أحسست بضغطي ينخفض .. كل ما كنت أفكر فيه أن أمري انتهى .. صحيح أن الجدة لطالما كانت لطيفة معنا و كانت تكتم سرنا حين كنا نقوم بسرقة التفاح من بستان الجيران ، لكن هذه المرة ليست مجرد سرقة بضع حبات تفاح من طرف أطفال صغار .. هذه المرة الأمر يتعلق بسبعة شبان معنا في بيت جدي القديم بمفردنا و دون علم أهلنا..
نظرت إليهم الجدة نظرة شك ثم ابتسمت لي و قالت :
- اوووه لقد أحضرت معك صديقاتك الصينيات فقد سمعت أنك سافرت للعمل في الصين .. و لكن لما يرتدون ملابس تبدو رجالية ؟
- إنها كوريا جدتي و ليس الصين
ثم قفزت فاطمة من مكانها و قالت متذمرة :
- ما الذي تقولينه جدتي ! إنهم فتيان جدتي و ليسوا فتيات
نظرت إلى فاطمة و شرارات الغيظ تتطاير من عيني بينما انكمشت في مكانها ، كان أهون لو ظلت معتقدة أنهم فتيات ، تفاجأت الجدة و قالت :
- فتيان ؟ هل الفتيان في ذلك البلد جميلون هكذا ؟ رباه لا أستطيع تخيل شكل الفتيات.
حينها حصل ما لم يكن في الحسبان ، فقد اقتربت منهم الجدة و أخذت تحتضنهم واحدا تلو الاخر تسلم عليهم و ترحب بهم و هي تقول :
- ماشاء الله .. ماشاء الله .. مرحبا بكم حبايبي في قريتنا ..
كان الأعضاء مصدومين في البداية لكنهم استمروا في الابتسام للجدة و الانحناء لها احتراما لها و لتحيتها ، بينما كنا أنا و فاطمة نتبادل النظرات لا نستطيع تصديق ما تراه أعيننا ..
حين وصل دور تاي قامت بحضنه هو الاخر فابتسم لها ابتسامته الطفولية المعهودة و قال :
- هاارموني ..
نظرت إلي الجدة بدهشة و قالت :
- هل قام بشتمي ؟؟
حاولت فاطمة كتم ضحكتها من الإنفجار بينما قلت للجدة :
- ما الذي تقولينه جدتي هؤلاء الفتيان محترمون و لا يشتمون الأكبر سنا .. لقد ناداك بجدتي باللغة الكورية .
- اااه حقاا ..
الفتت الجدة إلى تاي و قامت بحضنه مرة أخرى بحرارة قبل أن تطبع قبلة على خده و قالت :
- ما شاء الله ما شاء الله كم هو لطيف هذا الجرو الصغير
حضن تاي تاي الجدة هو الاخر و هو يبتسم ، كان يبدو في غاية السعادة و الانسجام مع معها..
حينها قالت الجدة :
- يا إلهي لقد تركت الحساء على الموقد أرجو ألا يكون قد احترق سأذهب الان ..
اتجهت الجدة مسرعة إلى الباب و قبل أن تغادر التفتت و لوحت بيدها للأعضاء تودعهم ، لحقت بها و ناديتها قبل أن تغادر :
- جدتي .. أردت فقط أن أطلب منك معروفا .. هؤلاء الشباب أتوا إلى هنا في رحلة عمل و في الحقيقة أهلي لا يعرفون شيئا عن الأمر .. لأني لو أخبرتهم كانوا سيرفضون و ..
- لا تقلقي عزيزتي .. لقد كنت جارة جدك منذ زمن طويل و رأيت والدك يكبر أمام عيني ، أثق جيدا أن تربيته لك حسنة و لم تكوني لتحضريهم إلى هنا إلا لسبب هام .. يا إلهي لا بد أن الحساء احترق .. سأذهب صغيرتي ..
غادرت الجدة مسرعة إلى بيتها ، أحسست بالراحة لكونها لا تزال تلك السيدة اللطيفة التي عهدتها في صغري ، من المحزن حقا كيف أصبحت وحيدة في بيتها ..
عدت إلى الداخل و أقفلت الباب كي لا نتلقى مفاجأة أخرى ، كان الأعضاء جالسين حول الطاولة ، جلست في مكاني و بدأنا نتناول الطعام ، فبدأ الأعضاء يعبرون عن إعجابهم بالجدة و بلطفها و دفء ترحيبها ، بينما كنا نتحدث كان تاي تاي يبدو سعيدا و في كل مرة يلتفت إلى أحد الجالسين بجانبه و يردد :
- ماشالا .. ماشالا (ماشاء الله – تخيلوه ينطقها هههه)
كان الأعضاء يضحكون في كل مرة يقولها بينما كانت فاطمة ستموت من كواتته و لطافته و هو يرددها ، ثم التفت إلي كوكي و قال :
- نونا ما الذي تعنيه هذه العبارة التي ظلت الجدة ترددها حين رأتنا ؟
- حسنا كيف أشرح لكم الأمر .. إنها عبارة نقولها حين نود التعبير عن إعجابنا بالشيء أو الشخص أو لدهشتنا ببراعته ..
حينها كان جين أوبا يتناول الطعام و ما إن تذوق الكعكة التي صنعتها حتى قال بصوت عال :
- وااااااو ماشالا !
انفجر الجميع ضاحكا من تعليق جين أوبا المفاجئ فالتفت إلى شوغا أوبا الذي كان يجلس بجانبه و قال :
- خذ قطعة من الكعكة إنها حقا لذيذة
نظر شوغا أوبا إلى فاطمة نظرة خاطفة و قال :
- لا شكرا كلها أنت فقط
هز جين أوبا أكتافه العريضة و تابع التهام قطعة الكعك ، ثم بدأ الجميع واحدا تلو الاخر بتذوقها و أبدوا إعجابهم بها ، أشار جيهوب إلى فاطمة بإبهام الإعجاب و قال :
- Wooow Patima .. it's goooood
ابتسمت فاطمة و أشارت لي تحاول إخبارهم أني من صنعتها ، حينها أخذ شوغا أوبا قطعة من الكعكة و شرع في التهامها ، نظر إليه جيمين باستغراب و قال :
- هيونغ ألم تقل أنك لا تريدها ؟
- غيرت رأيي .
نظرت إليه فاطمة بغضب و كراهية ، لا أعلم لما كان لقائهما الأول متوترا هكذا .. المشكلة أن شوغا أوبا شخص صريح للغاية و أسلوبه يبدو قاسيا بعض الشيء ، و فاطمة فتاة عنيدة و تحب مضايقة من يضايقها .. علمت حينها أن المدة التي سيقضيها هذان الإثنان معا لن تكون سهلة ..
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالث
Fanficتضطر سمر إلى استقبال أعضاء فرقة بانقتان في بلدها قصد تصوير إعلانات شرط أن يبقى خبر وجودهم سرا ، بينما تعاني من ألم و جراح لم تلتئم بعد .. كيف سيقضي بانقتان أيامهم في بلد عربي ؟ و ما المشكل التي تعاني منها سمر و التي جعلتها تتغير ؟