الفصل 54 :الزهرة السامة

1K 89 7
                                    

بعد دقائق حانت مباراة منير، لقد كانت ضد فتاة
قبيلة التنين الملقبة بـ "الزهرة السامة"
وقفت الفتاة هناك ثابتة بينما تغير جو المدينة
الذهبية قليلا، وأصبحت هناك بعض الرياح، كانت
الرياح عندما تهب على "الزهرة السامة" وتحرك
ملابسها وشعرها، ينبعث منها شعور متعارض، كأن
زهرة جميلة ثابتة في وجه الرياح مع هالة قتل
طبيعية مرعبة تحيط بها، شعور بالإعجاب
والرعب معا
بينما منير الواقف أمامها هناك كان غاضبا بعض
الشيء مما حدث سابقا مع مؤنس وصابر
أشار الحكم ببداية القتال بين فتى الصاعقة والزهرة السامة
كليهما بقي واقفا منتظرا هجوم الآخر، بعد
لحظات قرر منير المبادرة، استدعى بعض الخناجر
من حيزه الفراغي ورماها اتجاه الزهرة السامة،
لكن ظهرت بتلة لزهرة بنفسجية عملاقة وصدت
السكاكين
ركض منير دائريا حول الزهرة السامة واستمر في
رمي السكاكين، لكن في كل مرة كانت البتلة
تصدهم
بينما منير يركض، جذور زهرة خرجت من الأرض
أمامه، وقامت بضربه بعيدا
نهض منير ورفع رأسه وجد أن أمامه جدار من
الجذور تتراقص كأفاعي، انهالت الجذور تباعا
عليه، فعل منير بنيته البيضاء وشرع في تفاديها
ما أدهش منير، أن تلك الجذور كانت تتفرع منها
جذور أخرى في لحظات حاسمة، ما جعل توقع
مسار الهجوم مستحيلا
تحمل منير آلاف الضربات من الجذور، لحسن
حظه أن جسده خالد وقدرة تحمله عالية
في هذا الوقت لم تكن الزهرة السامة قد تقدمت
خطوة واحدة، كانت الجذور تهجم والبتلة تحميها
دون أن تقوم هي بأي حركة
خلال هذه الفترة حلل منير قدرتها مبدئيا، يبدو
أنها مختصة في القتال بعيد المدى
لذا منير باستخدام سرعة البنية البيضاء، توقف
عن الدفاع، وبدأ في الإسراع للهجوم، أصبح يظهر حينا عن يمين وآخر عن يسار مختفيا فيما بينهما
هنا فتحت الزهرة السامة عينيها، بعد أن كانا شبه
مغمضين
رفعت يدها للسماء واستخدمت "سحر الأزهار"
ظهرت 4 زهرات عملاقة على الاتجاهات الأربع
في الحلبة، كل واحدة من الزهور أخرجت جدارا
من الجذور وانهالت على منير
أصبحت سرعة هجوم الجذور 4 أضعاف سرعتها
الأصلية، ما جعل منير يتراجع عن هجومه، مكتفيا
بالدفاع تارة وتحمل الضربات تارة أخرى
فكر منير في نفسه "إذا استمر الأمر على هذه
الحال سأخسر بالتأكيد، علي أن أفكر بحل ما"
منير قد وصل إتقانه للسحر لمستوى لا يصدق
وخاصة بعد التدرب في العالم الأسمى برفقة ملكة
الدماء
تحول فجأة منير لماء، تماما كما لو أنه فعل البنية
الزرقاء، هذا جعل زعيمة قبيلة السحاب تذهل،
ظنا منها أنه استعمل البنية الزرقاء أيضا، لكن في
الواقع كان هذا قمة إتقان سحر الماء، حيث يمكنه
تحويل نفسه وما حوله لماء
في هذه اللحظة، اختفى منير بالفعل وكأنه غير
موجود، هذا جعل الزهرة السامة تذهل، وبسرعة
الضوء فعلت سحر الأزهار "الرحيق السحري
للزهرة المتفتحة" ظهرت وسط الحلبة زهرة
عملاقة متفتحة، في حين اختفت الزهرات الأربع
الأخريات، أطلقت تلك الزهرة العملاقة عبقا غريبا
بمجرد ما وصل إلى أنف منير، حتى شل في مكانه متجسدا مرة أخرى، خلال هذه الفترة كان قد
اقترب خفية من الزهرة السامة، فكان تجسده
وراء الزهرة السامة بخطوتين
التفتت الزهرة السامة، رفعت يدها وأشارت إليه
بأصبعها، خرج من أصبعها جذر طويل بأشواك
وتوقف على أصبعين أمام جبهة منير
هنا، قالت الزهرة السامة "لقد كنت خصما يستحق
أن استعمل السم ضده، لا تقلق القتل ممنوع، هذا
السم لي قاتلا، بمجرد أن تلمس الأشواك جلدك،
ستنام لـ24 ساعة، هذا السم أقرب إلى المخدر
منه إلى السم"
بمجرد ما أنهت كلامها، انبعث من منير ضوء باهر،
جعلها تغطي وجهها
لقد استعمل منير سحر الضوء أخيرا أمام الملأ
بعدما انقشع الضوء، وجدت الزهرة السامة، خنجرا
على رقبتها، ومنير ممسك برأسها
في الواقع، عندما أصدر منير سحر الضوء، كان
جسده مشلولا، وليتغلب على ذلك، قام بعض
لسانه قاطعا إياه، حتى يرغم الجسد على الشعور
بالألم، وبالتالي تتحرك طاقة دمه بصورة متسارعة
أكثر، ويمكنه بهذا أن يستعيد حركته، طبعا عاد
لسانه بعد لحظات من قطعه بأسنانه
دهشت الزهرة السامة قائلة "مستحيل� كيف
فعلتها؟"
لم يجب منير على سؤالها واكتفى بقول
"استسلمي، لا أريد أن أؤذي فتاة"
ابتسمت الزهرة السامة وقالت "يا للطفك"، ثم تحولت تعابيرها لشيء مخيف أكثر "لقد أيقظت
الشيطان الذي بداخلي"
فجأة بدا وكأن لون بشرتها يتحول للأسود وشيء
ما يخرج من ظهرها، بسرعة تراجع منير للخلف
بشرتها تحولت للأسود تماما، وبرز جناحان
سوداوان من ظهرها، كبرت مخالبها وظهر قرنان
على جبهتها، وأصبحت كل أسنانها أنيابا
دهش منير جدا لكن ملكة الدماء التي بداخله
أخبرته "هذا معنى أن تكون فردا في قبيلة التنين،
دمهم نادر للغاية، هم سلالة لتنين حقيقي تزاوج
مع فتاة بشرية، فأنتج بشرا بدم تنين، يمكنهم بعد
التدريب أن يتحولوا لتنين مصغر، بحيث أنهم لا
يسعهم أن يتضخموا كتنين حقيقي"
ضمت الزهرة السامة جناحيها ثم فردتهما مطلقة
موجة رياح كبيرة، جعلت منير يتراجع بضع
خطوات للوراء
حلقت الزهرة السامة قائلة "هذه هي قوتي الكاملة
من الآن فصاعدا، سأقاتلك بكل قوتي"
لوحت بمخالبها في السماء عشوائيا اتجاه منير،
فانطلقت موجات هوائية حادة تجنبها منير، بقيت
الموجات تنطلق اتجاه منير مع كل تلويحة
ركض منير مفعلا البنية البيضاء، وقفز في الهواء،
وضرب رجل الفتاة بالخنجر لكن الخنجر لم
يجرحها، فبعد كل شيء جلدها جلد تنين
قام منير بإخراج سيف الجن، بمجرد ما خرج
أطلق موجاته الصوتية، لكن تلك الموجات ردعت،
بموجات هوائية أقوى منير مستخدما سيف الجن، استطاع قطع الهواء
وكل الموجات التي تأتيه، ما جعله مرتاحا أكثر
فركز على الهجوم
قفز اتجاه الزهرة السامة، وبسيف الجن أراد قطع
ذراعها، لم ينجح لكن ترك جرحا على الأقل
كان من الواضح أن سيف الجن أقوى من خنجره
حلقت الزهرة السامة أعلى في السماء حتى لا
يصلها منير واستمرت في هجماتها الهوائية
وقف منير في مكانه، استخدم مخلب التنين في
مستواه الأول محطم الأراضي، قام بإدخال يديه
إلى أرضية الحلبة ورفع جزء منها، ورماه على
الزهرة السامة
هذا فاجأها تماما، فحلقت مبتعدة، لكن بمجرد ما
فعلت، قطعة أرضية محلقة أخرى أتت نحوها
وأصابتها مباشرة فسقطت أرضا
طبعا الحلبة تجددت بسرعة، فبعد كل شيء هي
تصمد حتى أمام هجمات جنرال روحي
أسرع منير ببنيته ومفعلا مخلب التنين، وقف
عليها، وانهال بمخلب التنين على كتفها، لكن الفتاة
رفعت يدها، وصدت مخلب التنين
بعد كل شيء هي في هيئة تنين ومخلبها مخلب
تنين حقيقي، من الطبيعي أن تستطيع صد تقنية
مخلب التنين وخصوصا أنها في مستواها الأول
نهضت واشتبكت مع منير في قتال مباشر
بالأيدي، كان منير يواجه صعوبة في ثقل لكماتها
وهي في هيئة تنين، لكن بعد كل شيء فهو قد تدرب على المبارزة وتعلم بعض الفنون القتالية
من ملكة الدماء
استخدم منير "ضربة الرعد" فخرجت صاعقة من
يده وضربت الزهرة السامة وأرسلتها محلقة
لحدود الحلبة فتكهربت
ضربة الرعد كانت إحدى التقنيات التي علمته
إياها ملكة الدماء
وقف منير في مكانه وقال "فقط استسلمي لن
تستطيعين الفوز"
نهضت الفتاة وصرخت "أبدا، سأفوز بالتأكيد"
سحر
حلقت عاليا في السماء، واستخدمت "
الأزهار" مرة أخرى
هذه المرة مع قوة تدفق دم التنين، استطاعت
استدعاء عشرات الأزهار، كل منها أخرج جدار من
الجذور، واندفعت مئات أو آلاف الجذور نحو منير
قالت الزهرة السامة "هههههه، الآن فلنرى إذا كنت
تستطيع الصمود في وجه هجومي المطلق"
صر منير على أسنانه وقال متمتما "لم أرد أن
أستعمل هذا، لكن..."
رفع منير يده في السماء ولمع من عيناه ضوء
أحمر مخيف، جعل القشعريرة تكتسح جسد
الزهرة السامة
قالت الزهرة السامة في نفسها "تبا، ما الأمر؟ ما
الذي يخطط لفعله؟�"
استخدم منير سحر الدماء، فسيطر على تدفق
الدم في جسدها، مسقطا إياها أرضا
سحرها اختفى لانعدام تركيزها، وجلست في
الأرض تتلوى من الألم
قام منير بتقليل تدفق دمها، فاختفت هيئتها على
شكل تنين، وعادت لبشريتها
اقترب منها وقال "فقط استسلمي وسأخلصك من
هذا الألم"
بعد صراع طويل من الألم، وإرغام منير لعروقها
على التقلص، أخيرا استسلمت
أعلن الحكم أن الفائز في القتال هو منير

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن