استيقظت باكرا أستعد لمغادرة المستشفى بمساعدة فاطمة ، فقد كنت لا أزال لا أقوى على المشي بأريحية كالسابق ، ودعت الطبيب المشرف على حالتي ثم ركبنا السيارة التي كانت تنتظرنا أمام المشفى ، كنت أنظر إلى السماء الزرقاء التي كانت ذلك اليوم صافية و كان الجو جميلا ، طلبت من السائق أن يفتح النافذة قليلا فاستنشقت الهواء النقي الذي افتقدته رئتاي ..
كلما كنا نقترب من النزل كلما كانت ضربات قلبي تتسارع بشكل غريب ، بينما كانت فاطمة لا تفارق هاتفها منذ ركبنا السيارة ، ألقيت نظرة خاطفة على ما تكتبه دون أن تنتبه لي ، فوجدتها تتراسل مع شوقا أوبا و كانت رسائلهما عبارة عن القليل من العبارات الانجليزية و الكثير من القلوب المشعة ، لم أستطع التصديق أنه شوقا أوبا .. فقلت لها :
- واااو .. لقد تقدمتما كثيرا ..
التفت إلي لتجدني أتابع ما تكتبه فأخفت هاتفي و هي تتدمر :
- آآآه أوني ! لما تتجسسين علي !
- ماذا ؟ أراهن أنك أيضا قمت بقراءة كل رسائلي أنا و رابمون .
- ماذا ؟ لم أفعل !
صمتت قليلا بينما كنت أحدق بها ، فقالت بصوت هامس :
- حسنا .. لقد رأيت بعضها فقط ..
- هذا متوقع ..
وصلنا إلى النزل فدخلنا أنا و فاطمة بينما تكفل السائق بإحضار حقيبة ملابسي ، كنت مستغربة للهدوء الذي يعم المكان .. أيعقل أنهم لا يعلمون أني آتية ؟ أم ربما ذهبوا للتصوير و لم يعودوا بعد ..
ما إن دخلت النزل حتى فاجئني الأعضاء في الردهة يهتفون و يلوحون بالبالونات و الأوراق المزركشة بينما تقف ورائهم الخادمات يصفقن لي بحرارة ، كنت سعيدة لتلك المفاجئة منهم..
خرج تاي راكضا من بينهم و قام بمعانقتي و هو يبتسم بطفولية كعادته فأسرع رابمون و سحبه و هو يقول :
- يااا ما الذي تفعله ؟ .. أنت تحرجها ..
التفت الأعضاء إلى بعضهم البعض و قال جيمين بصوت طفولي :
- أنا أيضا أريد عناقا من نونا !
و تبعه هوبي :
- و أنا أيضا !
تتالى الجميع أمامي أعانقهم واحدا تلو الآخر إلى أن أتى دور شوقا أوبا فنظر إلى فاطمة الواقفة بجانبي تحدق فيه بنظرات حادة ، ابتلع ريقه و صافحني و ربت على كتفي و قال :
- مرحبا بك بيننا مرة أخرى ..
كان رابمون واقفا متجمدا في مكانه بتعابير جافة قبل أن يلتفت إليه الأعضاء و يبتسموا فقال جيمين :
- هيونغ ! أنت لم ترحب بنونا !
ابتسم شوقا ابتسامة جانبية و قال :
- يا رجل .. هذا ليس تصرفا لائقا للأرمي خاصتنا ..
ثم تابع كوكي :
- من يراه الآن لن يقول أنه الشخص الذي كاد يقتل أحدهم لأجلها ..
شعرت بالإحراج و الخجل فقد كان واضحا من تصرف الأعضاء المفاجئ أن أمرنا قد كشف بالفعل و هم يحاولون إغاظة رابمون و وضعه في موقف محرج ..
توسعت عينا رابمون و فتح فمه ليتحدث لكنه استمر فقط في قول كلمات متقاطعة غير مفهومة ، كان واضحا أنه محرج أيضا قبل أن يقاطعه تاي يسحبه ناحيتي و هو يقول :
- عليك أيضا أن تقوم بمعانقة نونا ! هيا ! هيا !
- م.. ماذا ؟ ياا ..
كان الأعضاء يراقبوننا بصمت و هم يبتسمون بينما كان هوبي يمسك بدراع جيمين و يضع إحدى يديه على فمه ، وقف رابمون أمامي و غطت قامته الطويلة مرماي بينما تسمرت مكاني أعاني من الخجل و الإحراج ، فتح ذراعيه بحذر ثم ضمني بخفة و همس في أذني دون أن يلاحظ الأعضاء ذلك :
- اشتقت لك ..
أحسست بالردهة تدور حولي و بجسمي يشتعل من الحرارة و كان صدى صوته يتردد في أذناي ، و ما إن تراجع رابمون بسرعة حتى حدثت فوضى بين الأعضاء .. كان جيهوب يلف دراعيه حول جيمين المتضايق من حركاته و هو يصرخ بحماس ، بينما كان كوكي و تاي يمسكان بيدي بعضهما و يقفزان حول نفسيهما بجنون .. أما جين أوبا فكاد يموت من الضحك على هوبي و جيمين .. بينما كان شوقا أوبا واقفا عاقدا يديه يبتسم بهدوء ..
ابتسم رابمون بخجل و قال وسط ضجيج الأعضاء :
- ما الذي دهاكم رفاق ! آآآه حقا مزعجون ! .. عليكم على الأقل تركها ترتاح ..
توجه الماكنيز حولي يمسكون بيدي أمشي بخطوات بطيئة إلى أن خرجنا إلى الحديقة حيت تم إعداد طاولة بالحلويات و العصائر المنعشة و اتخذت مقعدا و جلست فاطمة بجانبي ، أتت الخادمات يرحبن بي و يتمنين لي الشفاء في أقرب وقت ثم غادرن إلى عملهن ..
كان جو من السعادة و المرح يسود جو النزل على غير العادة ، لا أعلم إن كان ذلك بسبب حماس الأعضاء أم بسبب عدم وجود رئيس الخدم الشرير الذي كان يجعل المكان خانقا بتوبيخاته و ملاحظاته المستمرة ..
بعد محادثات لطيفة مع الأعضاء قررت اغتنام الفرصة لشكرهم على إنقاذهم لي :
- شباب .. أنا حقا شاكرة لكم .. لولاكم لا أعلم ما الذي كنت سأواجهه الآن ..
لف جين أوبا دراعه حول عنق رابمون و قال :
- عليك شكر نامجون الذي اكتشف أمر اختطافك ..
ابتسم نامجون ثم تنحنح و قال :
- في الواقع يعود فضل إيجادك لجونغكوكي .. فهو الذي لاحظ القلب على ظهر رئيس الخدم ..
كانت تعابير الجميع فارغة لا يفهمون عما يتحدث رابمون ..
جين أوبا : قلب ؟ على ظهر رئيس الخدم ؟
جيمين : ما الذي يعنيه هذا ؟
فقلت لهم :
- لقد حاولت الهرب من الخادم الذي ظل يراقبني في القبو ، لكن باءت محاولتي بالفشل ، لهذا فكرت في إرسال إشارة لكم لعلكم تفهمون أني في خطر ..
أشرت إلى إسوارتي في يدي و تابعت قائلة :
- حين فكوا قيدي لتناول الطعام أخذت قلبا من هاته المعلقة في إسوارتي و أدخلتها في إبرة من حجابي و علقتها في ظهر رئيس الخدم ..
حدق الأعضاء بوجوه مندهشة في الإسوارة بيدي و أبدوا إعجابهم بالفكرة .. فقال تاي بعفوية :
- واااو نونا أنت ذكية مثل رابمون هيونغ !
فقال جين أوبا موجها الكلام لجونغكوك:
- و لكن .. كيف علمت أنها لها .. أنا حتى لم يسبق لي أن لاحظتها في يدها ..
قال جيهوب :
- و لا أنا .. هل اشتريت هذه الإسوارة مؤخرا ؟ لأني لم أتعود على رؤيتها في يدك نونا..
شعرت بالإرتباك فقال جونغكوك قبل أن أتحدث :
- لقد رأيتها أيضا مؤخرا و أعجبتني من شكلها الفريد لهذا ظلت عالقة في ذاكرتي .. فسألت نونا عنها .. قالت أنها هدية من صديقة .. ما حدث أن ذلك اليوم الذي تلى اختفاء نونا كنت جالسا في الردهة رفقة تاي هيونغ صامتين ساكنين نشعر بالأسى .. فقد بدأت حينها شكوك أن نونا تركتنا تسري في عقولنا .. ظننا أنه ربما تعبت من تحمل مسؤوليتنا و المتاعب التي كنا نسببها لها .. حينها مر رئيس الخدم مسرعا إلى مكتبه ، بعد لحظات خرج يمشي بتبختر و يبدو غاضبا جدا ، حين كان مارا من جانبنا أوقفته إحدى الخادمات تعطيه بعض رسائل البريد ، فلاحظت شيئا يلمع على ظهره قريبا من رقبته الخلفية و بدى لي مألوفا بل كنت متأكدا مما رأيته ، ذهبت إليه و صافحته و أنا أربت على ظهره حتى سحبت الإبرة .. أظنه استغرب من لطافتي المفاجئة معه لكن نجحت في أخذها و أخذتها إلى رابمون هيونغ بعد أن تذكرت أمر الصور الذي أخبرتني به نونا سابقا .. فتأكدت أنها في خطر و أن لرئيس الخدم دخل في الموضوع ..
قاطعه جين أوبا قائلا :
- مهلا مهلا .. أي صور ؟
نظر إلي كوكي بعينان واسعتان ، يبدو أنه يخشى أني أردت أن يبقى الأمر سرا ، لكني تنهدت و قلت لهم :
- في الحقيقة .. ذلك اليوم حين اقتحمنا مكتب رئيس الخدم .. وجدت صورا في درج مكتبه .. لقد كانت للخادمات و ضمنها صور لي أنا و فاطمة و ندى ..
تفاجئ الأعضاء مما قلته التفت جين أوبا إلى جيهوب و قال:
- كنت أظن أنه ليس هناك من هو أغبى من تايهيونغ لكنها تفوقه غباءا !
التفت تاي إلى كوكي و قال هامسا :
- تايهيونغ من ؟
رد عليه كوكي بهدوء :
- أحد الدونسينغ.
- آآآه ..
صمت قليلا ثم قال له من جديد :
- مهلا .. هل يقصدني أنا ؟
نظر إلي جيهوب قال :
- و لما لم تخبرينا ؟ كنا بحثنا في الأمر !
حنيت رأسي من الحرج و قلت بصوت منخفض :
- لم أكن أريد شغل بالكم ..
نظر شوقا أوبا بنظرات حادة و قال :
- ياا ! لما لم تخبرنا أنت على الأقل بذلك ؟ كيف تركت الأمر يمر هكذا؟
ظل كوكي صامتا بينما قلت له :
- إنه ليس خطأ كوكي .. فأنا من طلب منه عدم إخبار أحد ..
كان رابمون هادئا و لم يعلق على الأمر أو يتفاجئ كان واضحا أنه علم بموضوع الصور قبلا ، ثم تدخل جيمين مهدئا الوضع بابتسامته المعهودة و قال :
- هياا .. ألا يكفي ما مرت به بالفعل .. لقد أصبح كل هذا من الماضي .. لنسألها كيف انتهى بها الأمر مختطفة .. كيف لم نسمع شيئا بينما أخذوك من الطابق الأول ؟
قصصت أحداث اختطافي للأعضاء ، كيف أحسست بالأرق و كيف شعرت بالفضول لمعرفة سبب وجود السيارة و كيف انتهى بي الأمر مخطوفة بعد أن حاولت مساعدة الفتاة ، جن جنون الأعضاء مرة أخرى بعد أن أخبرتهم القصة ، صحيح أني تلقيت التوبيخ منهم لكن يبدو أني كنت أستحقه بما أني جعلتهم يقلقون ..
بدى رابمون متفاجئا من تصرفي اللا واعي و المتهور ، كان يبدو غاضبا لكنه ظل صامتا و كأنه يكدس داخله حتى تأتي اللحظة المناسبة لينفجر ، هدأ غضب الأعضاء و أخذنا نتناول الحلويات التي كانت على الطاولة ..
أحسست بالتعب و الرغبة في الاستلقاء فاعتذرت من الأعضاء وقفت فاطمة لتساعدني على الذهاب لغرفتي ، لكن رابمون أشار لها بأن ترتاح و أنه سيرافقني ، أمسك بيدي بينما كنت أمشي بروية ، كنت أعلم أنه يريد التفرد بي ليصب غضبه علي من خلال تعابير وجهه الحادة ....-------------------------
عارفة إن البارت ممل و مش قد التوقع للأسف مكانش عندي وقت أركز و أكتب أكتر من هيك
🙁😣😣😣😣
أتمنى تتفهموني و ان شاء الله أعوضكم
😊😊😊❤❤❤❤
أنت تقرأ
الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالث
Fanfictionتضطر سمر إلى استقبال أعضاء فرقة بانقتان في بلدها قصد تصوير إعلانات شرط أن يبقى خبر وجودهم سرا ، بينما تعاني من ألم و جراح لم تلتئم بعد .. كيف سيقضي بانقتان أيامهم في بلد عربي ؟ و ما المشكل التي تعاني منها سمر و التي جعلتها تتغير ؟