الفصل 29 :خفاش الظلام العملاق

1.1K 97 1
                                    

بسماع كلمات ملكة الدماء، تغير لون منير، قال
صارخا وهو يشير بأصبعه نحوها "هذا ليس عدلا،
لقد وعدتني أنك ستخلين سبيلي إذا هزمت
هياكلك"
فجأة هالة سوداء غطت كامل ملكة الدماء، في
حين تضخمت وأصبحت أضخم من منير بـ 10
أمتار طولا و 3 أمتار عرضا وقالت بصوت فخم
"منذ متى تملك الجرأة وترفع صوتك في
حضرتي؟، لا تستنفذ كل حظك ونفذ ما قلت، وإلا
سأقتلك هنا وحالا"
منير امتلأ رعبا من منظرها العملاق وهالة القتل
المرعبة الصادرة منها
أكملت ملكة الدماء "سأعطيك 5 دقائق، فلتختفي
من أمامي بسرعة"
ركض منير كالمجنون داخل تلك المتاهة، أضاع 3
دقائق كاملة في الجري في مسارات مسدودة
النهاية، في تلك اللحظة كان عقله منغلقا تماما،
الخوف ملأ وجدانه بعد برهة، لاح له مدخل المتاهة، فخرج بسرعة
نظر حوله فوجد الطريقان السابقان، أحدهما
مختوم لا يمكن دخوله
هنا هدأ منير من روعه قليلا، وفكر "من الطبيعي
أن تفكر ملكة الدماء أني في المتاهة أو في
الطريق الثاني، لكن من المستبعد أن تفكر أني
دخلت الطريق المختوم الذي لا يستطيع أحد
دخوله"
اقترب منير من الختم، كان عبارة عن شريط أفقي
مليء بالأشكال السحرية، هذا بالتأكيد ختم
حماية، فقط ما الشيء الموجود في هذا الطريق
والذي يستدعي حمايته بهذا الختم؟
من حسن الحظ منير قرأ عن هذا الختم، هذا أحد
الأختام السرية العشر، "ختم الأبدية" لكسره
يحتاج "بلورة طاقة الشمس"، من حسن حظه
كذلك كانت تلك أحد الأشياء التي أخذها من
سرداب رشيد
أخرج منير البلورة، وقام بتحريكها على طول
الشريط، ومض ذلك الشريط بالأصفر في حين
أصبحت البلورة عادية خالية من طاقة الشمس
دخل منير إلى الطريق المختوم، بعد دخوله
بثواني تجدد الختم
أخذ منير هم التفكير بكيفية الخروج، فهو لا يملك
بلورة ثانية لطاقة الشمس
برغم ذلك، استمر في التقدم كانت جدران الطريق جليدية، والطريق مائلة
للأسفل، وكأن منير يتعمق أكثر في الأرض كلما
مشى للأمام
كان منير يمشي بحذر شديد، فهناك بعض الأشواك
الحديدية متفرقة في كل أرضية الطريق، بحيث
لو أخطأ أحد ما وانزلق كان سيموت بالتأكيد،
فتلك الأشواك الحديدية حادة للغاية ستقسمه
لقطع حال لمسها
تعمق منير أكثر في الطريق، حتى وجد فجوة،
دخلها، وإذ هو في أرض يكتنفها الظلام، لكن
الحمم البركانية كانت بمثابة نور فيها
في آخر تلك الأرض، صخرة مرتفعة فوقها عش
عظيم يحوي بيضتين
كانت البيضتان مزخرفتان أحدها بأنماط
بنفسجية والأخرى بأنماط حمراء
كان هناك طريق واحد مباشر مؤدي لهما، وعلى
جانبيه بحيرتان من الحمم
مشى منير بحذر نحو البيضتان، في منتصف
الطريق شعر باهتزاز الأرض، عاد منير مسرعا
لبداية الطريق
فجأة، وحشان عملاقان ظهرا من داخل الحمم،
كان الوحشان العملاقان مصنوعان من الحجر
ويجري بين شقوق تلك الأحجار وديان من الحمم،
وكانا عملاقان بـ 4 أصابع يدين، كل واحد منهما
حوالي الـ 15 مترا عن يمين وعن يسار
وفجأة، شعر منير بشيء ما في أعلى سقف
الكهف، نظر للأعلى فإذا هي عينان صفراوان
تنظران إليه
نزل من ذلك الظلام أعلى الكهف، خفاش عملاق
بحجم العملاقين الملتهبين
قال منير في نفسه "غولم الجحيم، وخفاش ظلام
من سلالة الخفافيش العملاقة، يا لحظي السيء"
قال خفاش الظلام العملاق "أهلا بزائرنا غير
المرحب به، إذا لم ترد الموت فلتعد، لسنا مهتمين
بفريسة ضعيفة مثلك"
تجاهل منير كلام الخفاش قائلا "تلك البيضتان
هل هم أبناؤك؟"
ارتسمت علامات الغضب على محيا الخفاش
"أبله، هل تهينني؟ الخفافيش تلد ولا تبيض، أي
أحمق أنت�"
قال منير "أوه، أنت ولود إذا، ماذا عن هؤلاء
الاثنان هل يلدان بدورهما؟"
قال الخفاش متفاخرا "هؤلاء تابعي، ومن
المعروف أن غولم الجحيم، وحوش لا تنجب، هي
تتكاثر فقط إذا وجدت الحمم، تحت ارتفاع معين،
وسكبت عليها دماء لا تحصى جراء معركة ما تقع
في ذلك المكان، هي وحوش تولد من دم الأموات
وحرارة الحمم وطاقة الظلام"
وضع منير يده على ذقنه "أوه، وماذا عنك كيف
تولد أنت؟"
قال الخفاش "يبدو أنك لا تعرف شيئا عني، أنا
خفاش ظلام، من سلالة الخفافيش العمالقة،
والدي كان خفاشا عملاقا من عالم الظلمات،
ووالدتي كانت أنثى خفاش ظلام عادية من هذا
العالم، عندما أتيت إلى هذا الوجود، قام أبي
بالتخلي عنا وعشت مع أمي أحمي هذين
البيضتين اللذان لا أعرف حتى ما هما، ولكنه كان
أمر والدتي الذي كلفها به أبي"
تظاهر منير بالحزن من قصة الخفاش "يا لك من
مسكين، أن تنمو دون أن ترى والدك طيلة حياتك،
لا يمكنني حتى تخيل شعورك"
قال الخفاش "يكون مؤلما في البداية، لكن
ستعتاد على ذلك، وخاصة عندما تعلم أن والدك
كان سيد خفافيش الظلام العملاقة، ووالدتك ابنة
سيد خفافيش الظلام العادية"
قال منير "أوه، إذا فقد هربت والدتك مع والدك،
كان حبا حقيقيا، لكن لماذا كان والد والدتك رافضا
لعلاقتها بسيد خفافيش الظلام العملاقة؟ وإلا ما
كنتم ستضطرون للعيش في كهف مثل هذا
وتذرون العشيرة"
تفاجأ الخفاش من ذكاء منير قائلا "أنت ذكي أيها
الفتى لتستنج هذا، كان جدي رافضا للعلاقة لأن
المولود سيكون عملاقا ولاشك، وهذا يعني أن
ولاؤه سيكون لعشيرة خفافيش الظلام العملاقة،
هو كان يريد أن يكون حفيده خليفته في عشيرة
خفافيش الظلام العادية، وكان هذا مستحيلا إذا
تزاوجت العشيرتان"
قال منير "لكن يمكن للخفافيش العمالقة تقليص
جسدهم حتى يصبحوا مثل الخفافيش العادية،
كان يمكن أن يرضى بالزواج ويقلص الحفيد
جسده ويحكم العشيرتان معا لو أراد"
قال الخفاش "أبله، الأمر يتعلق بالسلالة الدموية،
عشيرة الخفافيش العملاقة تملك سلالة الطاقة
العميقة المتقلبة، في حين أن عشيرة الخفافيش
العادية تملك سلالة الطاقة العميقة الهادئة، الحفيد
الناتج سيكون عديم الفائدة تماما من ناحية
القوة"
قال منير "أوه إذا أنت عديم الفائدة تماما، فقط
جسد ضخم، إذا علي التخلص منك فقط باعتبارك
الأضعف، يمكنني التعامل مع غولم الجحيم
البطيئين لاحقا"
صرخ الخفاش "لقد خدعتني واستدرجتني في
الكلام، غيرت رأيي ستموت هنا، أنتما اقتلاه حالا"
وثب منير في الهواء وقال "فلتلم ثرثرتك يا
صاحب الفم المتفاخر" فورا شكل سهم ماء ضخم
وأطلقه اتجاه الخفاش العملاق
تبخر فورا ذلك السهم، عندما تصدى له أحد
غولمي الجحيم
قام الغولم الآخر بمد يديه محاولا مسك منير
وسحقه، لكن منير كان أسرع وتفادى مسكه
يعرف عن غولم الجحيم بطؤهم ولكن قوة
تحملهم كبيرة
لكن منير يعرف نقطة ضعفهم، من حسن الحظ أنه
قرأ كتاب "صيد الوحوش"
قال منير "لن يكون سهلا القضاء على الخفاش في
ظل وجود هذين الاثنين، سأتخلص منهما أولا"
قام منير بإظهار سيل من الماء، وقام برفع برودته
بواسطة سحر الجليد الماء كان يتبخر على الفور عندما يلمس الحمم،
لكن تدريجيا تحولت تلك الحمم للسواد وقامت
بالتجمد تدريجيا، حتى غولم الجحيم أصيبا بشلل
مؤقت وتجمدا
كان مقدار سحر الماء الذي استخدمه منير جنونيا،
والفضل كله يعود لتحكمه بالجزيئات وإلا ما كان
استطاع استخدام كل تلك الكمية التي تكفي لملأ
سد بأكمله
بعدها تنهد منير، وشعر بتعب خفيف
رغم هذا شغل البنية البيضاء، واختفى بسرعة
وظهر أمام خفاش الظلام العملاق وقام بركله،
جعلته الركلة يحلق محطما جدار الكهف
كان خفاش الظلام العملاق ذاك عديم الفائدة تماما
حقا، فلم تكن هناك أي طاقة تنبعث منه، خلاف
جسده الضخم الذي يتفاخر به وغولمي الجحيم
البطيئين لن يكون ندا لأي متدرب، ربما لهذا
السبب ترك والده قمامة مثله هنا وغادر
صرخ ذلك الخفاش باكيا "لا تقتلني أرجوك،
فلتأخذ العظمتين، على أي حال أنا لا اعرف ما هما
وما هي أهميتهما، حرستهما فقط لأنه أمر والدتي،
ولكن إذا كان أمرها يعني موتي فلن أنفذه"
تقدم منير للخفاش الملقى أرضا بجناح منكسر "يا
لك من ابن بار حقا، هل تتخلى عن والدتك إذا كان
هناك خطر يهدد حياتكما معا، هل ستهرب وتترك
والدتك؟"
قال الخفاش "أجل، سأفعل، حياتي أهم من أي
شيء، أهم حتى من والدتي" بدون تردد قام منير بدهس رأس الخفاش مرارا
وتكرارا جاعله جثة برأس محطم
في كل مرة يدهس رأسه يقول منير "أنت لا
تستحق الحياة" بعدما أنهى دهسه تنهد وقال
"أمثالك يجب أن يختفوا من هذا العالم، تقدر
حياتك فوق اللزوم، حتى أنك مستعد للتضحية
بوالدتك في سبيل أن تحيا، فلتمت وتتعفن في
الجحيم"
بقي أمام منير بضع دقائق قبل أن يتحرر الغولمين
من تجمدهما المؤقت
أخرج منير قطعة من لحم الديك الأسود وقام
بأكلها مستعيدا كل طاقته
تقدم نحو البيضتين، بمجرد اقترابه ومضت
النقوش على البيضتين، منتجة تعويذة ضوئية
أمامه
قال منير متفاجأ "إنها تعويذة ملك الشموس، هل
يعقل أن البيضتان تحويان وحشين من عالم
السماء؟

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن