الفصل 44 :المعركة الأولى

1K 96 6
                                    

دخل منير الجناح الأيمن، أين وجد شخص
يستقبل كل الداخلين، يوجد لديه أيضا سجل
للوافدين، يسجل فيه تلقائيا ما يسجله الكاتب
أمام القصر، فعرف منير وعرف المكان الذي
سيقطنه
أعطاه مفتاح غرفته قائلا "الطابق العشرون،
الغرفة 607"
توجه منير لغرفته، كلما يتسلق سلالم الطوابق
الأعلى، يندهش التلاميذ الموجودون هناك قائلين
في أنفسهم "فقط من هو هذا الشخص حتى
يكون له مركز أعلى منا؟"
وصل لغرفته ودخلها، كانت الغرفة شاسعة تكاد
نهايتها لا ترى، تفاجأ منير بشدة، لكن ملكة الدماء
قطعت مفاجأته قائلة "يبدو أن هذا الطابق يحو "مصفاة الأبعاد" وهي أداة يمكنها إنشاء مساحات
معينة في أبعاد مختلفة ولكن تربطها في ذات
البعد، فتكون مساحات غير موجودة فعليا لكنها
موجودة جزئيا وبترابطها يمحى البعد وتبقى
المساحة، هي أداة معقدة حقا، استعملتها شخصيا
في قصري سابقا"
دهش منير أكثر، هل توجد في هذا العالم أداة
تتحدى قوانين المنطق؟ بحيث يمكنها تجاوز
حدود العوالم واقتصاص أجزاء منها ودمجها مع
عوالم أخرى لكن في نفس الوقت يكون الأمر بين
الخيال والواقع� يبدو أن الشخص الطبيعي لن
يفهم كيفية عملهاا إطلاقا فالأمر أكثر تعقيدا مما
يبدو
دخل منير واستراح، فالمسابقة ستبدأ غدا
في الصباح، توجه منير لوحده إلى غرفة التقييم
كمرحلة أولى من المسابقة، بينما دخلت ملكة
الدماء داخله تحسبا فقط
كانت المرحلة الأولى من المسابقة، عبارة عن
تقييم طاقة، حيث يدخل المتدرب غرفة مغلقة
وتزيد الجاذبية فيها تدريجيا، ثم يشغل طاقته من
البداية إلى النهاية، من يتعدى الـ100 ضعف من
الجاذبية دون أن تضمحل طاقته سيمر للمرحلة
التالية، الجاذبية تزداد كل 10 ثواني، يعني أن
مدة الاختبار للمتدرب الواحد تقدر بـ 1000 ثانية
(أكثر من ربع ساعة بقليل أي 12 يوم حتى تنتهي
المرحلة الأولى)
كان مجموع المتسابقين المشتركين 10 آلاف
شخص، كل شخص ينجح في الاختبار يمر
مباشرة للمرحلة الثانية دون انتظار منير لم يقم بالاختبار ذلك اليوم، وإنما قام به في
اليوم الرابع، استغل تلك الأيام في التدريب بهدوء
في غرفته
دخل منير الغرفة، وأطلق طاقته، مرت الربع ساعة
بسرعة دون أن يدرك حتى
من مجمل 10 آلاف شخص نجح 8 آلاف منهم،
و2000 فشلوا لأن طاقتهم لم توافق قدرتهم
الجسدية على التحمل أو العكس
بعد نجاح منير وخروجه من الغرفة، وجهه
المشرف على الاختبار نحو الغرفة التالية، أين
كانت المرحلة الثانية
المرحلة الثانية كانت الدفاع، على المتدرب أن
يستخدم أي وسيلة ممكنة للدفاع عن نفسه ضد
هجمات عشوائية، مدة الاختبار كانت 5 دقائق،
لكن الهجمات كانت سريعة وقوية بشكل لا يصدق
وقف منير داخل الغرفة، توالت أنصال استهدفته
من كل مكان، في حين أن شغل البنية البيضاء
وغطى جسده بالطاقة، بغض النظر عن قوة
الرمية، كل نصل يلمسه ينكسر
بعدها قذفت اتجاهه كرات لهب، استخدم منير
سرعته الفائقة لتفاديها، هو حاول إخفاء قدراته
أكثر قدر ممكن...
مرت الخمس دقائق، خرج منير من الغرفة دون أن
يجرح أو يلهث حتى، هذا أدهش الجميع، حتى
المشرفين على الاختبار، متدرب تجاوز الاختبار
دون أن يستخدم ولا قدر ضئيل من السحر للدفاع
عن نفسه؟ من كل الـ 8000 كان هناك 100 فقط
فعلوا مثله
مر من المرحلة الثانية 5000 شخص
المرحلة الثالثة كانت الهجوم، تظهر أهداف
عشوائية سريعة جدا، وعلى المتدرب أن يصيبها
كلها دون أن يخطئ في واحدة، ولزيادة الصعوبة،
رسمت على الأهداف نقاط، يجب إصابة تلك
النقاط في حد ذاتها كلها، ولا يغفل المتدرب نقطة
واحدة
منير استعمل سرعته الفائقة وهو مشغل للبينة
البيضاء، وأصاب جميع النقاط وفي وقت قياسي
كان منير صاحب أسرع وقت وأكثر دقة في هذا
الاختبار
كان هذا الاختبار شاقا على الكثيرين، لذا من
مجمل 5000 لم ينجح إلا 500
حددت المرحلة الأخيرة بالقتال في الحلبات
المحيطة بالبلاط الملكي
كانت هذه الحلبات كما سبق وقلنا، تحتمل قوة
جنرال روحي، لذا لا خوف على ضررها
وقف منير داخل أحد الحلبات منظرا خصمه، حتى
ظهر له
كان خصمه فتى أصلعا يرتدي فقط ما يغطي
وسطه، في حين أنه أبرز تلك العضلات الهائلة في
محاولة للاستعراض
أخذ المقاتلان مكانهما في الحلبة أمام بعضهما
أشار الحكم المشرف على هذا القتال بالبدء
ركض ذلك الفتى صوب منير، ووجه ركلة نحو
رأسه، منير صدها بكل سهولة بذراعه، وهذا فاجأ
الفتى قائلا "أوه� تستطيع صد ركلتي� لست سيئا"
ثم قفز في الهواء ووجه ركلة برجله الأخرى
للجانب الآخر من رأس منير، لكن منير أيضا صدها
بسهولة بذراعه الأخرى وقام بدفعه
سقط الفتى أرضا، نهض بسرعة، واندفع مرة
أخرى صوب منير، انهال بعدد لا يحصى من
اللكمات
كان منير يراوغ بعضها ويصد بعضها بأريحية
كبيرة
بدأ خصمه يغضب، أطلق هالته وقال "فن الجبال،
الركلة الصخرية"، حلق في السماء ووجه ركلة
مباشرة نحو منير
منير تفادا ركلته بسرعة، تلك الركلة تركت شرخا
في الأرض، لكن سرعان ما أعادت الحلبة إصلاح
نفسها، فهي وبعد كل شيء تصمد أمام هجمات
جنرال روحي حتى
صرخ الفتى "فن الجبال، المئة صخرة" انهال
بسلسلة لكمات أخرى على منير، لكن منير استطاع
مراوغتها كلها، في الحقيقة كان منير أسرع منه
بمراحل وذلك دون تفعيل بنيته البيضاء حتى
قال الفتى "أنت تكتفي بالدفاع وحسب،
فلتقاتلني بنزاهة ولا تستخدم الخدع معي"، يبدو
أن ذلك الفتى فهم أن منير يريد إرهاقه ويريد
الحفاظ على طاقته في نفس الوقت
ابتسم منير "حسنا حان دوري للهجوم الآن"
اندفع منير دون تفعيل بنيته ولا استخدام طاقته
أو سحره أو أي أداة، كان منير سريعا جدا، لدرجة
أن لكمته اخترقت بطن الفتى قبل حتى أن
يستوعب الهجوم
حلق ذلك الفتى إلى حدود الحلبة وبصق الدم من
فمه
قال الفتى وهو يبتسم "هكذا سأستمتع أكثر، يبدو
أنه لم يدعوك بـ "فتى الصاعقة" عبثا، سرعتك لا
تصدق، ولكن لا تنسى أني "الصخرة""
صرخ ذلك الفتى "فن الجبال، الدرع الحجري"
تغطى ذلك الفتى كله بدرع من حجر، ثم اندفع
صوب منير، منير كان هادئا جدا
وجه الفتى لكمة لمنير لكن منير تفاداها، ثم أمسك
بذراعه الحجرية قائلا "أنت ركزت على قوتك
وتناسيت سرعتك، في هذه المعركة أنت أبطأ
حتى من سلحفاة بالنسبة لي، لذلك سأفوز"
قام منير بضرب صدر الفتى بتقنية "مخلب
التنين"، انكسر كل ذلك الدرع حتى أن بعض
عظام القفص الصدري تكسرت، وحلق ذلك الفتى
مرة أخرى عائدا لنفس المكان في حدود الحلبة
قال منير "يبدو أن هذه المعركة انتهت،
فلتستسلم"
استدار منير عائدا، لكن شعر بانفجار طاقة مخيف
ابتلع ذلك الفتى شيئا، ثم أخرج سيفا عملاقا من
حيزه الفراغي قائلا "لم أعتقد أبدا أني سأستخدم
"حبوب الإنعاش" و"سيف الملك" في أول معركة
لي، ولكن أنت تستحق"
أصدر ذلك السيف هواء خانقا، كان السيف ضخما طولا وعرضا، حتى أنه أخذ طول ربع الساحة،
رغم ذلك يلوح به ذلك الفتى بسهولة
حلق الفتى صارخا "فن الجبال، سيف الألم" ثم
انهال بسيفه على منير
بدا لمنير وكأنه ينضر لجبل ينهال عليه وليس
سيف، بسرعة وجه منير لكمة قائلا "ضربة الرعد"،
خرجت صاعقة رعدية من لكمة منير وضربت ذلك
السيف، ارتعد السيف بشدة وكذلك صاحبه، ثم
حلق السيف بعيدا وتحطم على الأرض في حين
أن يدي صاحبه انفجرتا دما
تمدد الفتى على الأرض والدم يسيل من فمه
ويداه
هنا أعلن الحكم أن الفائز هو منير
خرج منير من الحلبة وجلس في غرفة الانتظار
ينتظر خصمه التالي
قالت ملكة الدماء في داخله "لم أعتقد أنك
ستستخدم تقنية "ضربة الرعد" التي علمتك إياها
في أول قتال لك، يبدو أن هذه المسابقة ستكون
أصعب مما تخيلت"
قال منير مبتسما "لا داعي للقلق ما زلت أخفي
الكثير، استخدام تقنية واحدة من مجمل ما علمته
لي خلال شهر ليس شيئا يذكر، والشكر يعود لك
بالطبع معلمتي"
قالت ملكة الدماء "هذا ليس وقت الإطناب، يجب
أن تفكر مليا مرة أخرى، لقد استعملت توا جزء
ضئيلا من سحر الضوء في تقنية "ضربة الرعد" لو
كان لأحدهم عينين دقيقتين لعرف أنك تتقن سحر الضوء، وكان هذا سيكشف أحد أهم أوراقك
الخفية"
فجأة شعر منير كأن الأرض تهتز، خرج مسرعا،
نظر اتجاه مصدر الضوضاء
لقد كانت الحلبة التي يقاتل عليها مؤنس
كان مؤنس قد فجر خصمه، وأحرق نصفه الأيمن
بالكامل، وكان خصمه يقطر دما من كل مكان، رغم
ذلك خصمه كان عنيدا فبعد كل شيء، كان رجلا
في الثلاثينات تقريبا، لم يستطع تقبل مرارة
الانهزام أمام طفل

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن