الجزء الواحد و الستون

3.1K 342 2
                                    

غادر كل منا لغرفته لنستريح بعد المرح لبعض الوقت أو بالأحرى التجسس لبعض الوقت ، دخلت إلى غرفتي و استلقيت على سريري قبل أن يصلني اتصال من رابمون .. كنت مستغربة لما يتصل بي ، ما إن أجبت حتى قال :
- إذن ستتزوجين بتايهيونغ ؟ مبارك لكما ..
كنت أبتسم لشعور رابمون بالغيرة فقلت له :
- و إن يكن .. هل لديك مشكلة في ذلك ؟
صمت للحظات حتى ظننت أنه قطع الخط :
- نامجون ؟
فأجابني بصوت جدي :
- يؤلمني أنه لا يمكنني طلب الزواج منك حتى لو أردت ذلك .. في هذه اللحظة أنا حقا أكره كوني شخصا مقيدا بحلمه و بأحلام أصدقائه و معجبيه .. في هذه اللحظة أتمنى لو كنت شخصا عاديا .. أتمنى لو التقينا في زمن آخر و مكان آخر .. حيث لا قيود تحول بيننا ..
شعرت بمدى ألم رابمون من صوته و مدى صعوبة أن يكون الشخص أيدول و قائد فرقة في نفس الوقت ، أحسست بقلبي ينقبض فقد كان كلامه يعيدني إلى واقعي و كوني لا يمكنني البقاء قرب رابمون إلى الأبد .. لكن كان علي أن أشعره بالتحسن و أن أخفي ألمي عنه ، فابتسمت و قلت :
- ياا ! حتى و إن كان ذلك ممكنا ليس عليك الزواج من فتاة مثلي .. أنا فتاة غيرتها قاتلة .. سينتهي بي الأمر أتشاجر مع المعجبات و أفسد سمعتك و سمعة الفرقة ..
ضحك رابمون ثم قال :
- من ناحية الشجار مع المعجبات .. أعترف بأنك قد تفعلين ذلك .. أتعلمين أين أنا الآن؟
- أين ؟
- أنا جالس قرب شجرتنا أقرأ كتابا .. كنت أريد دعوتك لكن قدمك لم تشفى بعد و يجب أن ترتاحي جيدا ..
- لنذهب المرة القادمة معا ..
- حسنا .. سأحضر معي الآيباد لنشاهد فيلما نحن أيضا .. متشوق لتجربة طريقة شوقا هيونغ ..
- أي طريقة ؟
بدأ رابمون يضحك بشدة ، شعرت بالإحراج فقلت له بتذمر :
- يااا ! إياك أن تفكر في ذلك حتى لأنني سأوسعك ضربا !
ضحك بشدة ثم قال :
- لا بأس أنا مستعد لتلقي الضرب ..
- أنا متعبة .. سأغلق الخط ..
أقفلت الخط على وجهه و أنا أهمس لنفسي من الخجل :
- غبي ! .. منحرف مجنون ! ..
في الغد ذهبت للمستشفى رفقة فاطمة للقيام بالفحوصات على ركبتي ، من حس الحظ أن إصابتي ليست خطيرة و كانت تتحسن ، أخبرني الطبيب أنه سأتمكن من المشي بطريقة طبيعية بعد بضعة أيام .. تركنا المستشفى باكرا بما أننا أتينا بالفعل باكرا و لم يأخذ الفحص الكثير من الوقت، و بينما نحن في السيارة عائدين إلى النزل كنت شاردة الذهن قبل أن أقول للسائق :
- أرجوك .. غير مسار السيارة .. خذنا إلى حي xxxx
نظرت إلي فاطمة و قالت :
- أليس هذا الحي الذي تقطن فيه ندى ؟
- نعم .. سأطلب من والدها أن يتركها تقضي معنا بعض الوقت ..
كانت فاطمة سعيدة و متحمسة لرؤية ندى ، و قد كانت ندى أيضا كذلك .. ما إن فتحت الباب و رأتنا أمامها حتى عانقتنا بقوة و هي تصيح من السعادة ، كانت قلقة على صحتي كثيرا، رحبت بنا هي و والدتها فجلسنا نتحدث بينما ذهبت والدتها تعد لنا الشاي ، جلست ندى بجانبي و هي تتفقد ملامحي فقلت لها :
- نحن آسفتان لأننا أتينا في وقت مبكر ..
- ما الذي تقولينه ! أنت تعلمين أنه مرحب بك في أي وقت .. إذن أخبريني كيف حالك ؟ أرى أنك تتحسنين..
- نعم لقد كنت بالمشفى اليوم و قمت بالفحص على قدمي .. أخبروني أنها تتحسن ..
- هذا مريح .. كيف حال الأعضاء ؟ لقد اشتقت لهم كثيرا
فقالت فاطمة :
- هم أيضا اشتاقوا لك .. خصوصا جيمين أوبا .. بالرغم من أنني لا أفهم الكورية جيدا .. إلا أني أستطيع معرفة أنه لا يتوقف عن الحديث عنك .. دائما ما أسمع اسمك ينطق في كلامه ..
ابتسمت ندى بخجل و قالت :
- في الحقيقة .. أنا أيضا اشتقت إليه ..
أحضرت والدة ندى الشاي و جلست رفقتنا فكنا نحتسيه و نحن نتبادل أطرف الحديث ، كان الحديث مع والدتها ممتعا ذكرتني بوالدتي التي اشتقت لها .. لكن لكون النزل بعيدا عن مدينتنا لا يمكنني زيارتها غلى أن ينتهي التصوير ، خصوصا أني أخبرتهم أني في رحلة عمل ..
تنحنحت ثم قلت لوالدة ندى :
- في الواقع سيدتي .. أريد أخذ إذنكم لأخذ ندى معنا نريدها أن تمضي بعض الوقت معنا في النزل ..
- اممم .. في الواقع ابنتي أريد ذلك لكن عليها أن تحصل على موافقة والدها .. على أي إنه لم يغادر بعد لعمله لقد ذهب لاقتناء بع الأغراض و سيعود ..
- حسنا إذن سننتظره ..
بعد لحظات دخل والد ندى و استقبلنا بوجه بشوش رغم تعابيره الجادة لكننا تعودنا على عادته ، أخبرته عن سبب زيارتنا فصمت قليلا ثم قال :
- بالطبع يمكنها مرافقتكم .. حين يتعلق الأمر بك أعرف أن ندى في أيد أمينة.. لكن لا تتأخري إلى غروب الشمس ..
وقفت ندى بسعادة و قالت :
- حاضر أبي .. شكرا لك
ذهبت مسرعة لتغير ملابسها و لم تمر دقائق حتى أتت ترتدي فستانا طويلا جميلا يليق بملامحها الذهبية ، شكرت والدها على ثقته في و على ضيافتهم و غادرنا مع ندى التي كانت تمسك بذراعي بينما تمسك فاطمة بذراعي الأخرى و نحن نضحك بسعادة متجهين إلى السيارة ..

مرت السيارة من جانب الزقاق الذي سبق و مشينا فيه أنا و رابمون فتذكرت شيئا و طلبت من السائق أن يركن جانبا ، نظرت إلي فاطمة بنظرات فارغة و قالت :
- ماذا هناك أوني ؟
- تعاليا معي ..
خرجت من السيارة فتبعتني فاطمة و ندى بصمت ، طلبت من السائق أن ينتظرنا هناك و انطلقت أمشي في الزقاق بينما تتمسك بي كل من فاطمة و ندى ، كنت أنظر هنا و هناك أبحث عن المحل الذي رأى فيه رابمون ذاك المجسم الذي أعجبه ، و ما إن رأيته من بعيد حتى وقفت و أشرت به بيدي إلى الدمية التي لا تزال موجودة في الخزانة الزجاجية و قلت :
- إنه هو !
التفت الفتاتان لا تفهمان شيئا و قالت ندى :
- ما هو ؟
سحبت المال من حقيبتي و قلت لفاطمة :
- أريد أن أطلب منك معروفا ، ستذهبين إلى ذاك المحل هناك .. و اشتري تلك الدمية الكبيرة البنية اللون ..
- و لكن .. لما لا نذهب معا ؟
- لا .. لا أستطيع ..
نظرت إلي ندى و قالت :
- و لماذا ؟
- لأني .. لأني كنت قد تشاجرت معه .. و غالبا لا يزال يتذكرني ..أرجوك اذهبي فقط و أسرعي ستبقى ندى معي هنا ..
- حسنا
ذهبت فاطمة إلى المحل و وقفت أمامه ثم أشارت للدمية فأومئت لها برأسي مؤكدة لها أنها هي و دخلت ، بعد دقائق خرجت تحمل كيسا و أعطته لي ، كنت سعيدة به جدا فقمت بحضنها بتلقائية و أنا أشكرها ، كانت مستغربة و قالت :
- منذ متى تحبين هذا النوع من الأشياء ..

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن