجمة وبقي ينظر لرشيد وهو
يتألم
قال رشيد وهو يلهث ويبصق الدماء بجنون من فمه "أيها
الوغد، ماذا فعلت؟"
ابتسم منير وقال "في طقوس الدم يجب أن لا يتم الإخلال
بأي من الشروط أو المواد، وإلا سيتم سحب روحك من طرف
الشيء الذي تحاول السيطرة عليه، أنت كنت مستعجلا
وارتكبت خطأين:
الأول: أني تركتك عمدا تكتشف أمر السيف الفضي، حتى لا
تفكر في شيء آخر وينحصر تفكيرك في هذا الشيء الواحد،
في حين غفلت أنني عندما قمت بجرح يدي قمت بسكب بعض
دمائي على دمائك المكونة للنجمة الخماسية السحرية، وكان
أحد الشروط أن تكون النجمة من دم الساحر وليس المختار،
وبهذا قد كسرت شرطا أساسيا، هذا لأنك كنت تركز كثيرا على
غرورك أنك اكتشفت خطتي، لكن في الواقع حتى اكتشافك
هذا كان ضمن خطتي
الثاني: أنك تسرعت وقمت بإكمال الطقس دون تواجد الختم،
وبذلك كأنك استغنيت عن عصاك السحرية وهذه إحدى المواد
الضرورية وهذا كان خطأ قاتلا آخر
فلتمت بهدوء يا معلمي، يمكنني تسريع موتك وتخليصك من
عذاب تقطيع روحك إذا ترجيتني"
صرخ رشيد "لا تغتر بنفسك، بالروح التي بقيت لدي يمكنني
سحقك، سأقوم بقتلك بكل تأكيد، إذا لم أحصل على ما أريد
فبأي حق تحصل أنت على ما تريد؟�"
أخرج رشيد سيفا، وهم بضربه على منير بسرعة خاطفة،
بحيث حتى أن منير لم يلحظ سرعة رشيد على الإطلاق
فجأة قام ذلك السيف بالطيران رجوعا وامتلأت يدا رشيد
بالدماء
صوت صدر "من ذا الذي يزعج راحتي؟"
أنت تقرأ
بحر الدماء Sea of Blood
Fantasíaفى عالم اثخنتة الحروب اسطورة قديمة قد تم نسيانها عن رجل غامض غضبة يجعل العالم يرتعش والسماء تمطر دما و البحار تجف والجبال تدك...ولد فتى امتاز بذكائه عن اقرانة بعد حله للغز الذى لم يجد حله الكثير من الاشخاص عبر ملايين السنين اصبح هو المختار ليتربع عل...