الفصل 36 :مصفوفة صفاء الوحوش

1.1K 79 2
                                    

في خضم قتالهما المستعر، صرخ سيلتيك "فن
السيف المزدوج، المروحة القاطعة"، ليتحول
سيلتيك كإعصار مصغر وينهال بضربات لا حدود
لها على درع مهيب المصنوع من حراشف تنين
الظلام
،
زأر مهيب "فن الظلام، الصرخة العميقة المدوية"
ليصدر صوتا مدويا أطار كل الأشجار في المنطقة
المحيطة وحولها لمنطقة جرداء
كانت ردة فعل سيلتيك سريعة، بسرعة تفادى
الهجوم وغاص عميقا في الأرض، طبعا سيلتيك
من صنف وحوش الصحراء، ويستطيع بسهول
التنقل تحت الأرض
فجأة خرجت يدين عملاقتين من تحت الأرض وأمسكتا بمهيب، تجهم مهيب قائلا في نفسه
"تبا،إنها تقنية ضمة القبر الخاصة بروح سيلتيك"
صرخ مهيب بتقنية أخرى "فن الظلام، تقنية الألف
" لتظهر من العدم أيادي سوداء عديدة وتقوم
يد
بتحطيم اليدين العملاقتين اللذين خرجتا من
تحت الأرض
هبط مهيب على الأرض، وخرج أمامه سيلتيك من
تحتها وهو مفعل لروحه
لقد كانت روح سيلتيك روح "حاكم المصير"، وهي
روح كائن غير بشري، يقال أنه كان ملكا ويقال
كذلك أنه كان أحد حراس الأبعاد وكان يحرس
قصر المصير
ما اتفقت عليه جميع الأقوال أن قوته فريدة جدا،
فهو يستطيع جعل المحيط الذي هو به تحت
إرادته تماما
قال سيلتيك "يبدو أنك أتقنت استعمال روحك، لم
أتوقع أبدا أن تقنية سيفي سيتم تشتيتها، ناهيك
عن تحطيمك لذراعي المصير، يبدو أنني يجب أن
أقاتلك بكل ما أملك"
قال مهيب "أنت كذلك، يبدو أنك تعلمت بعض
فنون السيف، كانت هذه مفاجأة حقا"
نظر سيلتيك بعينين حادتين لمهيب قائلا "الأمر
ليس شخصيا، كنت أخبئ هذا لقتال خصم أقوى،
لكن سأستخدمه عليك على أي حال"
فجأة ألغى سيلتيك روحه ووقف في مكانه قائلا
"هلم إلي" تعجب مهيب قائلا "كيف ستصد هجومي الروحي
دون استعمال روحك؟ هل تخطط لشيء ما؟"
قال سيلتيك بنصف ابتسامة "فلتجرب وسترى"
اندفع مهيب صوبه كالسهم صارخا "فن الظلام،
الرمح الأسود" رمح الروح الذي كان في يده،
تحول للأسود وزاد مداه، بمجرد ما لمس رمح
الروح الأسود، خرجت كرة طاقة سوداء من رأس
الرمح وانفجرت على جسد سيلتيك، ليرسله
الانفجار محلقا مئات الأمتار حتى أن جسمه دخل
بلدة الأقحوان
الجنود الوحوش الموجودون فزعوا لمكان سقوط
جسد سيلتيك، ليجدوا قائدهم مثخنا بالجراح
تقدم مهيب محلقا إلى بلدة الأقحوان وهالة
مرعبة تنبعث منه تخنق كل أحد يقابله
في السابق كان حذرا من دخول بلدة الأقحوان
حتى لا يكتشف أمره، ولكن بمراقبته للجنود عرف
أن قتلهم جميعا لن يشكل مشكلة معه لو استخدم
كامل قواه وبعض الأساليب
هم الجنود للدفاع عن قائدهم، لكن سيلتيك
أمرهم بالتراجع بحركة من يده
وقف مهيب أمام سيلتيك الذي دمر جسده تقريبا
قائلا "تافه، من الغباء أن يصيبك الغرور وتحاول
صد هجوم روحي بجسدك وحده"
قال سيلتيك متثاقلا "هل تعتقد فعلا أني غبي
لتلك الدرجة"
فجأة، دمائه على الأرض شكلت ختما ما، وأحاط درع عملاق بكل بلدة الأقحوان، أصيب مهيب
بصداع حاد في رأسه، اضطره للصراخ متألما،
فأسرع وألغى روحه قبل أن يفقد تركيزه عليها
الجنود الوحوش الموجودون داخل البلدة،
ضربتهم كلهم صواعق رعدية، وتحولوا لضوء
أحمر ودخلوا جميعهم جسد سيلتيك
جسد سيلتيك شفي تماما وتضخم جسده حتى
أصبح أضخم من مهيب ب6 أمتار طولا و3 عرضا
ضحك سيلتيك بجنون قائلا "لقد وقعت في الفخ،
من الغبي منا؟ لقد دخلت في مصفوفة "صفاء
الوحوش"، هذه المصفوفة أنشأت من قبل
الإمبراطور شخصيا، لا يمكن لأي شخص تدميرها،
والمميز بشأنها أنها تسمح للوحوش بالقتال بحرية
في حين أي شخص لا يملك دم الوحوش لن
يستطيع تفعيل روحه إطلاقا مهما كان، ألست
ذكيا أيتها السمكة الغبية؟"
نظر مهيب إلى خطوط الدم التي شكلت الختم،
وعرف من رسم الختم، أن هناك 3 أساسات لهذه
المصفوفة، مخفية في البلدة، لو وجدها وألغى
تفعيلها بطريقة ما ستلغى المصفوفة
استعاد مهيب رباطة جأشه، سيكون الأمر على ما
يرام إذا لم يستعمل روحه، لذا بدل من ذلك عليه
أن يعتمد على أساليب غير تقليدية
صرخ مهيب "البنية السوداء" تفعلت البنية وتباطأ
الزمن
تقدم نحو سيلتيك حاملا سيفا استعاره من حيزه
الفراغي، بمجرد ما اقترب حتى تحرك سيلتيك
قائلا "خدعتك�" ووجه ركلة إلى مهيب جعلته يحلق حتى حدود الدرع، وباصطدامه به صعقت
كهرباء جسد مهيب
بصق مهيب الدماء ونظر إلى سيلتيك الذي يمشي
بحرية، مع أن مهيب مفعل للبنية السوداء
نظر سيلتيك لمهيب وقال "تتساءل كيف أستطيع
التحرك تحت قيود بنيتك السوداء؟ ببساطة لأن
سرعتي ضعف سرعتك، ولولا أنني كنت أخطط
لإذلالك قبل قتلك، لتمكنت بسهولة من الفتك بك
سابقا بواسطة سرعتي فقط"
قال مهيب وهو يمسح الدماء من على فمه "لقد
خدعتني حقا، لكن لا تغتر بذلك"
أحس سيلتيك بضغط رهيب جعله غير قادر على
الحركة، حتى أن رفع رأسه يحتاج لطاقة كبيرة
قال مهيب لسيلتيك "أنسيت أن سحري هو
الضغط؟، أستطيع سحقك بهذا الضغط دون أن
ألمسك حتى، الآن فلتمت"
زاد مهيب من سحر ضغطه حتى كاد سيلتيك أن
يصبح منطبقا على الأرض على مستوى واحد
هنا صرخ سيلتيك "روح حاكم المصير"، فورا بعد
استدعاء روحه، لم يعد سحر مهيب يجدي أمامه
وقف سيلتيك قائلا "لأنك خصم تستحق، فلتختر
الطريقة التي سأقتلك بها، لست ندا لمستعمل روح
دون استعمال روحك يا مهيب"
قال مهيب "لو كنت حقا تفتخر بكونك زعيما
روحيا، فلتقاتلني على قدم المساواة" قال سيلتيك مستهزئا "ولماذا أتساوى مع سمكة
مثلك؟ هل من الحكمة قتال سمكة في الماء من
أجل التفوق عليها؟ لماذا أبذل كل ذلك الجهد؟ وأنأ
لست في حاجة إلا لشبكة للإمساك بها وقتلها
بالطريقة التي أريد ووقتما أريد"
قال مهيب "إذا حيث أنني السمكة التي وقعت في
شباكك، فليس من الحكمة أيضا أن تتحدث
لسمكة وتدعها تقرر طريقة موتها، أأنت مجنون؟�"
الجملة الأخيرة أغضبت سيلتيك قائلا "أيها الوقح،
أنا أظهر رحمتي نحوك، وأنت تنعتني بالمجنون�،
سأمزقك حتى لا تتعرف عليك أمك لو رأتك"
اندفع سيلتيك صوب مهيب صارخا "اليد العملاقة
المحطمة" لتظهر يد برتقالية عملاقة فوق مهيب
*بووووم*
تلك اليد ضربت الأرض بقوة حتى أنها حفرت
حفرة عميقة على شكل اليد
بمجرد ما ارتفعت اليد مرة أخرى، تفاجأ سيلتيك
"ماذا؟ أين ذهب؟، كيف تمكن من التحرك بمثل
هذه السرعة؟"
ظهر مهيب وراءه من بعيد صارخا "يبدو أن هذه
السمكة زلقة للغاية، لن تستطيع أن تمسكها حتى
لو كانت بين يديك، أيها الغبي الأحمق"
الغضب العارم اجتاح سيلتيك في كل شبر من
جسده صارخا "أيها الوغد، إذا لم أستطع إمساكك
سأسوي المكان أرضا" حلق في الهواء في وسط البلدة وصرخ "التقنية
السرية، المصير النهائي" ضوء برتقالي انتشر في
كل مكان مدمرا كل شيء داخل المصفوفة، حتى
أن المصفوفة في حد ذاتها ارتعدت بشدة
قال سيلتيك وهو يلهث "الآن لابد أنك محيت
تماما من على وجه الأرض"
نظر سيلتيك في الأرجاء، وجد مهيب واقفا هناك،
شابكا ذراعية
بسرعة الضوء توجه نحوه، وقف أمامه وسأل
"كيف لا تزال حيا بعد هذا الهجوم؟"
قال مهيب "لأنني استخدمت سحري"
صرخ سيلتيك وفجر هالته قائلا "هراء� سحرك هو
الضغط لن يعمل ضدي وأنا في مستواي الروحي"
بعد لحظة لمعت في فكره فكرة "إلا إذا .... أيعقل
أنك؟"
قال مهيب "طبعا يعقل، مرت 11 سنة منذ قتالنا،
أتتوقع أني أستعمل سحرا واحدا فقط؟ يا
لتفكيرك الضحل، لقد استعملت الفرع الثاني من
سحر الضغط، سحر التخلل"
سحر الضغط ينقسم لأربع فروع: سحر الجاذبية،
سحر التخلل، سحر الانفجار، سحر التحطيم،على
العموم أتقن مهيب الفرع الثاني فقط ولم يتمكن
من إكمال البقية
سحر التخلل يتيح لمستخدمه أن يمر عبر
الهجمات، ولكن فقط في اللحظة المناسبة، وتزداد
مدة الاختفاء اللحظي تلك على حسب إتقان فرع
سحر التخلل قال سيلتيك "حتى مع ذلك، إلى أي وقت ستستمر
في استخدامه، سحر التخلل لن يتيح لك الهجوم،
هو فقط سحر دفاع لحظي، ماذا عن سلسلة
هجمات غير محدودة، هل ستتمكن من تفاديها
جميعا؟"
ارتفع سيلتيك في السماء وقال "التقنية السرية،
هجمات المصير الزمنية" آلاف بل ملايين الأيدي
البرتقالية اندفعت صوب مهيب
مهيب بقي هناك دون حراك وكل الهجمات تخترقه
دون المساس به
استمر الهجوم لأزيد من ساعتين حتى أنهك
سيلتيك وخارت قواه وعاد لحجمه الطبيعي
قال سيلتيك "أيها الوغد، هذا لا يمكن أنه سحر
التخلل، هذا مستحيل، لقد خدعتني مرة أخرى"
قال مهيب "صحيح هذا ليس سحر التخلل، بل
هذا بفضل "حذاء الخفة" الذي أرتديه، والذي
يضاعف من سرعتي، على حسب قوة خصمي،
فإن كنت أسرع مني بضعف بواسطة هذا الحذاء
أكون أسرع منك بضعفين، ومع بنيتي السوداء،
أكون أسرع منك ب4 أضعاف"
سيلتيك أصبح يلهث من التعب في حين أن روحه
ألغيت وقال "لقد تمكنت مني مرة أخرى، لولا هذه
الأداة لكنت سحقتك منذ وقت طويل"
قال مهيب "في الحقيقة استعملت حقا سحر
التخلل لتفادي هجومك الذي سوى البلدة، لكن
بعدها كنت أستعمل الأداة فقط"
ثم أكمل مهيب "لا تلمني، لم حظك السيء" ضحك سيلتيك وقال "حظي السيء؟ أظن أن
حظك أسوأ، لو قتلتني ستشرع المصفوفة
بالانكماش، وستطحنك طحنا"

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن