الجزء الثاني و الستون

3.2K 338 5
                                    

وصلنا إلى النزل فطلبت من السائق أن يحتفظ بالكيس لديه في السيارة إلى أن أعود لأخذه ، دخلنا أنا وفاطمة بينما كانت ندى تختبئ خارج النزل ، وجدنا الأعضاء جالسين في الردهة بعد أن عادوا من التصوير ، ما إن دخلت حتى قال رابمون :
- أين تأخرتما ؟ كنا قلقين عليك !
- لقد تأخرنا لأنه كانت لدي مهمة ما.. أرى أنكم أتيتم باكرا اليوم ..
قال تاي:
- نعم نونا .. لم يكن لدينا الكثير لنقوم به اليوم.
- هذا جيد بما أن لدي مفاجئة اليوم.. فقد أحضرت معي ضيفا..
في تلك اللحظة دخلت ندى بخطوات خجولة من الباب ، كان جيمين متكئا على الأريكة يمسك هاتفه ، ما إن لمحها حتى ألقى بهاتفه على الأريكة و كان أول الواقفين .. ركض إليها و قام بضمها إليه بقوة ، توسعت عينا ندى التي شعرت بالخجل و لم تدرك كيف ستتصرف فظلت يداها معلقتان و توهج وجهها بينما صاح الجميع من الصدمة يصرخون باسم جيمين ..
تراجع جيمين مبتسما حتى اختفت عيناه و هو يضع يده على رأسه ، كان محرجا بسبب حركته التلقائية ، يبدو أنه كان سعيدا برؤية ندى لدرجة نسي الموجودين حوله..
خرجنا إلى الحديقة حيث طلبنا الحلويات و المشروبات الباردة ، كنا في قمة سعادتنا فقد كان كل من جيمين و ندى يجلسان قرب المسبح بينما تطفو أقدامهم على الماء ، كنت أجلس أيضا قريبة منهم ألعب بأقدامي في الماء ، بما أنه مرت فترة طويلة لم يريا فيها بعضهم قررنا منحهم بعض الخصوصية بالرغم من أن جيمين كان يناديني بين الفينة و الأخرى و يسألني كيف يقول شيئا بالانجليزية ..
كان الآخرون يلعبون بالأوراق بضجة كبيرة تفوقها ضحكات جيهوب ،كنت مركزة على الماء النقي للمسبح قبل أن أرى انعكاس وجه رابمون واقفا ورائي فقال لي :
- ما رأيك أن ألقي بك في الماء ؟
- إذا كنت تريد الموت
ضحك و جلس بجانبي و قال :
- هل تخشين على ثيابك ؟ لا تقلقي سأحضر لك منشفة و لن أترك أحدا ينظر إليك
ابتسمت بخجل و أشحت نظري عنه و أنا أداعب الماء بيدي و قلت :
- كل ما في الأمر أني لا أجيد السباحة..
- حقا؟ إذا ما رأيك أن أعلمك ؟
ضحكت و قلت:
- أنت ستعلمني ؟ أخشى أن تتسبب في غرقي..
- ما هذا هل تستخفين بمهاراتي ؟ حتى أني أفكر في استخدام تقنية جديدة كي تتعلمي بسرعة..
التفت إليه باستهزاء و أنا أضحك :
- حقا ؟
- اممم .. لقد تعلمت هذه التقنية من شوقا هيونغ.
- هل يمكنك أن تعطيني نبذة عنها Mr smart ؟
التفت حوله ثم اقترب مني و قال بصوت هامس و نظرات لامعة :
- أود ذلك حقا .. لكن المكان ليس خال..
تعالت ضربات قلبي و توسعت عيناي بعد استيعابي لمقصود رابمون فضربته على كتفه :
- أيها ال ..
لكن يبدو أن ضربتي كانت قوية فتسببت في دفع رابمون و سقط في المسبح و تبلل كليا ، وضعت يداي على فمي من الدهشة فلم أكن أقصد رميه ..
ضحك الجميع عليه ، و قال جين أوبا بصوت عال :
- يبدو أن الوحوش لا تزال تعاني مشاكل في التعبير ..
أخرج رابمون رأسه من الماء يمسح على وجهه و رأسه ثم نظر إلي و كأنه يستهدفني فترائى لي ما يخطر بباله ، زحفت للوراء للهروب بجسدي لكن رابمون اقترب مني بحزم و هو يقول :
- أووكي أنت من بدأ !
و أمسك بي ثم سحبني من يدي بينما كنت أصرخ :
- لا لا لا ! لم أكن أقصد! أنا حقا لا أجيد السباحة ! نامجون أرجوك ...
لكنه باغتني و سحبني إلى الماء ، أحسست أني أغرق و ما إن لامست جسمه حتى تشبت بأكتفه العريضة و لففت يداي بشدة حول عنقه و أنا أصرخ و أكاد أبكي من الخوف:
- ياااا ..أيها الغبي ! أخبرتك أنني لا أجيد السباحة ! أكرهك !
كان الجميع يتقلب من الضحك خصوصا جيمين الذي استلقى بجانب ندى يضحك حتى دمعت عيناه بينما كان رابمون يتخبط في الماء و هو يقول بصوت أجهش :
- آآه ! أنت تخنقينني يا فتاة ! أفلتي رقبتي و إلا غرقنا معا !
كنا على تلك الحال نتشاجر وسط الماء قبل أن يركض تاي و يرتمي في المسبح بملابسه و تبعه جونغكوك ثم هوبي ، نزل جيمين إلى الماء و بدأ يرش قطرات الماء المتلألئة بأشعة الشمس على ندى بينما كانت تضحك بسعادة و تغطي وجهها بيديها فتغتنم فرصة انشغال جيمين بالسباحة و ترشه بالماء بقدميها.. كانا ثنائيا مثاليا هادئ ..
و بعد أن كدت أقتل رابمون خنقا تمكن أخيرا من الإفلات فتشبت به بينما كان يلف ذراعه حول خصري و يسبح بيد واحدة ، لقد كان ماهرا حقا لكن خوفي من الغرق لم يتركني أركز على أي شيء آخر غير الوصول إلى اليابسة بأمان ، نظر إلي و قال حين لاحظ وجهي العابس :
- ابتهجي ! فأنت تسبحين رفقة كيم نامجون
ثارت أعصابي أكثر من مزاحه فشرعت أضربه بقبضاتي الضعيفة و أنا أقول:
- انتظر فقط إلى أن أخرج من هنا و سأريك كيف يكون المزاح مع سمر !
توقف عن السباحة ثم نظر إلي و بدأ يفلت يده شيئا فشيئا و قال بابتسامة شريرة:
- إذا دعينا لا نخرج من المسبح.
كنت أفقد القدرة على التشبت به فبدأت أصرخ و أنا أتوسل إليه:
- ياا يا لا تفلتني أرجوك نامجون ! كنت أمزح فقط .. أمزح أمزح ! آآآآه يااااا أنا أغرق !
تشبت بي مرة أخرى و هو يضحك ثم تابع السباحة و هو يقول:
- كم تصبحين جميلة حين تكونين مطيعة ..
ساعدني على الجلوس على جانب المسبح ثم خرج مسرعا و ركض بعيدا ، كنت أحس بالإحراج لوجود الأعضاء رغم أنهم كانوا بالفعل مشغولين بالسباحة و اللهو ، لف رابمون منشفة حولي و ساعدني على الوقوف بينما كانت تعابيري عابسة انتفضت من يده و اتجهت إلى مخرج الحديقة و أنا أهمس لنفسي :
- غبي مزعج !
كنت أترنح بسبب قدمي التي لا تزال تؤلمني قبل أن يمسك بي رابمون من يدي و قال:
- هل ستذهبين هكذا إلى غرفتك .. ماذا لو انزلقت في السلالم..
صرخت في وجهه :
- حينها سيعود الفضل لأحدهم !
التفت لأغادر لكني تفاجأت برابمون يقف أمامي ثم انحنى و قال :
- اركبي على ظهري !
- م..ماذا ؟ هل جننت الجميع ينظر إلينا !
- هياا اركبي و إلا قمت بحملك بالقوة ! الجميع يعلم أن قدمك تؤلمك و يعلمون بعلاقتنا فلما الخجل ..
نظرت حولي فوجدت أن الجميع مشغول بالسباحة و المرح ، اقتربت منه و صعدت إلى ظهره قبل أن يقوم بأي حماقة بما أني أعرف طباعه ، أطلق أنينا قبل أن يحملني جيدا و قال :
- واااه .. كان علي أن أطلب من جونغكوك حملك .. أليس من المفترض أن تكوني خسرت بعض الوزن ؟
- يااا ! أنزلني حالا !
- أنا أمزح فقط !
لا أعلم كيف تحول تركيز الأعضاء إلينا فصاروا يصرخون و يهتفون لنا بينما كنت أموت من الإحراج ، دخلنا إلى النزل و كان رابمون متجها بي إلى الطابق الأول ، كانت الخادمات في الردهة يقمن بالتنظيف و ما إن مررنا بجانبهن حتى حدقن بنا ، كنت أشعر بالخجل و الإحراج و كانت دقات قلبي تتسارع و شدة تنفسي ترتفع بشكل غير طبيعي ، بينما كان رابمون يصعد السلالم أثار شفقتي و هو يبدو يكافح للصعود ، فقلت له بصوت هادئ :
- يبدو أنك تعبت .. أنزلني هنا ..
- لا .. أنا بالكاد مشيت بضع خطوات ..
وصلنا أمام باب غرفتي فأنزلني رابمون و أنا أقوم بتسوية المنشفة ، نظر إلي مطولا ثم قال :
- أتمنى لو كانت غرفتك بعيدة ..
ضحكت بإحراج و قلت :
- ألم تقل أني ثقيلة ..
- أحببت الإحساس بنبضات قلبك على ظهري ..
أحسست بالارتباك فكنت أتجنب النظر إليه و قلت :
- اذهب و غير ملابسك .. صحيح أنه فصل الصيف لكن .. قد تصاب بنزلة برد ..
ضحك و كأنه فضح أمر شعوري بالإحراج فقال :
- هيا ادخلي أنت أيضا .. و ارتاحي جيدا ..

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن