استمرا نحو المدينة الذهبية، في منتصف الطريق
سأل منير ملكة الدماء فجأة "معلمتي، لقد كان
خلودي بسبب ختمك داخلي، لكن بما أنك تحررت
من الختم، هل يعني هذا أني لن أصبح خالدا
بمرور الوقت؟"
قالت ملكة الدماء "الأمر معقد نوعا ما، يمكن
اعتبارك حالة استثنائية، أنسيت أنك شربت دمي
لتبقيني تحت السيطرة؟ برغم من أن الختم زال
لكن دمي لازال يسري في عروقك، لذا ما دمت
حية ستبقى خالدا، في الحقيقة حتى لو مت
ستبقى خالدا، لأنك الآن تسيطر على سحر الدماء،
ونتيجة لذلك قد اندمج دمي مع دمك تماما، لكن
برغم هذا، ولكوني صاحبة الخلود الأصلية،
يمكنني طبعا استعادة دمي منك، وبالتالي لن
تصبح خالدا، ولكن هذه العملية ليست سهلة حتى
علي كما تظن"
فهم منير أن خلوده مرتبط بصلة وثيقة بملكة
الدماء، سيعاني كثيرا لو لسبب ما ماتت
قالت ملكة الدماء "ألم تسألني لماذا قررت
تقوية سحرك الآن؟ لماذا اخترت هذا التوقيت
الآن؟"
قال منير مبتسما "الأمر واضح يا معلمتي، لذا لم
أحتج للسؤال، لأني سأدخل في مسابقة فيجب
علي أن أتقن سحري، وقد اخترتي هذا الوقت
بالذات، لأني لا أعلم من سأواجه، فقد دخلت من
فترة قصيرة المستوى الانفجاري، صحيح أن
طاقتي تكثفت وأصبحت أكثف من المستوى
الأوسط، لكن سأواجه صعوبة لو واجهت شخصا
في المستوى السحابي، إلا إذا أتقنت سحري حينها
سأزيد من فرصة نجاتي ومفاجأة خصمي، أليس
هذا صحيحا معلمتي؟"
ابتسمت ملكة الدماء "تستحق فعلا مستواك
العقلي ذاك، لقد برهنت على ذكائك باستنتاجك
لهذا"
قالت ملكة الدماء "لماذا إذا قررت أن أحميك علنا،
مع قدرتي على حمايتك سرا وأنا في داخل
عقلك؟"
أجاب منير "هذا لأنك تملكين ذكريات المعلم
رشيد، بالطبع كان خيارك في حمايتي علنا أسهل
كثيرا من حمايتي سرا، فلا أحد سيستغرب من
معلم يحمي تلميذه، في حين أنهم سيستغربون لو
جاءت الحماية من اللامكان، وهذا قد يضعني في
موقف أخطر"
ابتسمت ملكة الدماء "صحيح، هل قررت كيف
ستقاتل؟"
قال منير "سأقاتل أولا بيدي، لن استخدم تقنية
السيف التي علمتني إياها إلا إذا احتجتها،
وسأخفي هالتي قدر المستطاع، حتى لا أثير
انتباه الكثير من الخصوم"
ضحكت ملكة الدماء "هالتك؟ أيها الشقي أنت لا
زلت لم تبلغ أي مستوى روحي فلا تتحدث عن
الهالة، تلك التي تدعوها هالتك، مجرد طاقة
فائضة، الهالة الحقيقية هي للأشخاص في
المستويات الروحية"
ضحك منير قائلا "أنت معلمتي من المفروض أن
تشجعيني، لا أن تثبطيني�"
قالت ملكة الدماء "حسنا حسنا، إذا أردتني فعلا
أن أشجعك، أدخل بقوة لا تظهر كالخروف
الضعيف، كن أسدا يزأر أمامهم، على الأقل هذا
أكثر إثارة"
قال منير "إثارة؟�، أنا لا أسعى للإثارة أنا أسعى
لشيء آخر تماما، هذه المسابقة في الحقيقة لا
تعنيني، لكنها فرصة ذهبية للتقرب خطوة من
انتقامي"
قالت ملكة الدماء "أوه، هذا أيضا شيء مثير آخر"
كانت ملكة الدماء تتقمص شخصية رشيد طوال
فترة المسير
وصلا لمدينة "الفجر الجديد" وهي مدينة على
مشارف المدينة الذهبية، يمكن اعتبارها مدينة
تجارية في المقام الأول
مشيا بين أزقتها، كان السكان قليلون والمتاجر
متباعدة بطريقة غريبة، هذا أثار استغراب منير
قالت ملكة الدماء "فلنذهب ونرى ماذا يوجد
هناك"
كان المكان الذي أشارت له ملكة الدماء عبارة عن
دكان خرب، يملكه شيخ قذر الملبس، بمجرد ما
رأى غريبان قادمان نحو دكانه، نهض على الفور
للترحيب بهما قائلا "مرحبا، بالسيد والسيد
الشاب، شكرا على قضاء بعض الوقت والتوجه
إلى هنا لتنظرا إلى سلعي المتواضعة"
توقفت ملكة الدماء أمام الدكان، وأخذت طماطم
كانت هناك قائلة "من أين جلبت هذا؟"
قال البائع "أوه، لدى السيد المحترم نظرة ثاقبة،
هذه الفاكهة تدعى "دموع الشيطان"، هي ليست
من هذا العالم، لا أدري بالضبط أصلها، لكن جلبها
لي أحدهم كسلعة باهضة الثمن، وقال لي أن
أبيعها"
قال منير "بكم؟"
أجاب البائع "سيدي الشاب، أبيع الواحدة من دموع الشيطان بمليون قطعة ذهبية"
رد منير مصدوما "مليون قطعة ذهبية؟ أيها
المحتال����"
صوت صدر من وراء منير وملكة الدماء "جيد يا
أخي، تمكنت فعلا من معرفة هذا المحتال، هذا
الشيخ القذر يدعى بـ "التاجر العقرب" هو معروف
باحتياله في كامل المدينة"
التفت منير للوراء، كان القائل فتى في مثل عمره،
ذو نظرة هادئة وعينين صافيتين جميلتين، وبنية
جسدية قوية مع ملابس رثة
قال منير "من أنت؟"
قال الفتى "يدعوني الناس بالتنين الصغير،
واسمي "مؤنس"، تشرفت بمعرفتك أخي، آه، هل
يمكن أن تقول لي اسمك؟"
قال منير بعدما فكر قليلا "اسمي منير، ويدعونني
"فتى الصاعقة""
بـ
ضحك مؤنس قائلا "فتى الصاعقة؟ لم اسمع بك
من قبل، لكن يبدو أنك شخص جيد، ويبدو أنك
في المستوى الأوسط، إذا كنت ستذهب رفقة
معلمك هذا إلى المسابقة فلنذهب معا مع معلمي"
قال منير "معلمك؟"
رد مؤنس "أجل ألم تعرفني؟ أنا التنين الصغير
تلميذ التنين المحلق، أقوى معلم في المملكة
الذهبية"
قال منير "وأين هو؟"
رد مؤنس "إنه يتجول هنا في مكان ما وأراد مني
أن أنتظره، ربما أراد شراء شيئا ما لي، لا أدري"
وهما كذلك، إذا أتى رجل قوي البنية يمشي بهالة
طبيعية مرعبة دون أن يقصد حتى إطلاقها، وقف
ذلك الرجل جنب مؤنس وقال "هيا لنذهب"
التفت مؤنس بسرعة قائلا "معلمي، أريد أن
أعرفك بصديقي الجديد، منير، ولديه لقب مثلي
وهو فتى الصاعقة، وذاك الواقف هناك معلمه"
نظر معلم مؤنس لمنير،وابتسم ثم نظر لرشيد
(ملكة الدماء) وأبدى استياءه قائلا "أوه، أيها
الحثالة رشيد هل أنت ذاهب لتدخل تلميذك
للمسابقة� أنصحك ألا تفعل ذلك، منذ أن عرفت
أنك ستشارك بتلميذك سأتأكد من أنه سيسحق، لذا
من الأفضل أن تسحب تلميذك البريء من هنا"
(من الآن عندما أقول رشيد، أقصد به ملكة الدماء
المتقمصة لشكل رشيد، فرشيد مات)
قال رشيد "أوه، هارون لم أرك منذ فترة طويلة،
منذ أن هربت زوجتك معي"
تغير تعبير هارون قائلا "سأقتلك يا رشيد" ثم
أطلق هالته المرعبة التي دمرت الأرض وجعلت
المحتال ودكانه يحلقون بعيدا
رد رشيد "وكيف ستقتلني وأنا أحمل سرك؟"
سحب هارون هالته "أيها الوغد، لو كنت فعلا
تفتخر بكونك معلما فلتدخل تلميذك للمسابقة، وأنا
أضمن لك أنه سيخرج مشلولا"
ثم نظر لمؤنس قائلا "احفظ وجه هذا الشخص،
في المستقبل عندما تلتقيه غير طريقك، واحفظ
وجه هذا التلميذ، فسوف تغير ملامحه حينما
تواجهه في المسابقة"
نظر مؤنس لمنير بشر متقد قائلا "من اليوم أنت
عدوي، سألقنك درسا لن تنساه بما أنك تلميذ عدو
معلمي"
قال رشيد "أوه تلميذك في المستوى السمائي؟
كان هذا مفاجئا حقا"
تغير تعبير وجه هارون "أنت، كيف عرفت هذا؟ لن
يعرف هذا إلا من هو في مستوى حاكم روحي؟
هل يعقل أنك تجاوزت الجنرالات؟"
قال رشيد "ومن يهتم؟ كان غباء من تلميذك أن
يظهر مستواه هنا أمامي، الآن لن يستطيع الفوز
أمام تلميذي"
صرخ هارون "لا تغتر، تلميذك في المستوى
الأوسط، كيف سيسعه الفوز على تلميذي الذي في
المستوى السمائي أحد المستويات الخفية"
لم يرد رشيد، بدل من ذلك قام برمي حبة
الطماطم لهارون قائلا "التقط هذا، وقل لي، هل
هي مزيفة أم حقيقية؟"
قال هارون بعدما تفحصها قليلا "أي مبتدئ في
مستوى روحي سيعلم أنها مزيفة، دموع الشيطان
لا تكون بهذا اللون الأحمر القاني عادة"
قال رشيد "وماذا إذا قلت لك أنها حقيقية ألان
تصدقني ؟"
قال هارون "بالطبع لن أفعل"
قال رشيد "هل تتجرأ على استعمالها هنا أمامي ؟"
بدون أدنى تردد قام هارون بدهس دمعة الشيطان
تلك تحت ضغط يده، فجأة تحولت يده إلى نار
واشتعلت كلها، صرخ هارون من الألم، لكن تلميذه
تصرف بسرعة، استخدم سحر النار وقام بتحييد
النار التي حرقت يد معلمه، ورماها نحو رشيد،
لكن رشيد لوح تلويحة واحدة فذهبت تلك النار،
وهذا فاجأ مؤنس كثيرا
قال رشيد "لم تستطع حتى تحمل دموع الشيطان
وتدعو نفسك معلما؟ انقلع من هنا، تلميذك أكثر
نفعا منك"
ومضت شرارات نارية من عيني مؤنس واندفع
نحو رشيد، لكن معلمه أوقه قائلا "لا تتسرع، لقد
أظهرت ما يكفي من قوتك، لقد كان هذا المخادع
يحاول أن يظهر ما تخفيه أمام تلميذه، حتى
يتسنى له فعل شيء حيال ذلك، لقد كنت غبيا،
وتركتك تظهر مستواك الحقيقي والآن سحرك، لا
تظهر أكثر، فلتهزم تلميذه في المسابقة فقط"
نظر مؤنس لمنير قائلا "سأسحقك سحقا، كحشرة
تحت قدماي وكل الذنب ذنب معلمك الوغد،
فلتجهز نفسك للألم"
منير لم يقل شيئا طوال ما حدث واكتفى
بالمشاهدة
في حين رحل مؤنس ومعلمه بعيدا، التفت منير
لملكة الدماء صارخا "ماذا تفعلين؟"
قالت ملكة الدماء "وما ذنبي؟�، هو ذنب الشخص الوغد الذي تقمصته والذي يستفز الناس أينما
ذهب، كان لابد أن أتماشى مع الوضع وإلا لاكتشف
أني لست رشيد"
ضرب منير رأسه بيده، فقد صنع للتو عدوا آخر
أنت تقرأ
بحر الدماء Sea of Blood
Fantasíaفى عالم اثخنتة الحروب اسطورة قديمة قد تم نسيانها عن رجل غامض غضبة يجعل العالم يرتعش والسماء تمطر دما و البحار تجف والجبال تدك...ولد فتى امتاز بذكائه عن اقرانة بعد حله للغز الذى لم يجد حله الكثير من الاشخاص عبر ملايين السنين اصبح هو المختار ليتربع عل...