في الغد ذهبنا للتصوير كعادتنا ، كان الجو حارا ذلك اليوم أكثر من غيره من الأيام و الشمس ساطعة بقوة ، و تصادف كونه يوم تصوير الأعضاء في الهواء الطلق ، لكن الشركة وفرت لهم جميع أنواع الراحة لحمايتهم .
كنت أقف أتابع سيرورة التصوير قبل أن يمنح المصور للأعضاء بعض الوقت للراحة ، نظر إلي رابمون و ابتسم ثم توجه إلى إحدى العاملات من فريق عملهم يحدثها فانصرفت مسرعة إلى إحدى العربات و خرجت تحمل قبعة نسائية ، أخذها رابمون و انحنى نسبيا يشكر العاملة ثم توجه نحوي و هو يبتسم ، ثم اقترب مني و وضع القبعة على رأسي و هو يقول :
- لا يجب أن تصابي بضربة شمس .. كما لا أريد لهذا الوجه الجميل أن يتضرر.
كنت أبتسم من الخجل و السعادة و أنا أضبط القبعة فوق رأسي ، قبل أن يقترب منا جين أوبا و جيهوب و هما يبتسمان..
جيهوب : وااو نونا القبعة تليق بك ، هل اشتريتها ؟
جين أوبا متحدثا إلى رابمون و يرمقه بنصف نظرة : رابمون من أحضرها لها ، كان يجب أن تراه و هو يضعها لها .. حقا تبدوان مختلفين عن ذي قبل ..
(نامجين في خطر هههه)
شعرت بالتوتر و الإرتباك كنت أجهل ما الذي علي قوله ، لكن رابمون ضحك و قال لجين أوبا :
- ما الذي تقصده بكلامك هيونغ ! نحن لطالما كنا قريبين هكذا .. كما أنه ليس من العدل أن نحظى نحن بالمظلات لحمايتنا بينما تقف هي تحت أشعة الشمس الحارة..
ابتسم جيهوب و قال :
- لو كنت مكانه لفعلت نفس الشيء .. الأرمي العربية خاصتنا ثمينة و علينا حمايتها ..
شعرت بالسعادة لكلمات جيهوب المؤثرة و التي أشعرتني بقيمتي الكبيرة لديه فقلت و أنا أبتسم :
- شكراا لك هوبي ..
ابتسم بإشراق ثم قال :
- الشخص الذي قد يصاب بضربة شمس هو شوقا هيونغ ، إنه يتصرف على هواه و لا ينصت لتحذيراتنا ..
عدنا إلى النزل الذي كان شبه فارغ من كثرة حركة الخدم التي اعتدنا عليها ، فقد كان يوم عطلة لهم و لم يبقى في النزل سوى القلة منهم لخدمتنا ، ثم اتخذ كل منا غرفته ليرتاح من يوم التصوير المتعب ، كنت نائمة قبل أن تأتي فاطمة و تدخل كعادتها دون طرق الباب و توقظني ، استيقظت خالية التعابير أتساءل ما الذي جعل فاطمة توقظني لتلك الطريقة :
- ماذا هناك ؟
- أخبريني ألم تري شوغا أوبا ؟
قلت و أنا أفرك عيناي و أتمدد على سريري :
- لا بد أنه رفقة الأعضاء .. قالوا أنهم سيلعبون الورق بعد أن يرتاحوا
- ليس موجودا بينهم
- إذن سيكون في غرفته ..
- طرقت بابه لأكثر من مرة لكنه لم يجب
جلست أنظر إلى فاطمة باستغراب و قلت لها:
- بالمناسبة لما تبحثين عنه هكذا ؟
- ها؟ أنا .. في الحقيقة .. أردت الإعتذار منه على تصرفاتي الوقحة معه.. شعرت بالذنب منذ أن علمت أنه من وجد خاتمي..
نهضت من سريري و غيرت ملابسي بسرعة و عدلت حجابي ثم خرجت رفقة فاطمة لأجد لها شوغا أوبا بينما كنت مقتنعة أنه يتنزه فقط في مكان ما ، نزلنا إلى الردهة حيث كان الأعضاء جالسون مثيرين ضجة بسبب لعبهم الحماسي ، قلت و أنا أبحث بينهم عن شوقا أبا :
- شباب .. أين هو شوقا أوبا؟
أجابني كوكي :
- قال أنه متعب و سوف يذهب لغرفته ليرتاح
نظر إلي رابمون و قال :
- هل تحتاجينه في شيء؟
- لا .. فقط .. تساءلت أين ذهب بما أنه ليس معكم.. أراكم لاحقا.
التفتنا أنا و فاطمة بينما كنا نتهامس :
- هل بحثت في الحديقة ؟ ربما خرج يتنزه.
- لقد بحثت و ليس موجودا هناك
- ربما هو نائم و لم يسمع طرق الباب..
عدنا إلى الطابق الأول و وقفنا أمام باب غرفة شوقا أوبا أطرق لكن لم يجب و لم يفتح ، بدأ القلق يسري في جسمي و يسيطر على تفكيري لاختفاء شوقا أوبا المفاجئ فبدأت أنادي و أنا أطرق :
- شوقا أوبا ! هل أنت هنا؟ هذه أنا سمر.. يونغي أوبا! مين يونغي أوبا!
لكن دون جدوى لم نسمع أي رد ، حينها أتى رابمون و علامات القلق قد طغت على تعابيره القلق و قال :
- أليس موجودا؟
- لا أظن ذلك فقد طرقنا لمدة طويلة لكنه لم يرد
- غريب أين يمكن أن يكون
أخرج هاتفه و اتصل بهاتف شوقا أوبا مرارا و تكرارا لكنه لا يجيب ثم اتصل بجين أوبا بنبرة مختلجة بالقلق :
- يونغي هيونغ ليس في غرفته .. لقد حاولت .. لكنه لا يجيب .. لا أعلم .. ارسل الماكنيز إلى الحديقة لإلقاء نظرة ربما يكون هناك..
أخذ رابمون هو الاخر يطرق الباب بشدة لكن لم نتلقى أي رد فعل ، كانت أول مرة أرى فيها رابمون على تلك الحال ، بدى تائها و خائفا.
لم تمر دقائق على إغلاق رابمون الخط حتى جاء جين أوبا و جيهوب مسرعين..
جين أوبا : ألم يفتح الباب؟
رابمون : لا أظن أنه موجود فقد طرقنا بشدة.
اتجه جين أوبا هو الآخر لباب الغرقة و شرع يطرق الباب :
- يااااا مين يونغي !!
اقترب منه جيهوب و قال :
- أرجو ألا يكون قد حدث له مكروه .. حين عدنا من التصوير كان وجهه شاحبا و قال أنه يعاني من ألم في رأسه .
زاد قلقنا بعد ما قاله جيهوب ، و بينما كنا ننتظر جواب الماكنيز كان رابمون يدور حول نفسه في الممر من القلق بينما كان جين أوبا و جيهوب ملتصقين بالجدار بتعابير فارغة ، كان صمت رهيب مخيم علينا .. ثم عادت الحياة إلى الممر حين أتى الماكنيز يركضون في الدرج يلهثون ..
جيمين : لقد بحثنا في كل زاوية في الحديقة لكننا لم نجده ..
وضع رابمون يديه على رأسه و التفت مبتعدا عنا يحاول تهدئة نفسه بينما ظلت فاطمة تتساءل عما قاله جيمين.. أحسست بصدري ينقبض و كنت أسمع نقاش الأعضاء حول افتراضات مكانه و كأنه بعييد و يترك صدى في أذني..
في تلك اللحظة اقترب تاي من الغرفة و وضع أذنه على بابها ثم صاح فجأة :
- هشششششش ! اصمتووا جميعا !
التفت إليه الجميع مستغربين مما يفعله ، ثم قال بعينان واسعتان و ببرائته المعتادة :
- أسمع شيئا ! .. و كأنه أنين..
اقترب باقي الأعضاء من الباب يحاولون سماع ما ظن تاي أنه سمعه لكنهم لم يتمكنوا من ذلك ..
جونغكوك : غريب لا أسمع شيئا
جيمين : و لا أنا
جيهوب : ربما تتخيل فقط
جين أوبا : و ماذا لو كان حقا لا يزال في الغرفة .. إذا كان الأمر كذلك فهذا يعني أنه ليس بخير
انتفضت من قلقي و جمودي و قلت لهم :
- سأحضر نسخة المفتاح من الاستقبال
تبعني رابمون و قال:
- انتظري .. سأرافقك
أمسكت فاطمة بيدي و قالت :
- سمر إلى أين أنتما ذاهبان ؟ هل علمتما مكانه؟
- لا عزيزتي ليس بعد .. سأحضر نسخة المفتاح من الاستقبال
نزلنا أنا و رابمون إلى الاستقبال حيث كانت الموظفة جالسة ، رفضت في البداية منحنا المفتاح لكن بعد أن شرحنا لها الموضوع منحته لنا بعد أن أكدت لنا أنه لم يغادر أحد النزل..
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالث
Fanfictionتضطر سمر إلى استقبال أعضاء فرقة بانقتان في بلدها قصد تصوير إعلانات شرط أن يبقى خبر وجودهم سرا ، بينما تعاني من ألم و جراح لم تلتئم بعد .. كيف سيقضي بانقتان أيامهم في بلد عربي ؟ و ما المشكل التي تعاني منها سمر و التي جعلتها تتغير ؟