دخلنا إلى غرفتي التي افتقدتها كثيرا و إلى سريري ، ما إن دخلنا حتى أغلق رابمون الباب بينما سبقته داخل الغرفة و انفجر علي بعصبية :
- أريد أن أفهم ! لما لم تخبريني بقصة الصور تلك ! أليس من المفترض أننا شخص واحد ! أليس من المفترض أن نخبر بعضنا بكل شيء ! خصوصا أمر خطير كهذا كان عليك أن تخبريني به سام !
- أنا ..
- ثم .. مهلا .. كيف تنزلين للطابق السفلي و أنت تعلمين أن هناك رجالا خطيرين ؟ لا بل و تحاولين أيضا مساعدة الفتاة ! ماذا لو لم نتمكن من إيجادك حينها ؟ أتعلمين ما الذي كان سيفعله أولئك الأوغاد بك ! لما تتصرفين باستهتار و تتركينني أجن من القلق عليك ؟ !
كان رابمون يتحرك باستمرار و هو يوبخني و يصرخ بصوت عال و لا يترك لي مجالا للحديث ، ربما كان ما قاله صحيحا و قلقه مقبول لكن طريقة حديثه كانت نوعا ما قاسية و لم أستطع تحملها خصوصا منه بالذات ، بدأت عيناي تلمعان بالدموع التي كنت أحاول كبحها و أنا أقول :
- لقد شغلتكم معي بالفعل مؤخرا بموضوع ندى ، حتى أني عرضتكم للخطر حين قمنا بالتسلل لمكتب رئيس الخدم ، كان عليكم أن تركزوا على عملكم بدل الانشغال بمشاكلي .. أنا ..
افجرت باكية أغطي وجهي بيداي ، اقترب مني رابمون و هو يتفقدني و تغير صوته فجأة من خشن عال و نبرة قوية إلى صوت هادئ دافىء حنون و هو يقول :
- سام .. ما هذا ؟ هل تبكين ؟ أرجوك أنا لم أقصد ..
لم أستطع التوقف عن البكاء بل زاد حنانه المفاجئ من شدة بكائي ، فلف دراعيه حولي يضمني بقوة و هو يقول :
- آآه أنا حقا شخص لا يجيد التصرف .. أرجوك أنا آسف .. لقد فقدت السيطرة على نفسي لأني كنت قلقا عليك كثيرا ..
كنت حساسة جدا من كلامه فقلت و أنا أختنق من البكاء :
- و .. و لكنك كنت قاس جدا معي ..أنا عدت من المستشفى للتو .. و أنت توبخني .. أنا أكره حين تصرخ علي !
ربت على رأسي و قال :
- أنا آسف بيب .. آسف لم أقصد ..لن أصرخ عليك بعد الآن .. أوكي؟
أمسك يدي لأجلس على سريري ثم قام بسحب كرسي و جلس أمامي و هو يتابع تعابير وجهي الحزينة بألم ثم مسح دموعي و قال:
- هياا توقفي عن البكاء فذلك يؤلم قلبي..
جمعت شتات نفسي و توقفت عن النحيب لكن دموعا خفيفة كانت لا تزال تتسلل من جفوني ، ظل ممسكا بيدي صمت قليلا ثم قال :
- حين وجدنا غرفتك فارغة أحسست للمرة الأولى أن شيئا ينهار داخلي ، و كأن جزءا مني أخذ بعيدا ، لم أتقبل فكرة أن تكوني قد رحلت بتلك السهولة و تركتنا .. كنت أصارع فكرة أن تكوني قد تخليت عني .. لكن حين أتى جونغكوك إلي في غرفتي و أخبرني بأمر القلب و الصور علمت أنك تحتاجين المساعدة .. صحيح أني شعرت بالغضب لأنك لم تخبريني و لم أود صب غضبي على كوكي فهو في النهاية ماكني و ليس لديه خبرة في التعامل مع الأمور الخطيرة .. لكن كل ما كنت أفكر فيه هو أن أجدك بأقصى سرعة .. لم أكن أستطيع النوم .. فكلما بادرني النعاس يخيل إلي أنك تناديني و أنت تتعرضين لأقسى أنواع التعذيب .. حقا كدت أجن لأنني كنت أخشى أن أجدك بعد فوات الأوان .. و لو حدث ذلك ما كنت لأسامح نفسي أبدا ..
كنت متأثرة من كلام رابمون الذي جعلني أستشعر مدى صدق مشاعره ، و كنت متأسفة لأني كنت السبب في عيشه تجربة كتلك بدل أن أترك في مخيلته ذكريات جميلة ، قلت له :
- .. في الحقيقة .. لقد كدت أفقد الأمل أنه سينتهي أمري دون أن تعلموا أني في خطر .. و كدت أفقد الأمل في أن رسالتي قد وصلت .. لكني في داخلي كنت أتذكرك طوال الوقت و أثق أنك ستجدني و لن تتخلى عني ..
- بالطبع لن أتخيل عنك .. فأنت الأرمي التي غيرت حياتي ..
كنا نبتسم لبعضنا قبل أن يلاحظ رابمون التورمات المحيطة بيدي التي تركتها السلاسل ، أمسك إحدى يداي و قال بقلق :
- ما هذا سام؟؟ هل قام أولئك الأوغاد بإيذائك ؟
سحبت يدي أخفيها و قلت :
- إنها فقط بسبب سلاسل قيدت بها..
ثارت أعصاب رابمون و قال:
- آآآيششش أولئك ال ... آه فقط لو تركني جونغكوكي أقتلهم !
- هل جننت ؟ حمدا لله أنه كان موجودا و أوقفك و إلا كنت الآن في السجن ! عليك التفكير في الآخرين الذين تعبوا من أجل ما وصلتم إليه قبل أن تفقد أعصابك !
أمسك يدي و ابتسم و قال:
- ما بيدي حيلة .. أصبح وحشا حين يتعلق الأمر بك ..
ضحكت و قلت :
- فعلا أنت محق .. فقد أخفتني حين كنت تبرح الخادم ضربا ..
اقترب مني و قال بلطافة :
- إذن سأكون الوحش الخاص بك ..
حمل يداي الإثنتان يحدق بهما ثم رفعهما إليه و طبع قبلة طويلة على كل واحدة ، كنت متفاجئة و محرجة و شعرت بالخجل و جعلت قبلته الدافئة يداي تتشنجان ، نظر إلي و هو لا يزال ممسكا يداي بينما كنت أبتسم بخجل و قال:
- الآن كلما نظرت إلى هاته العلامات انسي ما حدث في القبو و تذكري فقط هذه القبلة أرااسوو؟
حركت رأسي بسرعة و أنا أبتسم بسعادة ، كنا ننظر لبعضينا دون قول كلمة ، كنا غارقين في عالم لا متناهي حيث لا وجود للكلمات .. فقط مشاعر نحس بها و نطلق لها العنان .. لا نفكر فيما تركناه خلفنا و لا في ما سيأتي مستقبلا .. كل ما كنا نعيشه هو تلك اللحظات التي تمنيت لو لم تنتهي ..
قاطعنا رنين هاتف رابمون لكنه لم يعره اهتماما فأشرت له ليجيب عليه ، بدى و كأنه استيقظ للتو من غيبوبته سحب هاتفه و أجاب على المكالمة بينما كنت أضحك عليه :
- آآه هيونغ نعم .. ما الذي تقوله .. أنا فقط أتحدث إليها ! .. حسنا حسنا أنا قاادم !
أقفل الخط و قال بتذمر و هو يبتسم :
- آآه حقا .. هؤلاء المزعجون ! ..
- ماذا هناك ؟
وقف و قال و هو يمسح على شعره :
- إنه جين هيونغ .. إنهم يشيرون إلى تأخري هنا .. أخبرتهم أننا نتحدث فقط لكنهم يستمرون في إغاظتي و قول كلام فارغ ..
ساد جو من الإحراج في الغرفة قبل أن يتابع رابمون :
- يبدو أن أمرنا قد كشف .. في النهاية اكتشفت أن الأعضاء أذكى مما كنت أظن .. على أي حال هذا أفضل ..
ثم انحنى إلي و غمز و هو يقول :
- هذا يعني أنني سأتصرف بحرية أمامهم ..
ثم اتجه إلى الباب مغادرا و هو يقول :
- أراك لاحقا .. ارتاحي جيدا !
كنت فارغة التعبير أصرخ :
- يااا ! .. م.. ما الذي تقصده بالتصرف بحرية ؟ يااا ! إياك أن تقوم بتصرفاتك الغبية و تحرجني أمامهم ! ياااا ! ..
كان رابمون قد غادر بالفعل و أقفل الباب بينما كنت لا أزال أصرخ .. نفضت كتفاي أنسى الأمر و استلقيت على سريري أستشعر الراحة و الهدوء ، حقا النوم جالسا مقيد اليدين في قبو بارد و مظلم أمر مؤلم لا يجب على الإنسان أن يجربه ، رفعت يداي أحدق بهما و أنا أتذكر قبلة رابمون على كل منهما ، تمنيت في تلك اللحظة ألا تختفي تلك الكدمات ، لازالت ندبة الجرح عند الجبل في يدي ، إنها تذكرني بنظرات رابمون لي و جملته التي ظلت راسخة في عقلي .. "الأشياء التي لا تستحق العناء لا تكون في الأماكن المرتفعة" ..
استسلمت بسرعة للنوم بسبب التعب و ربما أيضا تلك الأدوية التي تناولتها سببت لي الشعور بالخمول و النعاس ..
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالث
Fanfictionتضطر سمر إلى استقبال أعضاء فرقة بانقتان في بلدها قصد تصوير إعلانات شرط أن يبقى خبر وجودهم سرا ، بينما تعاني من ألم و جراح لم تلتئم بعد .. كيف سيقضي بانقتان أيامهم في بلد عربي ؟ و ما المشكل التي تعاني منها سمر و التي جعلتها تتغير ؟