استيقظت من النوم فزعة ككل ليلة و أنا أتصبب عرقا .. مصعد عالق و جثث حية ملطخة بالدماء تحاول سحبي إلى أعماق الأرض .. إنه الكابوس الذي يكاد لا يفارق أحلامي منذ الحادثة التي أصبت بها ..
كانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحا ، نهضت من فراشي و أخذت حماما ثم تناولت فطوري على مهل بينما لا يزال الجميع نياما ، لا زلت أتذكر كيف كنت أستغل أي فرصة لأخذ قسط أكبر من النوم ، لكنني الان أستيقظ قبل الجميع و قبل رنين المنبه ، فقد أصبح وقت النوم عذابا بالنسبة لي ..
قبل أن أخرج من المنزل ألقيت نظرة أخيرة على المرآة .. نظرت مطولا إلى نفسي ، لقد تغيرت كثيرا رغم أني لا زلت أنا ..
مضت سنة على عودتي من كوريا ، لكن الكثير من الأشياء حدثت في هذه المدة ، قبل ما يقارب الشهر كان من المفترض أن أذهب في رحلة عمل مع شركة مجد للأزياء إلى الصين لحضور الترويج للماركة ، كانت ستكون اخر رحلة عمل مع الشركة ، لأني كنت قد فتحت و أخيرا شركتي الخاصة .. نعم .. قبل موعد الرحلة بأيام كنت قد اشتريت الشقة التي ستكون مقرا لشركتي .. صحيح أنها شقة بسيطة لكن أؤمن أن المطر يبدأ من القطرات القليلة ليصبح نهرا جاريا، أتممت جميع الإجراءات القانونية الخاصة بشركتي .. كنت متحمسة للسفر و مقابلة الفرقة في الصين لأخبرهم بقدر سعادتي بعد أن بدأت أول خطوة في تحقيق حلمي .. لكن .. تعذر علي السفر بسبب تلك الحادثة ..
قضيت ثلاث أسابيع في المستشفى قبل أن أتمكن من السير مجددا و أخرج قبل أيام فقط و أعود إلى شركتي التي لم تقف على قدماها بعد ..
وصلت إلى مقر الشركة و دخلت إلى المكتب و جلست أتفحص أخبار البورصة ، بعد لحظات فتحت فاطمة الباب :
- اوو لقد أتيت باكرا مجددا ؟
- لم أتمكن من النوم جيدا ..
- لا بد أنك تعانين من الأرق بسبب الأدوية .. سأعد القهوة أتريدين كوبا ؟
- نعم أرجوك
فاطمة هي قريبتي و بالضبط ابنة عمي التي تصغرني بأربع سنوات ، تخرجت لتوها من الجامعة تخصصت في قسم التجارة ، لم أرها منذ مدة طويلة فقد كنت معتادة على رؤيتها فقط في المناسبات و الأعياد حين نجتمع في بيت جدي في الريف ، ثم التقينا حين كنت بصدد فتح الشركة و اقترحت عليها أن نكون شركاء ، إنها فتاة لطيفة بشوشة و خفيفة الظل ، لكنها في بعض الأحيان تصبح خرقاء مجنونة و غريبة الأطوار ، تفاجئت حين اكتشفت أنها كيبوبية و من معجبات فرقة بانقتان .. و منذ أن بدأنا العمل معا أصبحت أرى رابمون في كل زاوية في الشركة ، فهي تضع صوره في كل مكان .. خلفية هاتفها ، خلفية حاسوبها و أي حاسوب وجدته أمامها ، على حائط مكتبها .. و الأسوء أنها لا تتوقف عن طرح أسئلة عنه منذ علمها أني التقيت بهم و صورت إعلانا معهم ، لكني لم أجرء حتى في التفكير في إخبارها أنه اعترف لي بحبه ، ربما كنت لأموت على يدها ، لكنها توقفت عن ذلك منذ أصبت بالحادثة ، أظنها باتت تعلم أني سئمت من تلك الأسئلة .. و أنه لم يعد لدي المزاج للإجابة ..
تلقيت ذلك اليوم اتصالا من مدير شركة مجد للأزياء ، و طلب مني رؤيته في مكتبه بعد الزوال إن كنت متفرغة لمناقشة أمر مهم، استغربت لطلبه لقائي فلم يعد هناك أمر نناقشه ما دمت لم أعد موظفة في شركته ..
بعد الزوال كنت جالسة في غرفة انتظار شركة مجد للأزياء ، ما إن أخبرت السكرتيرة المدير أني في انتظاره حتى خرج مسرعا و رحب بي بحرارة و طلب مني الجلوس ثم جلس في مكتبه ، كان تصرفه اللطيف مفاجئا و مثيرا للريبة ، حينها سألته :
- سيدي هل هناك أي مشكلة ؟ ما سبب هذا اللقاء ؟
تنهد المدير و قال :
- في الحقيقة انسة سمر أنا في حاجة ماسة إلى مساعدتك
- أنا ؟ أساعدك؟ .. ماذا هناك سيدي ؟
- حسنا إليك ما حصل .. أنت تعلمين أن الترويج لماركتنا في اسيا في طور النجاح بفضل الإعلانات التي أفرجنا عنها قبل شهر و قد حظينا بثقة الرئيس التنفيذي لشركة بيغ هيت و أصبحت علاقتنا وطيدة معه بفضلك أيضا ، لهذا فكرنا في الترويج لتشكيلة فصل الصيف و قد وقعنا معه عقدا عن بعد يقتضي حضور أعضاء الفرقة إلى بلدنا لتصوير إعلانات في مناظر ريفية عربية دافئة متماشية مع مفهوم الصيف ..
كنت متفاجئة فقاطعت المدير :
- بانقتان سيأتون إلى هنا ؟؟
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالث
Fanfictionتضطر سمر إلى استقبال أعضاء فرقة بانقتان في بلدها قصد تصوير إعلانات شرط أن يبقى خبر وجودهم سرا ، بينما تعاني من ألم و جراح لم تلتئم بعد .. كيف سيقضي بانقتان أيامهم في بلد عربي ؟ و ما المشكل التي تعاني منها سمر و التي جعلتها تتغير ؟