بحر الدماء Sea of Blood

الفصل 31 :ملك الشموس و منير

فجأة، انقشع المشهد كله من أمام منير وظهرت
أمامه هيئة مضيئة اقتربت تلك الهيئة شيئا
فشيئا... إنه ملك الشموس
قال ملك الشموس "لابد أنك الموعود، وإلا لن
تتمكن من المرور عبر هذا الحاجز، ورؤية ماضي
هذا المكان"
رد منير
"موعود؟ ما هو الموعود؟"
ابتسم ملك الشموس قائلا "أنت هو الموعود، لقد
اختارتك السماء وعهدت إليك أسرارها وقوتها،
يجب أن تتربع على عرش العوالم كلهم في يوم
ما، هذا هو قدرك"
بقي منير ينظر لملك الشموس دون أن يحرك حتى
شفتاه
الكلام الذي سمعه من ملك الشموس في جزءه
الثاني، سبق وسمعه منير من الشيخ الشبحي، أنه
سيكون الأقوى في هذه العوالم وسيتربع على
عرش السيادة ولن يكون له ند على الإطلاق
قال ملك الشموس بعد التحديق في منير للحظة
"أرى أنك لم تدخل المستويات الروحية حتى،
لازلت مضغة في عالم الأقوياء، لم يحن الوقت
بعد لتتسلم الرسالة"
سكت قليلا ثم أكمل "إن العوالم أوسع بكثير مما
تتخيل، ومفهومها أعمق أكثر، حتى أن آلاف
السنين لن تكفي لرؤية كل ما فيها، أنت ما تزال
غصن غض في هذا العالم، لذلك يجب أن تطور
نفسك أكثر وأكثر ولا تتوقف عن محاولة كسب
القوة، لا ترضى أبدا أن تكون متفوقا فقط بل ليكن
هدفك أن تكون متفوقا على المتفوقين، أي
العبقري رقم واحد"
"في المقابل مهما كنت قويا، لا تستصغر خصمك،
حتى النملة تستطيع قتل الفيل لو دخلت أذنه،
وحتى الفيل يخاف من الفأر"
"هناك كائن واحد على حد علمي في هذا العالم
عرف أسرار الوجود، وعرف كل شيء عن أي
شيء، هذا الكائن هو ملكي وسيدي الذي قابلته مرتين فقط في حياتي"
"هذا الكائن هو ملك الملوك هو الكائن الوحيد
الخالد بأتم معنى للكلمة، لا توجد وسيلة لقتله،
حتى الأدوات الأسطورية الثلاث لسحق الخالدين،
لن تعمل ضده"
"ملك الملوك هو الذي اختارك بالتأكيد، وما دمت
الموعود من طرفه، فأنت إلى جانب الخير، لن
يختار ملك الملوك أبدا شخصا من سلالة ملك
الشر"
استمع منير بحرص لملك الشموس وبعدها سأل
"من هو ملك الشر هذا؟"
ظهرت علامات الأسى على وجه ملك الشموس
حينما قال "هو شخص غير طريقة تفكير ملك
الشر، بعد أن كاد ملك الشر يقضي على البشرية
في حقبة الدمار العظيم، استوقفه بكاء جنين
بشري غطي بالدماء، طوال حياة ملك الشر لم يرق
قلبه إطلاقا، كانت حياته مليئة بالقتل والمعارك
والحروب، كان يقتل الكبار والصغار، النساء
والأطفال، الشجر و البشر...، كل كائن يحاول
مساعدة البشر يكون عدوا لملك الشر وبالتالي
يقضى عليه بدوره، نحن الملوك محرم علينا
القتال ضد بعضنا البعض، إلا دفاعا عن أنفسنا"
"أخذ ملك الشر ذلك الطفل، وأحس بدفئه، قام
ملك الشر وقتها بإعطائه جزء من حياته ليطيل
عمره، وقام بتغيير تدفق دمه، حتى يستطيع
تحمل عالم الظلمات، ثم أخذه معه إلى قصره، فقد
كان ملك الشر هو نفسه ملك عالم الظلمات"
"تربى ذلك الطفل في كنفه وتحت رعايته، بل
وحتى دربه وقويت شوكته، كان ذلك الفتى موهوبا بحق حتى أنه رشح لمركز خليفة ملك
الملوك، كان ببنيته الفانية يستطيع هزيمة بعض
الملوك ذوو البنية الخالدة، ولكن فيما بعد تغير
ذلك الفتى، فكاد لمعلمه فقتله غدرا، وقام
بالسيطرة على روحه ظنا منه أن ملك الشر كان
ابن ملك الملوك، لكنه كان مخطئا، فملك الشر ابن
متبنى فقط لملك الملوك وليس ابنا من صلبه"
"قضى ملك الشر الجديد على أغلب الملوك، حتى
وصل لملكة الدماء، أين وقع في حبها، كانت ملكة
الدماء تجسيد للغطرسة والرعب، شاركته بدورها
كرهه للبشر وساندته، لكن يوم عرفت أنه يهدف
لملك الملوك، قررت قتله، وفعلا نجحت في ذلك،
فقد كانت ملكة الدماء أكثر شخص وثق فيه ملك
الشر اليافع، لكنها غدرت به بدورها وقتلته بالسم"
"هناك شائعات تقول أنه لم يقتل بل تمكن من
تجميد نفسه في فراغ ظلامي، وهناك شائعات
أخرى تقول أنه ترك ابنا من ملكة الدماء، و
شائعات أخرى تقول أنه كان له أبناء كثر فلطالما
كان يستهوي النساء طوال طريقه ليصبح ملك
الملوك"
"الشيء الغامض في هذه القصة، أن ملك الملوك
لم يتدخل إطلاقا في حين تم القضاء على أكثرية
الملوك، حتى أنا لا يمكنني تجسيد نفسي، فررت
في آخر فرصة وأصبحت كيانا لا وجود له فعليا،
يسافر عبر الفراغ، بحثت كثيرا عن صحة شائعة
أنه ختم نفسه في فراغ ظلامي، لكني لم أستطع
إيجاد أي دليل، ما أنا متأكد منه أن نسله مستمر
ليومنا هذا"
غرق منير في تفكير عميق "إذا كان ملك الملوك
هو الشيخ الشبحي، لماذا لم يتدخل في هذه
المشكلة مع أنه كان يستطيع تجسيد نفسه؟ إذا لم يكن هو فمن هو ملك الملوك هذا؟ هل ما زال حيا
أم مات؟"
برؤية منير غارق في تفكيره قال ملك الشموس
"لا حاجة لتفكر كثيرا حول هذه المسألة، كل ما
تحتاجه هو تطوير نفسك، الآن سأعطيك طريقة
لدخول مستوى آخر تماما لا يدخله إلا قلة من
العباقرة وهو المستوى الانفجاري"
بسماع هذا تغير تعبير منير "المستوى الانفجاري؟
أليس هذا أحد المستويات الخفية؟"
ابتسم ملك الشموس "أجل، هو كذلك، عندما تتقن
المستوى الانفجاري ستتمكن من تجاوز
المستويين الهوائي والسحابي والخطو نحو
المستويات الروحية مباشرة، بالإضافة أن متدرب
المستوى الانفجاري سيظهر للآخرين دائما أنه في
المستوى الأوسط، لكن في الواقع ستكون قد
تجاوزته بمراحل كثيرة"
قال منير "مفهوم، من فضلك علمني الطريقة"
قال ملك الشموس "أولا ستحتاج لتعلم سحر
الضوء"
ومض كف ملك الشموس، وظهرت بلورة طاقة
شمس، كانت طاقة الشمس في داخلها أكثر كثافة
وبمراحل من بلورة طاقة الشمس التي كانت في
حوزة منير
مرر بلورة طاقة الشمس تلك إلى منير، أمسكها
منير
قال ملك الشموس "للتدرب على سحر الضوء،
يجب أن تتخيل الشمس، لماذا اخترت الشمس؟
لأن سحرك وقتها سيحمل خاصيات السرعة
والانفجار والنار معا، وهذا أرقى وأسمى سحر
للضوء"
"سحر الضوء في الأساس له فرعين: البرق
والشمس، لكن لو تدربت بالكيفية التي قلتها لك لن
تحتاج لتعلم سحر النار أبدا، فسحر ضوءك
سيكون أقوى من سحر النار بمراحل، وبالطريقة
التي قلتها لك يصبح لسحر الضوء 4 فروع: البرق،
الحمم، الشمس، الجحيم"
"أنا وصلت للشمس لأني لم أكتشف طريقة
التدريب هذه إلا بعدما درست كثيرا حول سحر
الضوء، والآن أنا أعطيك نتيجة دراساتي لملايين
السنين"
تعابير الفرحة ملأت وجه منير قائلا "شكرا لك
سيدي ملك الشموس"
ابتسم ملك الشموس، ثم أكمل "ثانيا، سأعطيك
تعويذة رددها بعدما تتعلم سحر الضوء، فليكن في
علمك أنه عندما ترددها ستشعر أن جسمك ينفجر
مرات ومرات، وربما ستستمر معاناتك لأكثر من
شهر، بعدما تنتهي تلك الانفجارات داخل جسدك،
سيطرأ تغيير على مستوياتك وستدخل فورا
المستوى الانفجاري"
"المستوى الانفجاري ليس فيه أرقام محددة للبدأ
والنهاية، بل فيه شروط محددة لذلك"
"شروط البداية: - أن تكون بنيتك خالدة، أو فانية
بتقدير فوق الـ 200 لبنيتك الجسدية
- أن تفتح مسارات سحرك وتمتلك سحرا واحدا
على الأقل
- أن تمتلك حيزا فراغيا"
"شروط النهاية: -أن تتحكم في روح ما
- أن تكمل الفروع الكاملة الظاهرة لأحد جذوع
سحرك الأساسية
-أن تمتلك حيزا فراغيا لانهائيا
-أن تقتل 500 وحش بواسطة سحرك"
"يجب تحقيق كل الشروط للبداية وكل الشروط
حتى تنتهي من المستوى الانفجاري"
"الصعب في هذا المستوى، أن السحر الذي تختاره
لقتل أول وحش من الـ 500 ،سيحفظ كالسحر
الأساسي الواجب إنهاء كل فروعه، وهذا الأمر غير
قابل للتغيير، مع ذلك استخدام ذلك السحر
الأساسي أو أحد فروعه لقتل الوحوش الـ 500
سيعد ولن يرفض"
تجهم منير وقال في نفسه "يجب أن أتأنى وآخذ
قرارا سلسا، المستوى الانفجاري هذا قد يأخذ
عشرات السنين حتى أنهيه، لكنه سيكون طريق
مختصر وأكثر قوة نحو المستويات الروحية،
سآخذ مشورة الشيخ الشبحي بمجرد ما تتسنى
لي الفرصة"
أضاف ملك الشموس "آه، تذكرت طوال تدريبك
في المستوى الانفجاري الحد الأقصى لبنياتك
الأربع سيكون 500 ،لن تستطيع اختراق هذا
العدد مهما فعلت ما دمت لم تنتهي من المستوى
الانفجاري"
"فكر جيدا قبل أخذ قرارك، بمجرد أن تخطو
للمستوى الانفجاري ليس هناك سبيل للتراجع أبدا"
"وأيضا خذ معك هذين البيضتين، وارعاهما
سيفيدانك في المستقبل، بمجرد أن تتقن سحر الشمس الذي هو فرع لسحر الضوء، ستتمكن من
فقسهما، مع ذلك الكائنين في البيضتين قويين
جدا إذا أصبحا في ذروة نموهما، سيكون عليك
إخراجهما من حين لآخر ليسحبا طاقة السماء،
وسينموان عبرهما، لا تقلق لن تأخذ هم أكلهما أو
شربهما، مع ذلك قم بطقوس الدم معهما بمجرد ما
يفقسان، حتى يصبحان تابعان لك ولا يعصيانك"
أومأ منير بموافقته
في الحقيقة منير لم يكن مهتما بالبيضتين مثل
اهتمامه بالمستوى الانفجاري، كانت البيضتان
بالنسبة له شيء إضافي، عكس المستوى
الانفجاري الذي هو أهم بكثير منهما، فهو شيء
مصيري
بعدها اختفى ملك الشموس وكل الضوء الوهاج
سابقا وعاد منير إلى الكهف
بدأ غولما الجحيم بالتحرك وتكسير تجميدهما
أدخل منير البيضتان ولفيفة التعويذة بسرعة إلى
حيزه الفضائي، في حين أمسك بلورة طاقة
الشمس في يده
ثم هرع متسلقا الطريق عائدا من حيث أتى
لكن هل ستسير الأمور بهذه السهولة حقا؟ هل
سيستمر حظ منير؟ و إلى أي مدى سيصبح
قويا؟...
تساؤلات عديدة دارت في تفكير ملك الشموس
وهو يهيم في الفراغ